تركز مصر والولايات المتحدة وفرنسا جهودها على وقف إطلاق النار، فيما تستمر صواريخ غزة والرد الإسرائيلي.
أعدَّت رينا باسيست، صحافية إسرائيلية ومراسلة دولية، تقريرًا موجزًا نشره موقع «المونيتور» الإخباري بشأن الجهود الدولية لوقف القتال في غزة، وما آلت إليه تلك الجهود حتى الآن.
وتستهل الكاتبة تقريرها بتوصيف الوضع الحالي؛ إذ استقبلت إسرائيل المزيد من رشقات الصواريخ من غزة أمس واليوم، حيث أصابت الصواريخ بنايات في مدن أشدود وعسقلان وبئر السبع في جنوب البلاد. وقدَّر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، إطلاق نحو 3,150 صاروخًا من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية.
ويبدو أن نحو 460 صاروخًا وقذيفة هاون أخفقت في اجتياز الحدود وسقطت داخل أراضي غزة. وعلى سبيل الانتقام اليوم، قتلت القوات الإسرائيلية القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حسام أبو هربيد وتواصل استهداف البنية التحتية للأنفاق التابعة لحماس.
ميركل: إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها
لفت التقرير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث في نهاية الأسبوع الجاري مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الذي أعرب عن «دعمه المطلق لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في ضوء إطلاق الصواريخ من غزة». كما تحدث نتنياهو مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقال المتحدث باسم المستشارة ستيفن زايبرت: «أدانت المستشارة بشدة مرةً أخرى استمرار الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل، وأكدت لرئيس الوزراء تضامن الحكومة الألمانية. وأكدت من جديد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات».
وتعني عطلة شافوت (عيد يهودي مهم يحتفل اليهود بإعطاء التوراة لهم عند جبل سيناء) اليوم عدم رد أي مسؤولين إسرائيليين على المحادثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار مع حماس. والواقع أن جميع وزراء الحكومة التزموا الصمت حيال كل الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة بين الجانبين منذ بداية التصعيد.
ويؤكد مسؤولون إسرائيليون كبار أن الجيش الإسرائيلي سيستمر في الرد حتى استعادة الهدوء والأمن في جنوب إسرائيل وفي أماكن أخرى من البلاد. وقال وزير الدفاع بيني جانتس اليوم إن: «أي شخص يطلق النار على مواطنينا سيكون هدفًا لنا… وأينما يمارسون الإرهاب، فإننا سنجعل منهم أهدافًا لنا».
الضرورة القصوى لإنهاء القتال
في غضون ذلك، يدفع المجتمع الدولي جهود الهدنة قدمًا. وقد التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم في باريس بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش المؤتمر الدولي لدعم الانتقال السوداني. وبحسب ما ورد، ركَّز اجتماع الرئيسين على جهود الوساطة المصرية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس. وأفاد بيان نشره الإليزيه أن الزعيمين شدَّدا على «الضرورة القصوى لإنهاء الأعمال القتالية»، وجدد ماكرون دعمه لجهود الوساطة المصرية. واتفق الرئيسان على مواصلة تنسيق الجهود للتوصل إلى هدنة.
والتقى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية هادي عمرو اليوم في رام الله برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد اجتماعه أمس مع مسؤولين إسرائيليين من بينهم جانتس.
وقال المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزيب بوريل أمس إنه سيعقد اجتماعًا خاصًا بشأن هذه القضية، وغرَّد قائلًا: «في ضوء التصعيد المستمر بين إسرائيل وفلسطين والعدد غير المقبول من الضحايا المدنيين، سأعقد مؤتمرًا استثنائيًّا عبر الهاتف لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء. وسنُنسق ونناقش أفضل السُّبُل التي يمكن أن يُسهِم بها الاتحاد الأوروبي في إنهاء العنف الحالي». ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الخميس لمناقشة التصعيد.
وفي ختام تقريرها، أوضحت الكاتبة أنه بينما يمتنع المسؤولون الإسرائيليون عن التعليق على جهود وقف إطلاق النار، يقدر محللون إسرائيليون أن مصر والولايات المتحدة تلعبان الآن دورًا محوريًّا في المحادثات، بدعم نشِط من فرنسا. ويوم الأحد، ورد أن مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة تور وينيسلاند كان على اتصال بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ومسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار آخرين بالإضافة إلى حماس ومسؤولي المخابرات المصرية. وعلى غرار المسؤولين الإسرائيليين الآخرين، لم يعلِّق بن شبات علنًا على هذا اللقاء.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».