نشر السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة الجمعة، مقالًا جديدًا بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، على خلفية تطبيع بلاده مع الاحتلال.
وقال العتيبة في المقال، إن «اتفاق تطبيع العلاقات، فتح الباب لمستقبل أفضل في الشرق الأوسط، وأغلقنا الباب أمام الضم، وخلقنا آليات جديدة في مسيرة السلام»، مضيفًا: «العلاقات الأقرب بين الإمارات وإسرائيل، ستحث النمو والحداثة». وتابع: «الاتفاق، سيساعد على تحريك المنطقة لتتجاوز الإرث البشع من العداء والنزاعات، نحو مصير من الأمل، والسلام والازدهار»، لافتًا إلى أن «تطبيع العلاقات الذي بدأ منذ الآن، سيتقدم على مراحل».
وذكر أنه «في المدى القريب، يخطط لمحادثات تتعلق بالطيران والاتصالات والإرساليات الدولية، ولاحقًا التعاون في مجالات الصحة، وحماية الغذاء والماء، والتغييرات المناخية، والتكنولوجيا والطاقة، والتبادل الثقافي والتعليمي وزيارات على مستوى الوزراء، وسيأتي تبادل السفراء والوفود الدبلوماسية بعد ذلك». وأردف: «سنبدأ العمل بالتوازي لتأشيرة دخول للسياح، والطلاب، ورجال الأعمال»، معتقدًا أنه «مع الطيران المباشر، ستعرض شركات الطيران وصولًا سريعًا إلى الإمارات وما خلفها، وفق قول العتيبة.
ولفت إلى أن الإمارات تنتظر «استضافة الزوار الإسرائيليين لجناحهم وأجنحة دولة أخرى في معرض «إكسبو» العالمي، الذي سيعقد في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) القادم»، معددًا المزيد من الأماكن السياحية والمعالم التراثية المنتشرة بالإمارات. وبيَّن أن «الإمارات تنتظر تأسيس علاقات عميقة أكثر مع التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة»، زاعمًا أن المجتمع الإماراتي «متشوق لزيارة إسرائيل ولبناء علاقات عميقة أكثر وللجلوس معًا في حفل الفصح».
وكشف السفير الإماراتي عن عزم أبو ظبي بناء «مركز إبراهيم» في وقت قريب، وهو «مجمع متعدد العقائد، ويضم المجمع، مسجدًا، وكنيسة ومعبدًا يهوديًّا». وبشأن ما يجري في المنطقة، أوضح أنها «ما تزال في هزة كبرى، وانشقاقات وتدخلات على المستوى الإقليمي؛ وهذا ما يخلق الظروف للمآسي والمواجهات»، مضيفًا: «التوسع الإسلامي يشجع التطرف ويقوض الاستقرار، كما أن مئات السنين من سوء الفهم وعقود من الشكوك تغذي العدوان»، بحسب زعمه.
وتابع: «من خلال هذا الاختراق، اختارت الإمارات وإسرائيل؛ الدبلوماسية والتعاون، طريقًا مفضلًا لمواجهة هذه التحديات، وإلى جانب الولايات المتحدة، سنعمل معًا على تعزيز أمننا المشترك»، مدعيًا أن «تعليق الضم، يحفظ حيوية حل الدولتين، ويعزز استقرار الأردن، ويعيد تأكيد أهمية المبادرات المستقبلية».
ورأى أنه على الفلسطينيين أن «يستفيدوا من فضائل التطبيع»، مقدرًا أن النزاعات التي تجري في المنطقة «لن تُحل في لحظة، كما لن تُحل أبدًا بعنفٍ لا نهاية له، أو بالسير في المسارات ذاتها، التي لا مخرج لها». وأعرب السفير الإماراتي المؤيد للتطبيع مع الاحتلال، عن عزم بلاده بالتعاون مع الاحتلال؛ وأمله بالوصول إلى «شرق أوسط أكثر سكينة، ومزدهر ومليء بالأمل»، وفق تعبيره.
وتسود حالة غضب، وغليان شعبيٍّ فلسطينيٍّ، متصاعدة في المناطق الفلسطينية المحتلة كافة، لعدم التزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات كسر الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عامًا، بالتزامن مع الاستنكار الفلسطيني الواسع لاتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال.
وتسبب إعلان «اتفاق سلام» بين أبوظبي وتل أبيب، بحالة غضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني، كما أدانت ورفضت القوى والفصائل، والسلطة هذه الخطوة، وقامت الأخيرة بسحب السفير الفلسطيني «عصام مصالحة» من الإمارات.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».