نشر موقع «لايف ساينس» مقالًا لكاري نيرنبيرج وأليسا هارفي حول خصوبة الرجال يتضمن 10 خطوات يمكن أن تؤدي إلى زيادة الخصوبة لدى الرجال؛ مما يمكِّنهم من إنجاب الأطفال.
وفي مستهل مقالهما يشير الكاتبان إلى حقيقة ثابتة وهي أن إنجاب طفل يتطلب شخصين، وخصوبة كلٍّ من الإناث والذكور ضرورية لحدوث الحمل، ولكي يحدث الإخصاب يجب أن تكون حيواناته المنوية صحية وقوية للوصول إلى بويضة المرأة واختراقها.
ولتحقيق الإخصاب يجب أن يكون الرجل قادرًا على الانتصاب والحفاظ عليه، ولديه ما يكفي من الحيوانات المنوية بشكلها الصحيح، وتتحرك بالطريقة الصحيحة، ولديه ما يكفي من السائل المنوي لحمل الحيوانات المنوية إلى البويضة، وفقًا لمايو كلينك، وأية مشكلة في أية خطوة في هذه العملية، بما في ذلك خصوبة الرجل، يمكن أن تمنع حدوث الحمل.
أسباب العقم لدى الرجل
يوضح الكاتبان أن هناك مجموعة متنوعة من العوامل، بدءًا من العوامل الوراثية ونمط الحياة إلى العوامل البيئية والهرمونات، يمكن أن تؤثر في خصوبة الرجل، مما يجعل من الصعب تحديد السبب الدقيق للعقم، وفقًا للدكتور جاريد روبينز، رئيس قسم أمراض الغدد الصماء التناسلية والعقم في قسم الخصوبة والطب التناسلي بجامعة «نورث ويسترن» في شيكاغو.
وأشار روبينز إلى أن الأطباء يتوصلون إلى سبب المشكلات في حوالي 80% من الأزواج المصابين بالعقم، وقال إنه عندما يكون هناك سبب معروف للعقم، فإن المشكلات لدى الشريك الذكر تمثل غالبًا حوالي 40% من الأزواج المصابين بالعقم، ولكن هناك عديدًا من الخطوات التي يمكن للرجال اتخاذها لتحسين صحتهم ونمط حياتهم وعلاقاتهم لزيادة فرص الزوجين في الإنجاب، وفيما يلي 10 نصائح للرجال الذين يرغبون في تحسين خصوبتهم.
1 – حاول إنقاص وزنك الزائد
أفاد الكاتبان أن هناك دراسات أشارت إلى أن الأزواج الذين يعاني الرجل فيهم من زيادة الوزن أو السمنة يستغرقون وقتًا أطول لحدوث الحمل مقارنةً بالأزواج الذين لا يعانون من تلك المشكلة، وأشارت الأبحاث أيضًا إلى أن زيادة الوزن أو السمنة تؤثر في جودة الحيوانات المنوية لدى الرجل؛ مما يقلل من عدد الحيوانات المنوية، ويقلل من قدرتها على السباحة، فضلًا عن زيادة الضرر الذي يلحق بـ«المادة الوراثية (DNA)» في الحيوانات المنوية، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي.
ووجدت دراسة أجريت عام 2012 أن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة كانوا عرضةً أكثر لانخفاض عدد الحيوانات المنوية، أو نقص الحيوانات المنوية القابلة للحياة مقارنةً بالرجال ذوي الوزن الطبيعي؛ مما يجعل من الصعب على هؤلاء الرجال أن ينجبوا، واشتبه الباحثون في أن زيادة الدهون في الجسم مرتبطة بالتغيرات في هرمون التستوستيرون ومستويات هرمونات التناسل الأخرى لدى الرجال.
2 – اجعل المتاعب الصحية تحت السيطرة
تقترح المجلة العالمية لصحة الرجال أن إدارة الحالات الطبية المزمنة بفاعلية، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، قد تحسِّن فرص الرجل في حدوث حمل لشريكته، وقد تؤثر الحالات الطبية الأخرى، مثل التليف الكيسي، أو دوالي الخصية (الأوردة المتضخمة في كيس الصفن التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة)، في خصوبة الذكور، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لبعض الأدوية المُستخدَمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم (حاصرات بيتا)، والاكتئاب والقلق (SSRIs)، والألم (المواد الأفيونية طويلة المدى)، وتضخم البروستاتا (مادة فيناسترايد) تأثير سلبيًّا في الخصوبة، وفقًا لكليفلاند كلينك.
ويمكن أن يقلل التستوستيرون التكميلي أيضًا من إنتاج الحيوانات المنوية، كما يمكن لبعض أدوية العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي للسرطان أن تسبب العقم الدائم، وفقًا لمايو كلينك، ويجب على الرجل التحدث إلى طبيبه حول الأدوية التي يتناولها، وهل يمكن أن تتعارض مع قدرته على الإنجاب أم لا.
3 – تناول الأطعمة الصحية
ينقل الكاتبان قول روبينز لموقع «لايف ساينس»: «دور النظام الغذائي في خصوبة الرجال غير واضح»، على الرغم من أن العلم قد يكون غير حاسم، فإنه لا يزال من المنطقي للرجال تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، بما في ذلك كثير من الفواكه والخضروات، والتي تُعد مصادر غنية بمضادات الأكسدة التي قد تساعد في إنتاج حيوانات منوية صحية، ويجب أن يستهلك الرجال أيضًا الأطعمة الغنية بالألياف والدهون الصحية الأحادية غير المشبعة، وكميات معتدلة من البروتينات الخالية من الدهون.
وقال روبينز إن الرجال كثيرًا ما يسألونه هل تناول الصودا يمكن أن يقلل من عدد الحيوانات المنوية لديهم أم لا، وهو يقول لهم إنه لا يوجد دليل جيد على أن الكافيين الموجود في الصودا يؤثر في خصوبة الرجال، وهناك أدلة قليلة على أن الكافيين الموجود في القهوة والشاي ومشروبات الطاقة يرتبط بمشكلات الخصوبة لدى الرجال.
4 – التزم بنشاط رياضي منتظم
قال روبينز إنه يشجع الرجال على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لأنها تساعد في تقليل التوتر وتجعلهم يشعرون بتحسن تجاه أنفسهم ويفيد صحتهم على المدى الطويل، وفي حين أن ممارسة النشاط البدني أمر مفيد، وفقًا لدراسة أجريت عام 2014 ونُشِرت في مجلة طب الحياة البرية والبيئة، فإن أولئك الذين لديهم جدول تدريب شاقٍّ، ويشاركون بانتظام في أحداث التحمل قد تتأثر لديهم مستويات الهرمون الملوتن (أو luteinizing، والذي يؤثر في عملية التكاثر) والتستوستيرون؛ مما يضر بالخصوبة.
ونظر الباحثون أيضًا في مدى تأثير ركوب الدراجة في الحيوانات المنوية؛ لأن هذه الرياضة تنطوي على فترات طويلة من الجلوس في وضع يزيد من درجات حرارة كيس الصفن، وكذلك الارتداد والاهتزازات التي يمكن أن تسبب أذى للخصيتين، وأشارت بعض الدراسات إلى أن سائقي الشاحنات لمسافات طويلة قد يعانون أيضًا من مشكلات أكبر في الخصوبة لأسباب مماثلة لراكبي الدراجات الذكور المُكبِّين على هذه الرياضة.
ووجدت إحدى الدراسات، التي نُشرت في مجلة الخصوبة والعقم، أن الرجال الذين ذهبوا إلى عيادات الخصوبة، والذين أبلغوا عن ركوب الدراجات لمدة خمس ساعات على الأقل في الأسبوع كانوا أكثر عرضة لانخفاض عدد الحيوانات المنوية، وضعف حركتها مقارنةً بالرجال الذين قاموا بأشكال أخرى من التمارين الرياضية، يقول روبينز إن هناك بياناتٍ قليلة حول مدى تأثير ركوب الدراجات فعليًّا في وظيفة الحيوانات المنوية.
5 – الخصوبة عند الرجال: تناول فيتامينات أكثر
يميل روبينز إلى التوصية بأن يتناول الرجال فيتامينات متعددة يوميًّا، وقال: «هناك احتمال ضئيل للضرر وهناك بعض فوائد محتملة»، وقد يحتوي عديد من تركيبات الفيتامينات للرجال على مضادات الأكسدة، مثل فيتامين (ج) وفيتامين (د)، ومعادن السيلينيوم والزنك، ووجدت بعض الأبحاث أن مضادات الأكسدة قد تسبِّب زيادة طفيفة في عدد الحيوانات المنوية وحركتها، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي.
وقال روبينز إنه من المنطقي أن مضادات الأكسدة قد تحسن جودة الحيوانات المنوية لأنها يمكن أن تحمي من الجذور أو الشوارد الحرة (free readicals)، والتي يمكن أن تسبِّب تلف الحمض النووي داخل خلايا الحيوانات المنوية.
6 – اعرف المزيد عن تغيرات الخصوبة والعمر
يوضح الكاتبان أن الرجال مثل النساء، لديهم ساعة بيولوجية موقوتة، لكنهم يعانون من انخفاض في الخصوبة في وقتٍ متأخرٍ من الحياة مقارنةً بالنساء، وفقًا لمقال نشرته «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» عام 2020، وتُظهر الأبحاث أنه مع تقدُّم الرجل في السن، يتضاءل حجم السائل المنوي ونوعيته لديه، ومع تقدم الرجال في السن، هناك أيضًا انخفاض في عدد الحيوانات المنوية السليمة وحركتها، ويمكن أن يكون لديهم أيضًا تلف كبير في الحمض النووي في حيواناتهم المنوية.
وقد تعني هذه التغييرات أن الزوجين قد يستغرقان وقتًا أطول للوصول إلى الحمل، ومع تقدُّم العمر، هناك أيضًا خطر أكبر للتشوهات الجينية في الحيوانات المنوية، ويمكن أن تتراكم الطفرات العشوائية في الحيوانات المنوية لدى الرجل مع مرور السنين؛ مما يرجح على نحو أكبر أن ينقل الآباء الأكبر سنًا مزيدًا من الطفرات الجينية إلى الطفل.
7 – توقف عن التدخين
يرتبط التدخين بانخفاض جودة الحيوانات المنوية: من المرجح أن يكون لدى المدخنين الذكور انخفاض في عدد الحيوانات المنوية وانخفاض في حركتها، كما أن لديهم أعدادًا أكبر من الحيوانات المنوية ذات الشكل غير الطبيعي، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي.
يقول روبينز إنه يجب أيضًا تجنب استخدام الماريجوانا والعقاقير الترويحية الأخرى، بما في ذلك الستيرويدات الابتنائية لكمال الأجسام؛ لأن بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تؤثر سلبًا في إنتاج الحيوانات المنوية.
8 – البوكسر أم السراويل القصيرة؟
يقول روبينز: «هذا هو السؤال المفضل لدى الجميع»؛ لكن ليس هناك كثير من العلم الذي يشير إلى أن التحول من السراويل القصيرة إلى البوكسر يحسن فرص الزوجين في الحمل، وعلى الرغم من أن اختيار الملابس الداخلية للرجل قد يؤثر في درجة حرارة كيس الصفن لديه، ويقلل من جودة الحيوانات المنوية، فإن روبينز يقول إن معظم الدراسات لم تظهر فرقًا حقيقيًّا بين البوكسر والسراويل القصيرة من حيث تأثيرها في خصوبة الرجال.
وتوصَّلت دراسة أُجريت عام 2016 إلى أنه لا يوجد فرق كبير بين ارتداء الرجال للبوكسر، أو السراويل القصيرة، أو عدم ارتداء أي ملابس داخلية على الإطلاق، في قدرة الزوجين على الإنجاب، أو في جودة السائل المنوي للرجل؛ مما يشير إلى أنه من الأفضل للرجال ارتداء ما يُشعِرهم بالراحة أكثر عندما يريد الزوجان إنجاب طفل.
9 – احذر الحرارة
يمكن أن تؤدي الزيارات المتكررة والمكوث لفترات طويلة في أحواض الاستحمام الساخنة وغرف الساونا والبخار إلى زيادة درجات حرارة كيس الصفن، مما قد يقلل من عدد الحيوانات المنوية وجودتها، يقول روبينز إن هذا التعرض للحرارة ليس له تأثير دائم على الحيوانات المنوية، وفقًا لما يذكره روبينز، وقد يكون انخفاض عدد الحيوانات المنوية مؤقتًا فقط ويمكن أن يعود إلى طبيعته في غضون بضعة أشهر بمجرد توقف الرجل عن الذهاب إلى حوض الاستحمام الساخن أو الساونا.
وحظيت دراسة أجريت عام 2011 حول الرجال الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر المحمولة بكثير من التغطية الإعلامية عندما أفادت أن الرجال الذين يضعون أجهزة الكمبيوتر على أقدامهم قد يكونون عرضة أكثر لتلف الحيوانات المنوية وانخفاض حركتها، لكن روبينز قال إن هذه الاستنتاجات كانت بمثابة استباق للأحداث، وأوضح أنه من غير الواضح كم من الوقت يقضيه الرجل والكمبيوتر المحمول على مقربة من خصيتيه، كما أنه من غير الواضح هل تكون هذه التأثيرات ناجمة عن الحرارة أم عن الإشعاع بسبب استخدام اتصال لاسلكي.
10 – الحصول على المساعدة
يُعرَّف العقم بأنه عدم قدرة الزوجين النشطين جنسيًّا الذين لا يستخدمون وسائل منع الحمل على الحمل بعد عام واحد من المحاولة، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي؛ يقول روبينز إنه ينصح الأزواج عندما تكون المرأة أقل من 35 عامًا وشريكها؛ بأن يحاولوا الحمل لمدة عام كامل، وإذا لم يحدث حمل، فعليهم إجراء كشف اختبار للعقم، وأشار إلى أنه فيما يخص النساء اللاتي يبلغن من العمر 35 عامًا أو أكبر، فإن الوقت الذي يسبق زيارة أخصائي العقم يقل إلى ستة أشهر (وليس عامًا كاملًا) في حالة الأزواج الذين يمارسون الجنس بانتظام دون استخدام وسائل منع الحمل.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».