قال ريحان أودين في تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي»: إن تقريرًا أشار إلى أن السعودية، ومصر، وتركيا، وإيران، هي أكثر الدول قمعًا للصحافيين في الشرق الأوسط، وفيما يلي نص الترجمة:
تعتبر تركيا، ومصر، والسعودية، من بين أكثر الدول التي سجنت الصحافيين في عام 2020، وفقًا لتقريرين صدرا هذا الأسبوع. نشرت لجنة حماية الصحافيين استبيانها العالمي السنوي يوم الثلاثاء الماضي، والذي خلُص إلى أن ما لا يقل عن 274 صحافيًا قد اعتقلوا هذا العام – ارتفاعًا من رقم قياسي بلغ 272 في عام 2016. احتلت الصين الصدارة بسجن 47 صحافيًا، تليها تركيا 37، ومصر 27، ثم السعودية 24. وكانت إيران سادس أعلى دولة بـ15 حالة اعتقال.
وفي اليوم نفسه أصدرت «مراسلون بلا حدود» أيضًا تقريرها لعام 2020، الذي كشف أن ما مجموعه 387 صحافيًا قد اعتقلوا بين 1 يناير (كانون الثاني) و1 ديسمبر (كانون الأول). وهم 252 صحافيًا محترفًا، و122 صحافيًا غير محترف، و13 إعلاميًا. وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحافيين: «إنه لأمر مروع أن نرى عددًا قياسيًا من الصحافيين يُسجنون في خضم جائحة عالمية. إن موجة القمع هذه هي نوع من الرقابة التي تعطل تدفق المعلومات وتغذي انتشار الوباء. ومع انتشار الفيروس في سجون العالم، فإنه يعرض حياة الصحافيين للخطر».
وأشار تقرير «مراسلون بلا حدود» إلى زيادة قدرها 35% في عدد النساء المحتجزات، من 31 العام الماضي إلى 42 في عام 2020. قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمراسلون بلا حدود: «هذه الأرقام تؤكد تأثير الوباء على الصحافة، والحقيقة المرة هي أن بعض الصحافيين يدفعون حريتهم مقابل البحث عن الحقيقة. إنها تؤكد أيضًا أن الصحافيات اللواتي تتزايد نسبتهن لسن بمنأى عن القمع».
حكومات الشرق الأوسط لا تتسامح مع الانتقادات
اعتقلت السلطات المصرية واحتجزت صحافيين هذا العام، بالرغم من جائحة كوفيد-19، وأحيانًا بسببه. ألقي القبض على ثلاثة صحافيين على الأقل بسبب تغطيتهم للوباء، بما في ذلك لانتقادهم عدم وجود تغطية إعلامية حكومية للعاملين الصحيين الذين أصيبوا بالفيروس.
في يوليو (تموز) توفي الصحافي البارز محمد منير بفيروس كورونا بعد أيام فقط من إطلاق سراحه من سجن طرة بالقاهرة. جرى القبض على منير بعد ظهوره على شبكة «الجزيرة» الإخبارية، التي تصنفها مصر على أنها لسان جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. تُتَّهم حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسجن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، بينهم صحافيون ومدونون، بتهم ملفقة.
أشارت لجنة حماية الصحافيين إلى تزايد لجوء الحكومات الاستبدادية، وخاصة مصر، إلى استخدام «الأخبار الكاذبة» تهمة لاعتقال الصحافيين. سُجن 34 صحافيًا بهذه التهمة في عام 2020، وهو رقم أكبر مما سُجِّل العام الماضي إذ بلغ 31 في 2019. ويُعتقد أن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستمر بشأن الأخبار الكاذبة يلعب دورًا مهمًا في هذا الاتجاه. وقال سايمون: «إن الرقم القياسي للصحافيين المسجونين حول العالم هو إرث حرية الصحافة للرئيس ترامب. يجب أن تعمل إدارة بايدن القادمة كجزء من تحالف عالمي لخفض الرقم».
في تركيا كان عدد الصحافيين المحتجزين قرابة 18 في عام 2016، ولكن أدت محاولة الانقلاب الفاشلة إلى زيادة الاعتقالات. ومن بين المعتقلين هذا العام ثلاثة صحافيين من وكالة أنباء ميزوبوتاميا الموالية للأكراد، زعم أحدهم أن عسكريين أتراكًا احتجزوا وعذبوا مزارعين كرديين، وألقوا بهما من مروحية.
في هذه الأثناء في السعودية، دخل المدون رائف بدوي، الذي اعتقل عام 2012 بتهمة «إهانة الإسلام»، عامه الثامن خلف القضبان. في ذلك الوقت قام بدوي بعدة إضرابات عن الطعام احتجاجًا على ظروف السجن. كما ظهرت الجزائر، والمغرب، وإيران بين الدول التي تسجن الصحافيين في العالم.
الصحافي الجزائري خالد درارني، الذي لعب دورًا بارزًا في تغطية الحراك الشعبي في البلاد العام الماضي، سُجن في أغسطس (آب) بتهمة «تعريض الوحدة الوطنية للخطر» و«التحريض على التجمهر غير المسلح». صنفت «مراسلون بلا حدود» الجزائر في المرتبة 146 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020.
في غضون ذلك في المغرب المجاور، قُبض على الصحافي والناشط الحقوقي عمر الراضي في يوليو بتهمة التجسس والاعتداء الجنسي. جاء الاعتقال بعد أيام قليلة من اكتشاف تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية أن برامج تجسس أنتجتها شركة «NSO Group» الإسرائيلية استُخدمت لاستهداف راضي واثنين من نشطاء حقوق الإنسان المغاربة.
وفي إيران سُجن صحافيان أثناء محاولتهما تغطية جائحة فيروس كورونا. واحتجز حميد حجو منذ أبريل (نيسان) لنشره رسمًا كاريكاتوريًا يسخر من رجال الدين الإيرانيين الذين يوصون بالعلاجات التقليدية لعلاج الفيروس. رقية نفاري، طالبة وصحافية مواطنة، محتجزة أيضًا بسبب تغريدات تنتقد طريقة تعامل الحكومة مع تفشي المرض. إيران هي البلد الأكثر تضررًا من الوباء في الشرق الأوسط، حيث توفي أكثر من 50 ألف شخص.
كما سجنت طهران وأعدمت الصحافي المعارض والناشط روح الله زم. وبحسب ما ورد كان يدير موقعًا إلكترونيًا باسم عمد نيوز وقناة على تطبيق المراسلة «تليجرام» من باريس، قبل أن يتم استدراجه للعودة إلى إيران. وقد استدعت الجمهورية الإسلامية مبعوثي ألمانيا وفرنسا الأسبوع الماضي لإدانتهما الإعدام.
صحافيون رهائن في العراق وسوريا واليمن
وفقًا لتقرير «مراسلون بلا حدود» يحتجز 54 صحافيًا رهائن من قبل جهات غير حكومية. كل هؤلاء في الشرق الأوسط: 34 في سوريا و11 في العراق وتسعة في اليمن. من بينهم بلال عبد الكريم، الصحافي المستقل والمساهم في «ميدل إيست آي» الذي اعتقلته هيئة تحرير الشام في أغسطس في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية. لم يزل موقع كريم غير معروف.
ويعتبر «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)» هو أكثر من خطف الصحافيين في عام 2020، حيث قتل 25 ضحية. وتحتجز الجماعات المسلحة الأخرى في العراق وسوريا – بما في ذلك هيئة تحرير الشام والقاعدة – 13 رهينة، بينما يحتجز المتمردون الحوثيون في اليمن سبع رهائن. تم الإبلاغ عن فقد أربعة صحافيين في عام 2020، بينهم توفيق التميمي، رئيس تحرير صحيفة الصباح العراقية. اختُطف التميمي في 9 مارس (أذار) في بغداد، بعد أيام فقط من نشر مخاوفه على ««فيسبوك» بشأن صاحب دار نشر كان قد اختطف.
من المقرر أن تنشر «مراسلون بلا حدود» تقريرها السنوي عن الصحافيين الذين قتلوا في عام 2020 في 29 ديسمبر الجاري.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».