رصد تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، ظاهرة العمل لساعات طويلة في اليابان، ومحاولة السلطات هناك للحد من هذه الظاهرة، لما لها من تبعات نفسية واجتماعية.
وقال التقرير إن اليابانيين قد يكونون أشد الناس كدًّا في العمل بالعالم. ينام الموظفون هناك قليلًا، ويعملون لساعات أطول مما يحدث في أي مكان آخر. ثقافة عمل صارمة، حتى أن هناك كلمة للعمل حرفيًّا حتى الموت: karoshi.
أضاف التقرير أن هذه الثقافة قد تكون جيدة في حال كان صاحب العمل يحاول الالتزام بموعد محدد لتسليم العمل المطلوب، أو خفض التكاليف.
ولكن التقرير اعتبر هذه الثقافة أمرًا سيئًا إذا كنت في بلد يعاني من انخفاض معدل المواليد، وسكان يقولون إنهم مشغولون جدًّا، ومنهكون إلى الحد الذي لا يستطيعون معه إنجاب الأطفال.
التقرير أشار إلى جهود المسؤولين اليابانيين لمواجهة الظاهرة، حيث أطلقوا حملة جديدة لتقليص ساعات العمل الطويلة.
بحسب التقرير، أطلق على الحملة اسم «Premium Friday»، وتستهدف الحملة تشجيع الشركات للسماح للعمال بمغادرة العمل في وقت مبكر يوم الجمعة الأخير من الشهر.
رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» يضغط أيضًا للحد من العمل الإضافي، الذي يقول إنه سيفرضه مع عمليات التفتيش العشوائية. تأتي عمليات التفتيش العشوائية تلك في أعقاب التحقيقات الرئيسية في شركتي Mitsubishi and Dentsu، كلتا الشركتين متهمتان بإجبار الموظفين على العمل المفرط.
وكانت امرأة تبلغ من العمر 24 عامًا قد قتلت نفسها بعد قضاء 100 ساعة من العمل الإضافي في شركة Dentsu.
شبكة «بلومبرج» بدورها نقلت عن المتحدث باسم الحكومة اليابانية قوله إن اليابان بحاجة إلى وضع «نهاية لقاعدة ساعات العمل الطويلة، حتى يتمكن الناس من تحقيق التوازن بين حياتهم مع أشياء مثل تربية الأطفال، أو رعاية كبار السن».
اقرأ أيضًا: معجزة اليابان، كيف نهض العملاق الياباني؟! خمسة أسئلة تشرح لك
تفكر الشركات أيضًا -وفقًا للتقرير- في طرق جديدة لإنهاء ظاهرة العمل لساعات طويلة. اليابان ليس لديها الكثير من ثقافة العمل من المنزل في الوقت الراهن. لكن ثلث أرباب العمل اليابانيين الكبار يقولون إنهم يعملون على تيسير ظروف العمل.
البعض، مثل شركة «ياهو» في اليابان، لديهم خطط للعمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع بحلول عام 2020. وآخرون يشجعون الموظفين على أخذ غفوة في مكاتبهم، أو في صالة الموظفين. فيما تقوم شركة Japan Post Insurance بإطفاء الأضواء في مقرها بحلول الساعة السابعة والنصف لإجبار العمال على العودة إلى ديارهم، وإلا العمل في الظلام.
ويأمل المسؤولون أن تساعد جهودهم في تغيير ثقافة العمل الحالية، التي تعتبر أن أخذ عطلة هو أنانية. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية عن إحدى العاملات قولها إنها تقضي 14 ساعة يوميًّا في العمل، وتتخلى عن كثير من إجازاتها المدفوعة الأجر. وقال «هيرويوكي فوجيمورا»، وهو أستاذ في كلية إدارة الأعمال، إن العمّال الأكبر سنًّا يرون في ساعات العمل الطويلة شيئًا جيدًا، وسمة للكادحين، وانضباطًا للشخص. لكنه قال إنه يعتقد أن هذه الثقافة تتغير.
وقال: «هؤلاء الذين ينتمون إلى جيل الشباب لم يعودوا يرون ساعات العمل الطويلة أمرًا جيدًا»، كما نقلت عنه «بلومبرج».
مئات من الناس يموتون كل عام من النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وغيرها من الأحداث الناجمة عن جزاءات عقابية ترتبط بمواعيد العمل. ارتفعت حالات الانتحار المرتبطة بالعمل في اليابان إلى 45% في السنوات الأربع الماضية بين الفئة البالغة من العمر 29 عامًا، والأصغر سنًّا، بينهم 39% من النساء. في حالة واحدة، شنق رجل في طوكيو نفسه بعد أن عمل ما يقرب من 200 ساعة من العمل الإضافي في الشهر، لمدة سبعة أشهر.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».
علامات
translation, اقتصاد, التقاعد, التوظيف, الموظفون, الموظفون في اليابان, اليابان, دولي, شباب, كبار السن, معجزة اليابان