«ستراتفور»: رسم توضيحي .. روسيا والصين تسعيان لكسر الهيمنة الأمريكية على شبكة الإنترنت

لطالما ظلت الطرق التي تنظم بها الحكومات عملية استخدام الإنترنت محل جدل كبير. صناعة التكنولوجيا الغربية، وبخاصة في الولايات المتحدة، تعين بشكل كبير على البناء الحالي لشبكة المعلومات (الإنترنت). ولكن أنشطة الإنترنت حول العالم ترتكز على بنية تحتية مادية لا يمكن بحال فصلها بشكل مطلق عن الجغرافيا. ونتيجة لذلك، فإن كل بلد يقوم بتكييف السياسات الداخلية والخارجية الخاصة به فيما يتعلق بالإنترنت. وهي السياسات التي يكون بمقدورها بكل تأكيد التأثير على أنشطة المساهمين والمستخدمين في شبكة الإنترنت.

روسيا والصين هما النموذجان الأكثر وضوحا بين الدول التي تعمل على مكافحة نموذج الأمر الواقع للمجموعة اللامركزية من اللجان ذات الهياكل الفضفاضة وأصحاب المصلحة المستفيدين من المعايير التقنية الحالية للإنترنت. تحمل الدولتان رؤى متشابهة لمسألة أمن الشبكة العنكبوتية والحوكمة الإلكترونية (إدارة الشبكة العنكبوتية) التي تخدم هدفها في تحدي ما يصفونه بـ”التحكم المركزي الأمريكي في الإنترنت” (US centric internet)، الذي يرونه غالبا ما يتعارض مع المصالح الأمنية الوطنية.

وفي محاولة لتنظيم استخدام الإنترنت وفقا لمعاييرهم الخاصة، مررت روسيا مؤخرا قانونا يطالب بحزم الشركات التي تحصل على معلومات من/عن المواطنين الروس على الإنترنت أن تقوم بتخزين هذه المعلومات على خوادم داخل البلاد. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على تنفيذ قوانين أمن الشبكة العنكبوتية الخاصة بها بما في ذلك مفهوم سيادة التشريع على الإنترنت وحظر استخدام التكنولوجيا الأجنبية في بعض القطاعات الحيوية. وتتقاطع إستراتيجية أمن الشبكات في الصين مع مصالحها وأهدافها الاقتصادية، حيث تشتغل الصين رافعة الطلب المهول على الإنترنت بسبب زيادة عدد سكانها من أجل تطبيق سياسات وطنية تتحدى أصحاب المصلحة (الشركات الأمريكية) على شبكة الإنترنت.

ولأن روسيا والصين تسعيان إلى تطبيق وجهات نظر متماثلة بشأن الحوكمة على الإنترنت، فإن الشراكة بينهما في مجال أمن الشبكات سوف تسهم في تعزيز نفوذ كل بلد في تطبيق لوائحه الداخلية المنفصلة على شبكة الإنترنت، كما ستعطي لكل قدرة أكبر في التأثير على السياسات العالمية.

حول الرسم التوضيحي

(1) تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا من حيث عدد مستخدمي الإنترنت بواقع 641 مليون مستخدم متفوقة بما يقارب  أضعافًا على الولايات المتحدة التي تحل في المركز الثاني بواقع 280 مليون مستخدم.

(2) تأتي روسيا في المرتبة السادسة عالميا بواقع 84 مليون مستخدم للإنترنت حول العالم.

(3) نما عدد مستخدمي الإنترنت في الصين ما بين عامي 2004 إلى 2014 من 96 مليون مستخدم إلى 641 مليون (667%) مستخدم ، بينما كان معدل النمو في روسيا خلال نفس الفترة من 19 مليون مستخدم إلى 84 مليون مستخدم (442%)

(4) نسبة الاختراق (نسبة مستخدمي الإنترنت إلى عدد مواطني الدولة) في روسيا تبلغ 59% بينما في الصين تقل عن 46%، في حين تصل هذه النسبة في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا إلى ما بين (85-90%)، وهو ما يعني فرصا أكبر لنمو عدد المستخدمين للإنترنت في الصين وروسيا.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد