في مقال له تساءل مايك بوتشر  على موقع techcrunch كيف أن الرحلة من طهران إلى دبي تستغرق حوالي ساعتين، وهو نفس الوقت الذي تستغرقه رحلة من نيويورك إلى شيكاغو، كذلك تستغرق الرحلة من القاهرة إلى بيروت ساعة واحدة و 15 دقيقة، كما أنه في وقت أكثر أمانًا من الوقت الحالي، فإن قيادة سيارتك من بيروت في لبنان إلى دمشق في سوريا سوف تأخذ منك أقل من ساعتين، وأن الترابط بين منطقة الشرق الأوسط بمجرد أن تفكر في السفر في جميع أنحائه في منتهى السهولة، بالرغم من أن السياسة في الشرق الأوسط مختلفة، وليست حتى على تلك الدرجة من الوضوح.

وقال بوتشر، وهو محرر مشارك في موقع تك كراونش أوروبا: إن هذا الترابط الذي يظهر بشكل واضح لا يخفي حقيقة أنه على الرغم مما قد تقرأه أو تشاهده في الأخبار حول الشرق الأوسط، فإن المنطقة بأسرها تتطور بوتيرة متزايدة حتى تلك الدول التي لازالت تعاني من الصراع الداخلي، وذلك حتى قبل وصول السيارات الطائرة.

اقرأ أيضًَا : التسوق عبر الإنترنت: ماذا تعرف عن حرب الاستحوذات المشتعلة؟

وأثبت الاستحواذ الأخير من قبل أمازون لمتجر التجزئة على الإنترنت سوق دوت كوم  في صفقة قدرت قيمتها بحوالي 800 مليون دولار أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن أن تنتج فرصًا كبيرة في المستقبل. وبصفة عامة فإن المراقبين الخارجيين يميلون  إلى التقليل من شأن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باعتبارها منطقة اقتصادية نامية.

إذا عرفنا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأنها دول مجلس التعاون الخليجي الست، بالإضافة إلى مصر ولبنان والأردن، ستجدها  أعلى نسبة من المستهلكين والشركات الناشئة ورواد  الأعمال. ففي هذه المنطقة 160 مليون شخص، 85 مليون منهم متواجدون على الإنترنت، و50 مليون منهم مستهلكون ناضجون يتسوقون عبر الإنترنت مع كثير من النقود التي  يخططون لإنفاقها على الإنترنت. وهذه الأرقام آخذة في النمو مع تطور هذه الدول.

تقدر القيمة التي سضيفيها السوق الرقمي بحوالي 95 مليار دولار في الناتج
المحلي الإجمالي السنوي للمنطقة العربية بحلول عام 2020، كما أن كل وظيفة رقمية على
الإنترنت سوف تقوم بخلق من فرصتين لأربع فرص في الاقتصاد.

يري مايك أن المنطقة لديها عدد من الدول من أصغر السكان عمرًا، ولديها أيضًا النسبة الأكبر من اختراق الهواتف الذكية وشبكات الإنترنت اللاسلكية. هذه النسبة من الشباب، أصحاب التعليم الجامعي، والمتصلين بالإنترنت، الذي يصل عددهم من نسبة  السكان إلى 50 مليون شخص، تلك الشريحة نفسها إذا ما قورنت بالهند سنجد أنها حوالى  20 إلى 30 مليون شخص فقط، بحوزتهم بطاقات ائتمانية ويمتلكون سيارة قيمتها أقل من 12 ألف دولار هناك، وهي المنطقة التي يقطنها أكثر من مليار نسمة.

حوالي 8٪ من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديها تواجد رقمي على الإنترنت (النسبة في الولايات المتحدة 80٪)، في حين أن 1.5٪ من مبيعات التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتم بشكل رقمي وعلى الإنترنت. وهذا يعني أن هناك الكثير من النمو المتوقع في هذه المنطقة في المستقبل. وتقدر القيمة التي سضيفيها السوق الرقمي بحوالي  95 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي السنوي للمنطقة بحلول عام 2020، كما أن كل وظيفة رقمية على الإنترنت سوف تقوم  بخلق من فرصتين لأربع فرص في الاقتصاد.
يقول مايك: وتشمل الفرص المتاحة الآخرى في المنطقة تطبيق  الطلبات التي تم الاستحواذ عليها من شركة ديلفيري هيرو المتواجدة في ألمانيا والتي تغلبت على يمكسيبيتي التركية التي حاولت جاهدة التواجد في المنطقة والانطلاق  هناك. وأيضًا تطبيق أوبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتطبيق  كريم، الذي يدعي أنه يحقق عائدات أعلى لكل مستخدم من تطبيق أوبر الذي انطلق من  الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا : مترجم: «أوبر» محكومٌ عليها بالهلاك لهذه الأسباب

وكشفت الأبحاث التي أجرتها مؤخرًا شركة الأبحاث ماغنيت – وهي شركة متخصصة في أبحاث شركات ريادة الأعمال والشركات الناشئة – إحصاءات مثيرة للاهتمام حول النظام الاقتصادي والتكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فقد وجدت الشركة أن المنطقة لديها الآن أكثر من 3 آلاف شركة ناشئة، وبحثت عن كثب حول مؤسسي أكبر 100 شركة ناشئة تم تمويلها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

بشكل تقديري تشير  الإحصاءات إلى أن هناك حوالي آكثر من 870 مليون دولار أمريكي تم ضخهم  في استثمارات الشركات الناشئة في العام الماضي. وقد وجدت أن أكبر 100 شركة ناشئة قد جمعت معًا تمويلًا يصل إلى أكثر من 1.42 مليار دولار أمريكي، بلإضافة إلى أن كل شركة ناشئة زاد تمويلها أكثر من نصف مليون دولار بشكل فردي.

الإمارات تستضيف 50٪ من الشركات الناشئة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ويؤكد مايك أن الإحصاءات وجدت أيضًا أن مؤسسي أكبر 100 شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديهم 9 سنوات من الخبرة قبل بداية تأسيس شركاتهم الخاصة. وأنه تم إنشاء 40٪ من الشركات الناشئة من قبل أشخاص وحيدين كمؤسسين، في حين أن  39٪ من تلك الشركات لديها شخصان مؤسسان معًا. وإما من حيث اختلاف الجنس فنجد أن  12٪ من المؤسسين الناجحين هم من الإناث، بالمقارنة مع 15٪ في الاتحاد الأوروبي و 17٪ في الولايات المتحدة. كما وجد أن الإمارات تستضيف 50٪ من الشركات الناشئة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

إضافة إلى ذلك فإن  41٪ من مؤسسي الشركات الناشئة في المنطقة حصلوا على ماجستير في  إدارة الأعمال من جامعات مرموقة وشهيرة منها جامعة هارفارد، كلية إدارة الأعمال في العالم insead، وكلية لندن لإدارة الأعمال LBS، مع أن 35٪ من مؤسسي تلك الشركات الناشئة قادمين من مجال  الاستشارات الإدارية وعالم البنوك والصيرفة.

ويضيف التقرير أن نحو 68٪ من مؤسسي الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم عرب، على الرغم من أن العديد منهم يحملون جنسية مزدوجة. ومن حيث دولة الميلاد فإن 38٪ من مؤسسي الشركات الناشئة في  منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البالغ عددهم 100 مؤسس، أصولهم لبنانية وأردنية، كما أن 16% فقط من مقرات تلك  الشركات الناشئة يتواجد مقرها في المنطقة. وهذا ما يوضح لنا شيئًا آخر: هو أن دبي أصبحت ديلاوير الشرق الأوسط – وهي الولاية الماسية في الولايات المتحدة التي بالرغم من صغر حجمها، إلا أنها تتميز بالثراء الشديد – مع وجود فرق  عمل وفرق تطوير في أماكن أخرى خارج دبي.

ويختتم مايك: أن البيانات تثبت أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في طريقها إلى التحول إلى نظام اقتصادي ممتاز لتطور ونمو شركات ريادة الأعمال والشركات الناشئة، على الرغم مما قد تشاهده في الأخبار الليلية عن الشرق الأوسط الغامض.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

عرض التعليقات
تحميل المزيد