قدمت مجلة «هيستوري إكسترا» التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عرضًا موجزًا عن تاريخ الحزب الجمهوري الأمريكي؛ بدءًا من نشأته على يد إبراهام لينكولن حتى تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ممثلًا عن الحزب نفسه.
ويذكر الكاتب آدم آي بي سميث، أستاذ علوم السياسة والتاريخ السياسي في الولايات المتحدة بجامعة أكسفورد، والذي يكتب بانتظام أفلامًا وثائقية لهيئة الإذاعة البريطانية، أن الحزب الجمهوري الأمريكي وُلد في الخمسينات من القرن التاسع عشر (1850) كحزب ضد العبودية بقيادة إبراهام لينكولن، وظل حتى الثلاثينات من القرن العشرين – 1930 – الحزب الطبيعي للأمريكيين من أصل أفريقي.
ويتساءل الكاتب: كيف أصبح الجمهوريون حزب مؤسسةٍ لا تجتذب اليوم، في عهد الرئيس ترامب، إلا صوتًا واحدًا من بين كل 10 أمريكيين من أصل أفريقي؟ وللإجابة عن هذا السؤال يستكشف البروفيسور آدم آي بي سميث، مدير معهد روثرمير الأمريكي، تاريخ وأصول الحزب الجمهوري.
أصول الحزب الجمهوري
تأسس الحزب الجمهوري على يد رجال أرادوا تدمير سلطة مُلاك العبيد. ويعتبر عام 1854 هو التاريخ المحدد للإعلان عن «ميلاد» الحزب، على الرغم من أنه في الحقيقة لم تكن هناك لحظة واحدة محددة لنشأة الحزب. وكان أنصار الحزب الرئيسيون في الأشهر والسنوات الأولى، مثل إبراهام لينكولن، معظمهم من الأعضاء السابقين في «حزب الويج (Whig Party)» اليميني المحافظ، وهو تنظيم تبنى الدفاع عن الإصلاح الأخلاقي البروتستانتي والتنمية الاقتصادية، ولكنه تعرض لخطر مُحدق بسبب الانقسام حول العبودية.
ويرى سميث أن الحزب الجمهوري الجديد كان بحاجة فقط إلى الحصول على الدعم في الولايات الشمالية، ولكي يحقق ذلك لم يكن مضطرًا إلى تخفيف ضغطه على أنصار العبودية. وجادل مؤيدو الحزب بأن الجمهورية معرضة للتهديد مما يسمى بـ«سلطة الرقيق»؛ وهي مؤامرة دبرها المزارعون الجنوبيون ليقوضوا حريات الرجال البيض الشماليين عن طريق المطالبة بالمزيد والمزيد من الحماية «لممتلكاتهم» البشرية (العبيد).
وكان أبرز ما في نظرية المؤامرة المحبوكة تمامًا هو: قانون كانساس- نبراسكا الصادر في – 1854 – والذي أطاح باتفاق ميزوري القديم الذي منع العبودية من التوسع في معظم أنحاء الغرب. وكانت احتمالية قيام مُلاك العبيد بنقل ممتلكاتهم البشرية الخاصة (العبيد) إلى كانساس وما وراءها مخيفة بالنسبة إلى المواطنين الشماليين؛ لأنها تطيح بأحلامهم الخاصة بالتوجه غربًا لجني ثرواتهم. وأكثر من ذلك كان ذلك دليلًا على أن «الأرستقراطيين» الجنوبيين يتمتعون «باليد التي تبطش». وبدأ الشماليون البيض يشعرون بأنهم يتعرضون للاستعباد أيضًا، تمامًا كما استخدم أجدادهم عام 1776 استعارة استعبادهم لتبرير معارضتهم للملك.
سياسة فرق تسد
ويضيف الكاتب والمؤرخ آدم سميث أنه في عام 1858 ألقى لينكولن خطابًا شهيرًا في بلدة سبرينجفيلد بولاية إلينوي، في وسط غرب الولايات المتحدة، حذر فيه من أن «البيت المنقسم على نفسه لا يمكن أن يصمد». وقال: إنه لا يمكننا تحمل فكرة أن نكون «نصف عبيد ونصف أحرار». وكانت وجهة نظره أن الأمة كانت في خطر أن تصبح جمهورية قائمة على الرق ما لم يثر الشمال وينجح على المدى الطويل في جعل البلاد حرة تمامًا.
ظهر الحزب الجمهوري إلى حيز الوجود عن طريق سياسة «فرِّق؛ تسُد». ويمكن القول: إن الجمهوريين كانوا يفعلون ذلك دومًا.
لم تكن العبارة الاستعارية «البيت المُنقسم» التي استخدمها لينكولن مجرد دعوة صادقة للمصالحة الوطنية، (كما يُفترض خطأً)، وإنما كانت دعوة إلى حمل السلاح. وقد نجحت في تحقيق ذلك، إذ فاز لينكولن بالرئاسة في عام 1860 بحصوله على 40% فقط من أصوات الناخبين في التصويت الشعبي الوطني، ولكنه فاز بالأغلبية في المُجمع الانتخابي، حيث حقق الفوز بالأكثرية في كل ولاية شمالية تقريبًا. وظهر الحزب الجمهوري إلى حيز الوجود عن طريق سياسة «فرق؛ تسد». ويمكن القول: إن الجمهوريين ظلوا يفعلون ذلك دومًا منذ ذلك الحين.
المهمة: تدمير العبودية
بالنسبة للجيل الأول من الجمهوريين كان تهميش العبودية وتدميرها في نهاية المطاف جزءًا لا يتجزأ من رؤية أكبر لتحطيم العقبات التي تحول دون تكوين الثروة وانتهاز الفرصة. فالكونجرس الذي هيمن عليه الجمهوريون خلال الحرب الأهلية لم يهتم فقط بالعبودية أو المسائل العسكرية، بل اهتم أيضًا بمشروعات البنية التحتية الضخمة، مثل السكك الحديدية العابرة للقارات، وزيادة الجمارك لحماية الصناعة الأمريكية من المنافسة الأجنبية.
الفيل شعار الحزب الجمهوري في أمريكا
وكان الجمهوريون أيضًا حزب الإنجيليين، الذين كانوا عندما يتخيلون الجمهورية الكبرى التي كانوا يبنونها ينظرون إليها كدولة هيكلها وعمادها الأخلاق البروتستانتية. وكان الكاثوليك، والمورمون، والملحدون، والاشتراكيون، على النمط الأوروبي جميعهم في نظر الجمهوريين بمثابة جماعات تخريبية – بطبيعتها – للحرية الأمريكية على غرار ما يمثل مُلاك الرقيق المستبدون.
ويرى الكاتب أنه إذا كان الحزب الجمهوري قد بدأ كحزب من الغرباء – من غير المنتمين لجماعة سياسية تقليدية – متحديًا هيمنة أنصار الرق (الاستعباد) المسيطرين على السياسة الأمريكية منذ قيام الثورة، فإنه سرعان ما أصبح حزب المؤسسة (الحاكمة). فبعد انتهاء الحرب الأهلية سيطر الحزب الجمهوري على السياسة الوطنية لمدة نصف قرن.
وبقيت قاعدتهم الانتخابية متمركزة في الشمال والغرب الأقصى، لكن ذلك كان كافيًا تمامًا لضمان فوزهم بأغلبية المجمعات الانتخابية بالنسبة لانتخاب الرئيس، وفي أكثر الأحيان السيطرة على الكونجرس. وحظي الحزب بدعم لا شك فيه من أولئك الذين كانوا يستفيدون من الثروة الهائلة التي نشأت في ما يسمى بـ«العصر المذهب»*: مثل رجال الأعمال الكبار والمقاولين، والطبقة الجديدة من المهنيين والموظفين.
وبحلول فجر القرن العشرين، أصبح الجمهوريون أيضًا حزب التوسع الإمبراطوري. فخلال رئاسة ويليام ماكينلي (الرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة في الفترة من 1897 إلى 1901)، انخرطت الولايات المتحدة في حرب مع إسبانيا وخرجت منها في الواقع بإمبراطوريتها الخارجية في كوبا والفلبين.
السياسة «التقدمية»؟
بعد أن أصبح ماكينلي الرئيس الجمهوري الثالث الذي يتم اغتياله (إذ كان الأول لينكولن، والثاني جيمس إيه جارفيلد في عام 1881)، خلفه ثيودور روزفلت، الذي جمعت قيادته الآسرة (الكاريزمية) ما بين الدعم المتزايد للتوسع العالمي الأمريكي – رؤية عظيمة للقيادة الأمريكية العظيمة – وما كان يسمى آنذاك بسياسة «تقدمية» للحد من قوة الشركات الكبرى.
ظلت القوة التقدمية في الحزب الجمهوري التي مثلها روزفلت قوية جدًا في القرن العشرين. وكانت هذه القوة التقدمية الأقوى بين مواطني الغرب الأمريكي الذين شعروا بأنهم الأبعد عن مراكز القوة المالية في المدن الشرقية؛ وكان هذا تقليدًا يعود إلى عالم المساواة في الرأسمالية الصغيرة التي عرفها لينكولن.
لكن هذا الجزء الجمهوري التقدمي لم يكن كافيًا، مع ذلك، لتقديم حل مُرْضٍ للكساد العظيم. وأصبح وجود الرئيس الجمهوري غير الكفء هربرت كلارك هوفر الرئيس الحادي والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1929 إلى 1933 في البيت الأبيض مرادفًا لمصاعب السنوات العجاف التي تلت عام 1929: كانت مدن الأكواخ التي كانت تقطنها عائلات فقدت منازلها تُعرف باسم «هوفرفيل» أو «عشش هوفر» نسبة لاسم الرئيس.
وهزم الديمقراطي فرانكلين روزفلت (أحد أقرباء الرئيس الجمهوري ثيودور «تيدي» روزفلت) الرئيس هوفر بفارق ضخم في الأصوات في عام 1932 من خلال وعده للناخبين بتقديم إصلاحات تشريعية أسماها «الصفقة الجديدة»*، ومهد الساحة بفوزه الساحق لمرحلة جديدة استمرت ثلاثة عقود شهدت تهميشًا للجمهوريين إلى حد كبير.
الجنوب الأمريكي يعيد الجمهوريين للحكم
جاءت عودة الحزب الجمهوري إلى السلطة – وإن لم تكن بنفس المستوى من الهيمنة الذي تمتع به في أواخر القرن التاسع عشر – عبر ما بدا ذات يوم طريقًا غير متوقع وهو: الجنوب الأمريكي. كانت تلك المنطقة من البلاد معادية للجمهوريين منذ الحرب الأهلية، ولكن في أعقاب حركة الحقوق المدنية*، بدأ الجنوبيون البيض في التحرك على نحو منتظم نحو الحزب الجمهوري. وخلال معظم نصف القرن الماضي، كانت معظم الولايات الاتحادية (الكونفدرالية) السابقة بمثابة حجر الأساس لفوز الحزب بالأغلبية في انتخابات الكونجرس والانتخابات الرئاسية.
وفاز الجمهوري ريتشارد نيكسون بالرئاسة (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابع والثلاثون) في عام 1968 بما أسماه مستشاروه «الإستراتيجية الجنوبية»؛ إذ نجح في بناء تحالف انتخابي جديد قائم على قلق الأمريكيين البيض من المجتمع المتغير. وفاز الجمهوري رونالد ريجان بالرئاسة الأمريكية (الرئيس الأربعون للولايات المتحدة) في عام 1980 من خلال الإستراتيجية نفسها، ولكن بصورة أكثر اشراقًا.
لا يزال الجمهوريون يلوذون مجددًا بأصولهم المناهضة للعبودية؛ كنوع من إثبات أنهم لا يمكن أن يكونوا عنصريين.
وتقول المجلة التاريخية البريطانية: «لأن الحزب الجمهوري ولد كحزب لمناهضة الرق، ولأن لينكولن أصدر إعلان التحرر، وأجرى نواب ما بعد الحرب الأهلية الجمهوريون تعديلات دستورية هائلة منحت الجنسية والحقوق للعبيد السابقين، بقي «حزب لينكولن» لفترة طويلة الحزب الطبيعي للأميركيين من أصول أفريقية».
وحتى الثلاثينيات من القرن الماضي، كان الناخبون السود جمهوريين (في المناطق التي تمكنوا من التصويت فيها)، بينما كان الديمقراطيون هم حزب الجنوب الأبيض المعروف بـقانون «جيم كرو»* أو قانون التفرقة العنصرية.
واجتذبت الصفقة الجديدة، التي وعد بها الديمقراطيون، الناخبين السود لأول مرة (للحزب الديمقراطي)، لكن ثورة الحقوق المدنية – التي مكّن لتحقيقها الديمقراطيون على المستوى الوطني – أكملت التحول.
والآن هناك أقل من واحد من بين كل 10 أمريكيين من أصل أفريقي يصوتون لصالح حزب دونالد ترامب، على الرغم من أن الجمهوريين ما زالوا يلوذون من جديد بأصولهم المناهضة للعبودية كنوع من إثبات أنهم لا يمكن أن يكونوا عنصريين.
حزب ترامب
كان الرئيس ترامب ليدخل الروع والفزع على قلوب معظم الأجيال السابقة من الجمهوريين لأسباب عديدة، ليس أقلها تقلبه، وتجاهله للمعايير الدستورية، وهجماته المتكررة على أجهزة الأمن القومي الأمريكية. وترامب الذي كان من الممكن ألا يصبح مرشحًا جمهوريًا في عام 2016 أصبح حزبه الآن مرتبطًا به بشدة، لدرجة أن المؤرخين سينظرون إليه لفترة طويلة كعلامة فارقة على حدوث تحول عميق في تركيبة القاعدة الجمهورية وموقفها من السلطة ومدلول القوة.
ويخلص الكاتب إلى أننا إذا كنا نحاول فهم الحزب الجمهوري كحزب سياسي دائم وناجح، فيمكن لترامب – كما هو الحال في العديد من الطرق الأخرى – أن يزيد الأمور غموضًا أكثر مما يوضحها.
وانظر إلى سجل السياسة في إدارة ترامب، وستجد من الصعب ألا تستنتج أن أي رئيس جمهوري كان سيفعل الشيء نفسه: التعيينات القضائية المحافظة للغاية، والتخفيضات الضريبية التنازلية، بالإضافة إلى عرقلته لمشاريع القوانين الخاصة بالإنفاق التي يرعاها الديمقراطيون.
ويضيف الكاتب لطالما كان الحزب الجمهوري حزب الأشخاص الأكثر ثراء في أمريكا، ولم يكن أبدًا من مؤيدي سياسة إعادة توزيع الثروة التي أحدثتها الحكومة. وبالرغم من تغير السياق تغييرًا كبيرًا منذ عهد لينكولن، تظل هناك ثلاثة موضوعات توضح الاستمرارية في المواقف والسياسات العامة للحزب:
الأول هو خطاب الحرية الفردية بدلًا عن «التشريع الطبقي»، الذي يُزعم أن الديمقراطيين يفضلونه.
والثاني هو النظام الاجتماعي والدفاع عنه. وبالنسبة للجمهوريين الذين استفادوا دائمًا من دعم البروتستانت الإنجيليين كانت هناك دائمًا تهديدات عميقة لنموذج الاستقرار الاجتماعي والأسرة الأبوية (حيث يسود نموذج الطاعة للأب ورعايته للأسرة)، سواء من المهاجرين الكاثوليك، أو الشيوعيين، أو متطرفي الستينات، أو قادة الحقوق المدنية، أو أصحاب سياسات الهوية اليسارية.
أما الموضوع الثالث فكان الشوفينية الوطنية. استخدم رونالد ريجان شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» في حملته عام 1980. وحتى مع دونالد ترامب – بل ربما مع دونالد ترامب خاصة – لا يوجد شيء جديد تمامًا.
مترجم: «الولايات المنقسمة الأمريكية».. هل تحققت مخاوف الآباء المؤسسين؟
- آدم آي بي سميث: أحدث مؤلفاته كتاب بعنوان «الحاضر العاصف: المحافظة ومشكلة العبودية في السياسة الشمالية، 1846 – 1865» (مطبعة جامعة نورث كارولينا، 2017).
- العصر المذهب: حقبة نمو اقتصادي سريع، خصوصًا في شمال وغرب الولايات المتحدة. فكانت الأجور أعلى مما هي عليه في أوروبا خصوصًا للعمال المهرة، كما شهدت هذه الفترة تدفق ملايين المهاجرين الأوروبيين. وأدى التوسع السريع للتصنيع إلى نمو فعلي في الأجور وارتفع المتوسط السنوي للأجور لكل عامل من الرجال والنساء. ومع ذلك كان العصر المذهب حقبة فقر مدقع لملايين المهاجرين الذين أتى الكثير منهم من دول أوروبية فقيرة، كما أصبح تركيز الثروة أكثر وضوحًا وزادت حدة المنافسة.
- الصفقة الجديدة: أو (الاتفاق الجديد) هي مجموعة من البرامج الاقتصادية التي أطلقت في الولايات المتحدة بين عامي 1933 و1936. تضمنت هذه البرامج مراسيم رئاسية أو قوانين أعدها الكونجرس الأمريكي أثناء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس فرانكلين روزفلت. وجاءت تلك البرامج استجابة للكساد الكبير وتركزت على ما يسميه المؤرخون الألفات الثلاثة وهي: الإغاثة، والإنعاش، والإصلاح. وتشير تلك النقاط الثلاث إلى إغاثة العاطلين والفقراء، وإنعاش الاقتصاد إلى مستوياته الطبيعية، وإصلاح النظام المالي لمنع حدوث الكساد مرة أخرى. ونجحت الصفقة الجديدة في إجراء تصحيحات سياسية، وترجيح القوة السياسية للحزب الديمقراطي (فضلًا عن توليه رئاسة البيت الأبيض لسبع فترات رئاسية من أصل 10)، وذلك بفضل الأفكار الليبرالية.
- حركة الحقوق المدنيّة: (المعروفة أيضًا باسم حركة الحقوق المدنيّة الأمريكيّة الأفريقيّة، أو حركة الحقوق المدنية الأمريكيّة) هي حركةً استمرت لعقود بهدف ضمان الحقوق القانونيّة للأمريكيين الأفارقة، وقد تحفّظ عليها أمريكيون آخرون. بزغت جذورها في عصر إعادة الإعمار أواخرَ القرن التاسع عشر، وأدّت إلى أكبر الآثار التشريعية بعد الإجراءات المباشرة والاحتجاجات الشعبية التي نُظّممت من منتصف الخمسينات حتى عام 1968. شملت الإستراتيجيات والجماعات المختلفة والحركات الاجتماعية المنظّمة لتحقيق أهداف إنهاء الفصل والتمييز العنصري القانوني في الولايات المتحدة، وحصلت الحركة باستخدام الحملات اللاعنفية الكبرى في نهاية المطاف على اعتراف حديث في القانون الفيدرالي والحماية الفيدرالية بجميع الأمريكيين.
- قانون «جيم كرو»: ظهرت هذه العبارة لأول مرة عام 1904 حسب القاموس الإنجليزي الأمريكي. عادة ما تعزى أصل عبارة «جيم كرو» إلى «جمپ جيم كرو»، أغنية ورقصة ساخرة عن السود أداها الممثل الأبيض توماس د. رايس أثناء وضعه مكياج أسود، وظهرت لأول مرة عام 1832، واستخدمت لنقد سياسات أندرو جاكسون الشعبوية. نتيجة لشهرة رايس، بحلول 1838 أصبحت «جيم كرو» تعبير تحقير يعني «الزنجي». وعندما صدقت المجالس التشريعية الجنوبية على قوانين الفصل العنصري – الموجهة نحو السود – في نهاية القرن 19، أصبحت تعرف بقوانين «جيم كرو».
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».