إذا قضيت اليوم كاملًا في متابعة وملاحقة الأخبار السيئة، فمتى سيكون لديك الوقت لفعل أي شيء حيالها؟
نشر الكاتب جون زيراتسكي – وهو كما يعرف نفسه على حسابه الخاص في موقع «ميديم» مهووس بفكرة إعادة تنظيم الوقت، ومؤلف كتاب «أسرِع واصنع الوقت» – مقالًا يتحدث فيه حول فكرة تجاهل الأخبار.
يقول زيراتسكي: «لم أكُن مُرتاحًا مُنذ عامين، منذ اللحظة الأولى التي ضغطت فيها على زر (نشر) عندما نشرتُ موضوعًا حول (تجاهل الأخبار). ليس لأنه كان خاطئًا، أو لأنها كانت نصيحة سيئة؛ بل على العكس. فأنا أعتقد أن تجاهل الأخبار في الوقت الحالي هو أهم من أي وقتٍ مضى. وقد جعلتها جُزءًا من كِتابي الجديد (اصنع الوقت)، تكتيك رقم 25 (تجاهل الأخبار). لنُفكر معًا: إذا كان سبب مُتابعتك للأخبار هو لأنك مواطنٌ نشيط وملتزم، أو قوةٌ للخير في عالمٍ سيئ الأخبار؛ فلا يمكنك أن تهدر وقتك وطاقتك في حلقة متفاعلة من الأخبار العاجلة. يجب أن تكون مسؤولًا فاعلًا بحق».
مُتابعة الأخبار مسؤولية وطنية.. هل هذا صحيح؟

كيف تريد قضاء الوقت: قراءة أخطاء عالمنا أم اتخاذ خطوات لجعلها صحيحة؟
لجعل الوقت مناسبًا للعمل، عليك أن تبقى خارج التدفق اللانهائي من الأخبار العاجلة المُستمرة. هذا الإجراء ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى
إذا كُنت تريد استعادة وقتك من الأخبار العاجلة، فهناك استراتيجيات جيدة وأخرى سيئة. النهج الأسوأ هو الذي يعتمد على قوة الإرادة أو ضبط النفس كأن تردد: «لن أتحقق من الأخبار. لن أتحقق من الأخبار. لن أتحقق من الأخبار». من غير المُرجح أن هذا النهج سينجح!

يُقدم الكاتب بعض الخطوات والتقنيات البسيطة التي يمكنك استخدامها لإبطاء وتيرة ضغط الأخبار، ولا تتطلب أية قوة إرادة مستمرة، فبمجرد أن يتم التغيير يمكنك الجلوس والاسترخاء بعيدًا عن الإزعاج. (هذه التكتيكات موجودة في كتابه الجديد «اصنع الوقت»):
- إيقاف الإشعارات لجميع تطبيقات الأخبار. (من الجنون عدم القيام بذلك).
- حذف تطبيقات الأخبار من هاتفك. لا يمكن لأي تطبيق أن يقاطعك بإشعار ما إذا لم يكن مثبتًا على هاتفك! ولا داعي للقلق، فإذا كنت ترغب في قراءة الأخبار فإن الويب على بعد نقرة واحدة.
- تسجيل الخروج من المواقع الإخبارية، لقد اعتمدت معظم الشركات الكبرى خطوة «الاشتراك»؛ مما يعني أنه يجب عليك تسجيل الدخول إذا كنت ترغب في قراءة أخبارهم. وهذا يعني أيضًا أنه يمكنك تسجيل الخروج!
- حظر الأخبار التلفزيونية من النظام المعلوماتي الخاص بك. لا يوجد سبب حقيقي للحصول على الأخبار من التلفزيون: إنها غير فعالة، سطحية، ومتكررة.
من المهم متابعة الأخبار؛ ولكن ليس طوال الوقت. إن كُنت تود إضافة بعض الأمور الصغيرة وكسر دورة الأخبار العاجلة دون توقف، قد تفكر في بدء واحدة من هذه العادات الإخبارية:
- عمل جدول زمني مرة واحدة في الأسبوع (أو كل يومين) لتسجيل الدخول لأي موقع إخباري مناسب وقراءة الأخبار المفضلة لديك.
- يقدم كل موقع إخباري رئيس خَيار الاشتراك للحصول على رسالة بريد إلكتروني بموجز يومي، وإذا كانت الأخبار اليومية تبدو مناسبة لك، فهذه طريقة جيدة للحصول عليها بشكل محدود.
- اقرأ الجريدة. نعم، الورقة الفعلية، يقول جيسون فرايد، وهو رائد أعمال شاب، مُعلقًا على كيف يمكن أن تكون الجريدة الحقيقية جيدة: «إنها أبطأ وغنية بالأفكار أكثر من الأخبار العاجلة، ومرة أخرى، إنها محدودة». فعند الانتهاء من قراءة الصحيفة تكون قد انتهيت بالفعل، ولا يمكنك سحب الشاشة لتحديث الصفحة، أو النقر على رابط لقراءة المزيد.
- حاول أن تُتابع الأخبار بشكل أسبوعي، يقول الكاتب إنه يقرأ مجلة «ذي إيكونوميست» بشكل أسبوعي وكانت مصدرًا رئيسًاا لمعرفة كل ما يود معرفته بشكل أسبوعي لمدة خمس سنوات تقريبًا. وهناك العديد من المجلات الأسبوعية التي يُمكنها أن تمنحك مُلخصًا أسبوعيًا لكل ما يجري، يذكر الكاتب منها: «ذا نيويوركر»، «بيزنس ويك»، «تايم» وغيرهم. بالنسبة للكاتب فهو يجد المتابعة الأسبوعية للأخبار ليست سريعة، ولكنها ليست بطيئة أيضًا، فهي جيدة ومناسبة.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».