أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أن الحكومة القطرية في الدوحة ستضطلع بدور القوة الحامية للمصالح الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان، وستقدم الخدمات القنصلية لصالح السفارة الأمريكية داخل السفارة القطرية في العاصمة كابول.

قطر ممثل أمريكا الدبلوماسي في أفغانستان

نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني الإخباري تقريرًا سلَّط فيه الضوء على توقيع قطر والولايات المتحدة اتفاقية يوم الجمعة تنص على اضطلاع الدوحة بدور الممثل الدبلوماسي لواشنطن و«القوة الحامية» للمصالح الأمريكية في أفغانستان، وذلك بعد إغلاق السفارة الأمريكية في كابول بعد استيلاء طالبان على السلطة في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من البلاد التي احتلتها 20 عامًا.

منطقة الشرق

منذ سنة واحدة
كيف تحاول الهند ألا تكون الخاسر الأكبر في قصة أفغانستان؟

ويوضح التقرير أن الاتفاقية كانت واحدة من اتفاقيتين وقَّعهما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثانٍ قبل عقد حوار إستراتيجي بين كلا المسؤولَين البارزين. وقال بلينكين في مؤتمر صحافي عُقد يوم الجمعة: إن «قطر ستنشئ قسمًا للمصالح الأمريكية داخل سفارتها في أفغانستان لتقديم خدمات قنصلية معينة ومراقبة حالة المنشآت الدبلوماسية الأمريكية وأمنها في أفغانستان».

أما الاتفاقية الثانية التي وقَّعها بلينكين وآل ثانٍ فمن المقرر أن تمنح قطر تفويضًا بـ«تسهيل إجراءات سفر الأفغان بتأشيرات الهجرة الخاصة الأمريكية».

تأكيد عدم اعتراف أمريكا بطالبان

يُشير التقرير إلى أن قطر، الدولة الغنية بالنفط والتي تستضيف قاعدة جوية أمريكية رئيسة (العُدَيد)، ساعدت في إجلاء آلاف الأفغان والمواطنين الأمريكيين بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان واستيلاء طالبان على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس (آب). كما أصبحت الدوحة نقطة مرور حوالي نصف عدد الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم من أفغانستان، والذي تجاوز عددهم 120 ألف شخص.

ويُنوِّه التقرير إلى أن قطر تؤدي منذ مدة طويلة دور الوسيط للولايات المتحدة في أفغانستان، وذلك بعد استضافتها لمحادثات حركة طالبان مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبعد ذلك استضافة محادثات طالبان مع الحكومة الأفغانية المخلوعة حاليًا.

غير أن هذه الاتفاقية، التي تدخل حيز التنفيذ نهاية الشهر المقبل، تعني أنه لا اعتراف رسمي دبلوماسي من الولايات المتحدة بحركة طالبان. وأخبر مسؤول أمريكي صحيفة «واشنطن بوست» أن الدور القطري سيكون مماثلًا لدور سويسرا، والتي تُمثل المصالح الدبلوماسية الأمريكية في إيران، وهي الدولة الأخرى التي لا ترتبط واشنطن معها بأية علاقات دبلوماسية.

Embed from Getty Images

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، قائلًا: «يبدو أن هذا الدور يُعد استمرارًا طبيعيًّا لدعم قطر للولايات المتحدة في أفغانستان للاضطلاع بدور «القوة الحامية» للمصالح الأمريكية. وهذا من شأنه أن يُمكِّن الولايات المتحدة من مواصلة الحوار مع حكومة طالبان المؤقتة، بالإضافة إلى تقديم الخدمات القنصلية لصالح السفارة الأمريكية على أراضي أفغانستان».

«لا تتركوا أفغانستان في عزلة»

يلفت التقرير إلى أن الاتفاقية تأتي في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية من أجل إيجاد سبل للتعامل مع طالبان. وكانت الولايات المتحدة ودول أخرى قد أغلقت سفاراتها وسحبت الممثلين الدبلوماسيين من البلاد بعدما استولت طالبان على كابول.

ويوضح التقرير أنه نتيجة لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، تواجه البلاد أزمة إنسانية كارثية بعد أن قطعت القوى العالمية سُبل الوصول إلى التمويل الدولي، بالإضافة إلى تجميد أصول البنك المركزي الأفغاني التي تقدر بحوالي 10 مليار دولار في الخارج. وفي يوم الجمعة وصف مسؤول في الأمم المتحدة الأوضاع في أفغانستان بأنها «أسوأ كارثة إنسانية تشهدها البشرية على الإطلاق».

وفي هذا الصدد قال عبد الله الدردري، الممثل المقيم لـ«البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة» في أفغانستان، يوم الأربعاء: إن «23 مليون شخص تقريبًا في حاجة ماسَّة إلى الغذاء، وهناك 97٪ من السكان البالغ عددهم 38 مليون نسمة معرضون لخطر الوقوع في براثن الفقر».

وفي ختام التقرير ينقل موقع «ميدل إيست آي» تصريحات وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثانٍ التي أعرب فيها عن أن الأولوية القصوى لقطر في أفغانستان هي ضمان تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد، مضيفًا أنه «لم يزل هناك كثير من الأمور التي ينبغي القيام بها». موضحًا أن «الوضع الإنساني في أفغانستان سيواجه كثيرًا من التحديات، ومن الأفضل لنا أن نساعد الشعب الأفغاني الآن قبل أن تصبح الأمور أسوأ بكثير».

كما دعا آل ثانٍ المجتمع الدولي إلى التعامل مع أفغانستان بدلًا عن قطع العلاقات معها، مؤكدًا أنه لا ينبغي أن تكون المساعدات الإنسانية مشروطة بالتقدم الذي تحرزه الحكومة الأفغانية الحالية على الصعيد السياسي. وأضاف «نعتقد أن التخلي عن أفغانستان وتجاهلها سيكون خطأً جسيمًا لأن العزلة لم تكن أبدًا حلًا لأي قضية والانخراط في الحوار والعلاقات هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا إلى الأمام».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

عرض التعليقات
تحميل المزيد