نشر موقع «ميدل إيست آي» مقالًا للصحافي معاوية الأطرش الذي يسرد قصة الطفلة السورية هناء ابنة الثماني سنوات، وهي الناجية الوحيدة من بين أقربائها المباشرين بعد زلزال 6 فبراير (شباط) المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.

يصف الأطرش حال الطفلة قائلًا: «متلحفة هناء الشريف برداء طبي أبيض رقيق في مستشفى معرة مصرين، وتسأل عن أخبار عائلتها باستمرار». ينظر عمها عبد الله بعيدًا في كل مرة تسأل لماذا لم يزروها، وحتى الطاقم الطبي لا يعرف كيف يجيبها.

لا تدرك هناء أنها الناجية الوحيدة بين أقاربها المباشرين، بعد وفاة والدها ووالدتها وشقيقتها البالغة من العمر أربع سنوات مع أكثر من 46 ألف آخرين عندما ضرب زلزالان جنوب تركيا وشمال غرب سوريا في 6 فبراير.

ظلت هناء محاصرة لمدة 36 ساعة تحت أنقاض بنايتها المنهارة في بلدة حارم الحدودية، قبل أن تسحبها مجموعة شجاعة من رجال الإنقاذ المتطوعين، الذين نقلوها إلى المستشفى على بعد أكثر من ساعة.

عندما وصلت كانت في حالة حرجة. قال طبيبها، باسل أستيف لموقع «ميدل إيست آي»: «لقد عانت من الجفاف الشديد بعد أن بقيت تحت الأنقاض دون طعام أو ماء وفي الطقس البارد».

لم أرَ شيئًا سوى الظلام

يشير الأطرش إلى أنَّ حالة هناء استقرت منذ ذلك الحين، لكن ذراعها اليسرى تحطمت أثناء الزلزال، وأكد أستيف أن فريقه كان يبذل قصارى جهده لتجنب بترها. وقال: «لقد أجريت عملية جراحية على ذراعها وهناك بعض الجروح في وجهها وجسدها وقدمها. كما عالجنا 36 طفلًا على الأقل، عانى معظمهم من صدمة شديدة على مدار الوقت الطويل الذي قضوه تحت الأنقاض».

عجزت المستشفيات في شمال غرب سوريا، آخر جبهة رئيسية للمعارضة في البلاد، عن تنفيذ أبسط الإجراءات بسبب الهجمات المتكررة من قبل دمشق وحلفائها منذ بدء الصراع في عام 2011.

Embed from Getty Images

لقطة من آثار الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 فبراير

تعد المنطقة موطنًا لنحو 4.4 ملايين شخص، من بينهم أكثر من مليوني نازح داخليًّا، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة. ونحو 70% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

قالت هناء لموقع «ميدل إيست آي»: «عندما بدأت الأرض تهتز، ركضنا أنا وأبي وأمي وأختي نحو الدرج. وحينما بدأ الطوب يتساقط علينا لم يعد بإمكاني سماع صوت أبي أو أمي. ثم غفوت واستيقظت ولم أر شيئًا سوى الظلام. قضيت وقتًا طويلًا تحت الأنقاض».

لم نخبرها بعد

يقف عم هناء خارج غرفة المستشفى، ويخشى أن تتفاقم حالتها عندما تعلم بمصير عائلتها. فلم يعد لدى الطفلة الصغيرة سوى أجدادها، وأعمامها لتربيتها في هذه المنطقة التي لم تتلق بعد المساعدات اللازمة، بعد أكثر من أسبوعين من وقوع الزلزال.

قال عمها: «لم نبلغها بعد، وننتظر شفاء جروحها. إنها ليست مستعدة لهذا الخبر من الناحية النفسية».

قالت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (الإسكوا) يوم الثلاثاء، إن العديد من الناجين اضطروا إلى تحمل درجات حرارة شديدة البرودة وتُركوا بدون مياه شرب أو كهرباء أو وقود للتدفئة، وهم معرضون أكثر لخطر انهيار البنايات فوقهم أثناء بحثهم عن ملجأ.

تشير التقديرات الأولية إلى انهيار أكثر من 2276 مبنى في شمال غرب سوريا، على الرغم من صعوبة قياس ما إذا كانت الأضرار التي لحقت ببعض المباني قد نجمت عن الزلزال أو القصف السابق بواسطة الحكومة السورية والقوات الروسية.

ويختتم الأطرش بأنَّ مجموعة منسقي الاستجابة، وهي منظمة غير حكومية سورية محلية مقرها تركيا وسوريا، قالت في بيان إن 45% من البنية التحتية في الشمال الغربي تضررت.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

عرض التعليقات
تحميل المزيد