أوضحت الصحيفة في تحليلها الذي أعده الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، تسفي بارئيل، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقف حائرًا أمام المجموعات الإرهابية في بلاده، والتي كثفت نشاطها منذ قدومه إلى السلطة في كل من سيناء والصحراء الغربية، بل امتدت أياديها لتطال أهدافًا حيوية في العاصمة ومدن كبرى.
عدد بارئيل مجهودات السيسي لوقف الإرهاب في بلاده بالقول: إن الجيش المصري يمتلك أحدث المعدات التي زودته بها الولايات المتحدة، وتعاونه إسرائيل بالمعلومات الاستخبارية في معركته على أرض سيناء؛ حيث يعتبر تنظيم «داعش» عدوًا مشتركًا.
اقرأ ايضًا: «واشنطن بوست»: تفاصيل أكبر شحنة أسلحة من كوريا الشمالية.. ذهبت إلى الجيش المصري!
وتؤكد الصحيفة أن السيسي تمكن إلى حد كبير من تدمير أنفاق التهريب بين غزة وسيناء، والتي مثلت لسنوات ممرًا آمنًا لإرهابيي سيناء. وأرسل قوات النخبة إلى شبه الجزيرة، واتفق مع إسرائيل بشأن استخدام سلاح الطيران في المنطقة منزوعة السلاح استنادًا إلى اتفاقات كامب ديفيد. وتعتبر المصالحة بين حماس وفتح عنصرًا هامًا أيضًا في مكافحة الجماعات المتطرفة.
اقرأ أيضًا: «هآرتس»: كيف تصب المصالحة الفلسطينية في مصلحة إسرائيل؟
انفجار قسم شرطة العريش-أبريل (نيسان) 2015
لكن يبدو أن التعامل الأمني وحده لا يكفي للقضاء على الجماعات الإرهابية، لا سيما في شمال سيناء – تستدرك الصحيفة؛ فلا يزال البعض منهم يعتمد على التعاون مع البدو الذين يزودون الجهاديين بخدمات لوجستية مقابل المال. ويشكل هذا التعاون بديلًا عن الوعود الحكومية بتوفير الوظائف التي لم تنفذ بعد. ويرى بارئيل أن العلاقة بين البدو والحكومة المصرية تتسم بالتوتر. ويرجع هذا إلى اتهام الحكومة للقبائل في سيناء بالعمالة لإسرائيل إبان احتلال الأخيرة لشبه الجزيرة.
تنظيم الدولة ما بعد طرده من سوريا والعراق
لم يمنع الوجود العسكري الكثيف في سيناء المهاجمين من الوصول إلى بلدة بئر العبد وارتكاب مجزرة مسجد الروضة – تؤكد الصحيفة. ومن المفترض أن يقوم محافظ شمال سيناء بالتحقيق لاكتشاف كيفية وصول الإرهابيين إلى وسط المدينة، وهو ما يشي بفشل استخباري هائل.
تتسم العلاقة بين البدو والحكومة بالتوتر. ويرجع هذا إلى اتهام الحكومة للقبائل في سيناء بالعمالة لإسرائيل إبان احتلال الأخيرة لشبه الجزيرة.
لم تتبنَّ أية منظمة المسؤولية عن المذبحة التي كان جُل ضحاياها من المدنيين، فضلًا عن بعض رجال الجيش والشرطة الذين كانوا يؤدون الصلاة، لكن أسلوب الاعتداء يشير إلى أن ولاية سيناء – ذراع تنظيم داعش في سيناء – هي المسؤولة عن الحادث. تشير تقارير إلى أن ما بين 800 و1500 مقاتل هم قوام التنظيم في سيناء، معظمهم من المصريين، وبعض الأجانب الذين جاءوا عبر الصحراء الغربية من ليبيا.
اقرأ أيضًا: «هآرتس»: مصر تعلن تصفية أضعاف العدد الحقيقي لمقاتلي «داعش».. كيف يحدث ذلك؟
استنزاف الموالين لتنظيم الدولة
الآن، يخشى التنظيم من هجرة الموالين في الاتجاه المعاكس – يشير بارئيل – ويرجع ذلك جزئيًا إلى انحسار قدرته على توفير التمويل من المنظمات المحلية في البلدان الإسلامية. وقد تتسع رقعة الصراع الوجودي بين الجماعات الإرهابية؛ مما يزيد من حجم الهجمات الإرهابية، ولكنه قد يأتي في صالح قوات الأمن المصرية أيضًا، كما حدث في بلدان أخرى.
كانت الهجمات على المساجد مألوفة في سوريا والعراق، ولكن ليس في مصر، بحسب ما يرى بارئيل. كما أن حجم الهجوم وكونه قد نفذ ضد المصلين يمكن أن يشير أيضًا إلى نقطة تحول في وجهة نظر بدو سيناء تجاه التنظيم.
يشير الصحافي إلى تسارع وسائل الإعلام المصرية إلى القول إن الهجوم استهدف قبيلة السواركة؛ لأنها زادت من تعاونها مع الحكومة، وكان إمام المسجد، وهو صوفي، قد ألقى خطبة قاسية الأسبوع الماضي ضد تنظيم الدولة. لكن آخرين يرون أن الهجوم ينبع من عقيدة التنظيم أن أي جزء من الإسلام – بخلاف النسخة الصارمة – هو كفر يستوجب القتل.
صرح السيسي أنه سيضرب تلك الجماعات بـ«قوة غاشمة» حسب وصفه، وقد دفع على الفور بالقوات الجوية، مدعيًا أنه قتل حوالي 30 مقاتلًا من تنظيم الدولة. ومع ذلك يبدو أن «الحالة الأفغانية» تلوح في مصر؛ حيث تشكل الحرب الدائمة جزءًا من الحياة.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».