نشر موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي تقريرًا لمراسله مات فيليبس، الذي يغطي الأسواق المالية والسندات والأسهم، حول التداعيات المتوقعة للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا على الاقتصاد العالمي. وفي البداية، يشير التقرير إلى إعلان روسيا انسحابها الجزئي من على حدود أوكرانيا، لكن الأزمة لم تنتهِ بعد.

إرهاق الاقتصاد العالمي

إذا كان هناك غزو روسي، فلن تكون هناك هزات جيوسياسية كبيرة ومأساة إنسانية فحسب، بل قد يؤدي ذلك أيضًا إلى قلب الأسواق رأسًا على عقب وإرهاق الاقتصاد العالمي، ويشير التقرير إلى أن روسيا أكبر دولة على وجه الأرض من حيث الكتلة الأرضية أو المساحة، وهي عملاقة في مجال السلع، وتحتل مرتبة متقدمة في إنتاج الغاز الطبيعي والنفط والنيكل والبلاديوم والنحاس والفحم والبوتاس والقمح وغيرها.

دولي

منذ سنة واحدة
«ف.بوليسي»: هكذا قد تُزعزِع الحرب بين روسيا وأوكرانيا الأوضاع في أفريقيا وآسيا

من شأن الاضطرابات في الصادرات الروسية – سواء بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو بسبب العقوبات – أن ترتفع تكاليف السلع، مما يزيد من الضغوط التضخمية العالمية وحدوث فوضى في سلاسل التوريد. بالإضافة إلى ذلك، تعد روسيا أكبر مورِّد للغاز الطبيعي والنفط الخام إلى الاتحاد الأوروبي. وقفزت أسعار النفط لفترة وجيزة فوق 96 دولارًا للبرميل يوم الاثنين الماضي – وهو أعلى مستوى منذ 2014 – حيث تزايد قلق المستثمرين بشأن استمرارية الحصول على الخام الروسي.

يمثل الغاز الطبيعي أيضًا مشكلة؛ إذ ستكون أوروبا – وخاصة ألمانيا – أكثر عرضة للخطر في حالة توقُّف تدفق إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، ويتدفق أكثر من 20% من الغاز الألماني من روسيا، لذا فإن إغلاق الغاز أمام عملاق الاقتصاد والتصدير الأوروبي قد يضر بالنمو ويتردد صداه في جميع أنحاء سلاسل التوريد العالمية.

تحفيز إنتاج الطاقة الأمريكي

بيد أن تأثير توقف وصول المواد الخام الروسية سيكون أوسع نطاقًا، ومن الصعب التنبؤ بكيفية سقوط قِطَع الدومينو، وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار المرتفعة تحفز أيضًا إنتاج الطاقة الأمريكية.

ناقش عمالقة النفط والغاز الأمريكيون خططًا لزيادة الإنتاج، لا سيما في حوض بيرميان في غرب ولاية تكساس. وارتفعت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا وسط محاولة لتعويض الإمدادات الروسية المفقودة.

Embed from Getty Images

تداعيات محتملة

  • التضخم: إذا وصلت أسعار النفط إلى 120 دولارًا للبرميل – كما يعتقد المحللون أنه سيحدث في حالة الغزو الروسي – فقد يجعل هذا الارتفاع التضخمي الأخير أطول أمدًا مما يعتقده الاقتصاديون الآن. 
  • السيارات: قد يؤدي الغزو إلى قطع رابط آخر في سلسلة توريد السيارات المتهالكة. وروسيا أكبر مورِّد في العالم للبلاديوم المُستخدَم في محولات الحفز التي تزيل انبعاثات السيارات.
  • القمح: تعد روسيا ثالث أكبر مُنتِج للقمح في العالم – وأوكرانيا أيضًا تحوي مزارع قمح ضخمة – ومن ثم قد ترتفع أسعار الحبوب عند الغزو، حتى دون حدوث اضطرابات كبيرة في الشحنات. ويشير التقرير إلى أن هذا ما حدث أثناء استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014.
  • الألمنيوم: عندما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على الثري الروسي أوليج ديريباسكا – الذي كان يسيطر على شركة روسال لإنتاج الألمنيوم – في عام 2018، أدَّى ذلك إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 30%.

ويستنتج التقرير من هذه التداعيات المحتملة أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا سيُزيد من قوة الرياح المُعاكِسة التي كان المستثمرون يواجهونها بالفعل مع بداية العام في ظل ارتفاعٍ في أسعار الفائدة. كما يشير التقرير إلى معاناة المؤشرات المعيارية في أوروبا والولايات المتحدة من انخفاضها الثالث على التوالي يوم الاثنين، في حين تعافت في وقت مبكر يوم الثلاثاء بعد بيان روسيا بانسحاب بعض قواتها.

دولي

منذ سنة واحدة
«و. بوست»: تدريبات بنكهة الحرب..ما الخطر في مناورات روسيا وبيلاروسيا الأخيرة؟

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4% في ثالث انخفاض على التوالي. إنه أقل بنسبة 8.2% عن ذروته في 3 يناير (كانون الثاني)، وبنسبة 7.7% للسنة. وكان أداء المؤشرات الأوروبية الرئيسية أسوأ. وانخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 2%، وهبط مؤشر كاك-40 الفرنسي بنسبة 2.3%، في ثالث يوم هبوط على التوالي لكليهما.

أغلق مؤشر نيكاي 225 أيضًا على انخفاض بنسبة 2.2%. ويذكر أن اليابان مستورد للطاقة وعُرضة لارتفاع أسعار النفط، وانخفضت الأسواق الروسية أيضًا، حيث انخفض مؤشر «آر تي إس» بنسبة 3% وانخفضت أسعار السندات الحكومية انخفاضًا حادًّا.

ويختتم التقرير بأن الأسواق قد تبدو أنها ليست الأهم في مثل هذا الموقف، لكنها تؤكد نقطة مفادها أن الصراع في أوكرانيا سيكون مكلفًا، لطرفي الصراع والمتفرجين على حد سواء، سيعقِّد الغزو الروسي لأوكرانيا الصورة الاقتصادية العالمية الفوضوية بالفعل.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

عرض التعليقات
تحميل المزيد