أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كبير مستشاريه الاستراتيجيين ستيف بانون من منصبه يوم الجمعة الماضي بعد رحلة طويلة سَوِيًّا بدأت قبل إعلان ترامب ترشحه. كتب الصحافي ريان لِزا في مجلة «نيويوركر» يحكي رحلة بانون حتى اليوم وكيف أثر في صنع القرار الأمريكي في السنوات الماضية.
ريان لِزا هو كاتب لمجلة «نيويوركر» في واشنطن، وهو صحافي مخضرم في السياسة الأمريكية، غطى الانتخابات الأربع الأخيرة، وكتب للمجلة مقالات تناولت شخصيات مثل باراك أوباما وهيلاري كلينتون.
يبدأ لِزا بالحديث عن زيارته لبانون في البيت الأبيض في مارس (آذار) الماضي. بدأت الزيارة باستعراض بانون لمكتبه وسبورته البيضاء الشهيرة قبل أن يجلسا على طاولة اجتماعات في مكتب كبير يخص راينس بريبس، كبير موظفي البيت الأبيض في ذاك الوقت. غادر بريبس قبلها بلحظات، وكان بانون يستخدم المكتب كما لو كان مكتبه؛ يجول فيه بينما يتحدث ويرمي علبة كولا في مهملات بريبس، وكأنه يحاول فرض سيطرته. رغم إبداء بانون ثقته، كان يشعر أن أعداءه حاصروه.
اقرأ أيضًا: ستيف بانون.. «اللينيني» الذي يحكم أمريكا
البيت الأبيض في عصر ترامب
يكمل الكاتب الحديث عن دور بانون منذ اليوم التالي للانتخابات، حين بدأ بمحاربة كل القوى التي كان يراها تحاول عرقلة تنفيذ وعود ترامب الانتخابية.
حظيت السبورة البيضاء بهذه الأهمية الكبيرة عند بانون كونها كانت أداة تقديم الأفكار السياسية التي دسها لترامب. أراد لكل من يزور الجناح الغربي من البيت الأبيض أن يعلم أن ترامب انتُخِب لمنع دخول المسلمين وبناء الجدار العازل وتنفيذ سياسة تجارية حمائية – خصوصًا مع الصين – وسياسة خارجية أكثر انعزالًا. كان مهووسًا بهزيمة كل عناصر البيت الأبيض التي لم تكن ضمن الحملة الانتخابية ولم تفهم هذه السياسات.
يسأل بانون الكاتب إن كان قد قرأ الخبر الرئيس في «فاينانشال تايمز» يومها؟ طلب مَن يحضرها ورمى الصحيفة ذات الأوراق الوردية على الطاولة واصفًا إياها بالصحيفة الرسمية لنخبة العالم. «عنوان الخبر الرئيس: اشتعال حرب أهلية في البيت الأبيض، مواجهة نارية في المكتب البيضاوي»، يقول بانون للكاتب.
هناك أربعة قرارات أصدرها ترامب كانت ضمن قائمة خطط بانون: حظر دخول جنسيات الدول ذات الأغلبية المسلمة، وميزانية بمخصصات كبيرة وجديدة لبناء جدار عازل، ودعم إدارة الهجرة والجمارك، والانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي.
هي قصة من عدة قصص حول الصراع الداخلي بين بانون وجاري كون، أعلى مستشار اقتصادي لترامب. ما بدا غريبًا للِزا هو أن بانون كان يتفاخر بالأمر؛ ففي كل طواقم البيت الأبيض السابقة كان الموظفون يخفون هذا الصراع الداخلي ويصرون على أن الجميع متحدون حول أجندة الرئيس. لكن البيت الأبيض في عصر ترامب ليس له أجندة بل هناك شخص نرجسي متقلب شديد العاطفية بلا أي خبرة في السياسة، يعيّن – شخصيًا أو بالسماح لكبار موظفيه – أيديولوجيات متنافسة تتحارب بطريقة شبه علنية لتحدد روح «عصر ترامب».
يعود الكاتب لاجتماع المكتب البيضاوي سابق الذكر، ويصفه بالمعركة المهمة بين فصيلين أساسيين هما: الاقتصاديون القوميون المقربون من ترامب والمعتدلون من مؤيدي التجارة الحرة في وول ستريت، حسب وصف فاينانشيال تايمز. حارب بانون منذ يوم الانتخابات من أجل الحفاظ على صورة ترامب في الحملة الانتخابية: فظ شعبوي ومعادٍ للمهاجرين والشركات الكبرى. نجح بانون في ذلك، على الأقل حتى شهر مارس الذي اصطدم فيه بكوشنر وترامب وكاد يطرد من البيت الأبيض.
بناءً على توجيهاته، علق ترامب صورة مرسومة لأندرو جاكسون، وهو بطل عند القوميين، في المكتب البيضاوي. نصب بانون نفسه عضوًا رئيسًا في مجلس الأمن القومي، بنفس وزن وزيري الدفاع والخارجية. كما يسرد الكاتب أربعة قرارات أصدرها ترامب كانت ضمن قائمة خطط بانون: حظر دخول جنسيات الدول ذات الأغلبية المسلمة، وميزانية بمخصصات كبيرة وجديدة لبناء جدار عازل، ودعم إدارة الهجرة والجمارك، والانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي. كان يبدو لبانون أن كل شيء يسير حسب خطته.
اقرأ أيضًا: «ستيف بانون» شبيه ترامب.. اللهو الخفي في إدارة البيت الأبيض
كيف أثرت جلستا عشاء على سياسة الهجرة في الولايات المتحدة؟
يذكر الكاتب جلستي عشاء في يناير (كانون الثاني) عام 2013، تشرحان كيف تُلعب السياسة في الولايات المتحدة، وكيف أن سياسات الهجرة التي وصلت لها الولايات المتحدة اليوم لم تكن وليدة رغبة ترامب فقط.
كان العشاء الأول في واشنطن، وجمع بين بانون وجيف سيشنز ومدير اتصالاته ستيفن ميلر، من أجل التحضير للحملة الرئاسية في 2016. كان أوباما قد ربح لتوه انتخاباته الثانية، وكان المبرر الأقوى لفوزه هو الاتجاه القوي لقطاعات سكانية من غير البيض نحو الديمقراطيين، ما ضمن لهم أصوات المجمع الانتخابي. كان معظم المخططين السياسيين يَرَوْن أن طوق نجاة الحزب الجمهوري هو أن يحصد أصوات متحدثي الإسبانية، والطريق الوحيد لذلك كان تبني تعديلات لقانون الهجرة ترسم طريقًا لتوطين الملايين من المهاجرين غير النظاميين الذين يعيشون في الولايات المتحدة والعفو عنهم. اجتمع ثلاثتهم في تلك الليلة ليجدوا طريقة لإيقاف موجة إصلاح قانون الهجرة القادمة.
العشاء الثاني، وكان في نيويورك، جمع روبرت مردوخ وروجر آيلز مع عضوي مجلس الشيوخ ماركو روبيو وتشاك شومر، اللذين اتفقا مع قيادتي مؤسسة فوكس نيوز على تقليل تغطيتها للجدل حول قضية الهجرة، وهذا ما تم بالفعل. خطط الأربعة لطريقة تساعد الجمهوريين على تمرير تعديلات قانون الهجرة.
يشرح الكاتب طريق بانون نحو القومية، وهو طريق ملتوٍ حسب تعبيره. نشأ في ريتشموند في ولاية فيرجينيا، بين عائلة من الأيرلنديين الديمقراطيين على طريقة كنيدي. رغم معاصرته نهاية الستينيات، أبقته الأكاديمية العسكرية الدينية – بمعلميها الراهبين – بعيدًا عن المظاهرات الضخمة في واشنطن القريبة. ذهب بعدها لجامعة ڤيرجينيا تِك وأصبح رئيس الحكومة الطلابية فيها بعد مهاجمة منافسه بدعوى أنه لا يقدم سوى بديهيات ووعود وشعارات.
قال بانون للكاتب إنه لم يصبح محافظًا بحق حتى السنوات الأولى من خدمته ثماني سنوات في البحرية بين عامي 1977 و1985، وكان السبب طريقة تعامل كارتر (الديمقراطي) مع أزمة الرهائن الإيرانية. مؤرخ عسكري فذ، حصل على ماجستير في دراسات الأمن القومي من جامعة جورج تاون بمحاضرات ليلية عام 1983، وحصل على درجة علمية أخرى في الاقتصاد من جامعة هارفارد عام 1985. انغمس في عالم الأعمال في نيويورك أثناء التسعينيات حين تولى دورًا تنفيذيًا في قسم الإدماج والاستحواذ في جولدمان ساكس. كان ذلك قبل اتجاهه نحو هوليوود ليصبح منتجًا صغيرًا حاول – وفشل – أن ينتقل من الجزء الخاص بالاتفاقات المادية إلى الجزء الإبداعي.
بانون ومشروعاته الفاشلة ثم مرحلة بريتبارت
ينتقل بانون بحديثه لعام 2008، الوقت الذي كان فيه «حزب الشاي» في بداياته، وكان هو في شنغهاي يعمل على أحد مشاريعه الجانبية المتعددة، هذه المرة كانت إنشاء سوق افتراضي داخل لعبة World of Warcraft الشهيرة، أقنع جولدمان ساكس باستثمار 60 مليون دولار في هذا المشروع لكنه فشل، وكان عليه البحث عن مشروع التجديد المقبل. يحكي أنه عاد قبل انتخابات 2008 مباشرة وعرف عن الظاهرة سارة بالين. كانت الحركة الشعبوية الجديدة تولد في آخر أيام هذه الحملة، وهي نفسها التي قادها ترامب للفوز في النهاية.
كان بانون يرى أن الجمهوريين لا يملكون الكلمات التي تناسب جماهيرهم بعد، بل أصبحوا حزبًا يتحدث عن تخفيض الضرائب وفلسفة السوق الحرة الليبرالية ويمثلهم أشخاص مثل بول ريان. يقول بانون للكاتب: «لا يقولون شيئًا واقعيًّا، سيطرت نظرية المدرسة الاقتصادية النمساوية اللعينة!».
يصف الكاتب مرحلة أخرى من حياة بانون، عندما اتجه لصناعة أفلام البروباجندا البحتة حول شخصيات وقضايا اليمين الشعبوي الجديد مثل بالين وريجن وحزب الشاي. أصبح جزءًا أساسيًا من دائرة مؤتمرات المحافظين وصار صديقًا لأندرو بريتبارت، وهو مدون سابق ورائد أعمال في الإعلام الجديد والموهبة التي كانت وراء نجاح هافنغتون بوست والموقع المحافظ درادج ريبورت.
ساعده بانون في جمع الأموال لشبكة أخبار «بريتبارت»، وكان منها 10 ملايين دولار استثمرتها عائلة «ميركر»، التي برزت خلال تلك الفترة بدور الداعم الأساسي لليمين الشعبوي. تولى بانون السلطة التحريرية للموقع أيضًا، بعد وفاة بريتبارت في مارس (آذار) 2012، وقفزت أرقام الزيارات من 11 مليون زيارة شهريًا لـ200 مليون. ويقول بانون عن ذلك إن الموقع قادر على تغيير حياة من يسلط عليه الضوء.
كان هدف بانون الرئيس هو «المؤسسة الجمهورية» التي اتجهت نحو تعديل قوانين الهجرة بعد إعادة انتخاب أوباما، كان يبحث بكل ما أوتي عمن يمثل المقاومة الشعبوية، وكان يأمل أن يكون «سيشنز» هذا الوجه. في حين كان «سيشنز» وكبير مساعديه ميلر يبحثان بنفس اليأس عن مؤسسة إعلامية محافظة تدعمهم ضد تعديل قانون الهجرة. كان الوقت ينفد منهم جميعًا، حتى اللجنة القومية الجمهورية كانت على وشك إصدار تقرير رسمي يحث الحزب على تبني تعديل قانون الهجرة.
امتد العشاء – سابق الذكر – بين «سيشنز» وبانون و«ميلر» خمس ساعات. كان بانون يحاول إقناع «سيشنز» بالترشح للرئاسة، وهو يعرف أنه لن يتجاوز حتى انتخابات الحزب الداخلية، لكنه أراد منه فقط أن يدفع قضيتي الهجرة والتجارة نحو أولويات حديث الرأي العام. لم يفلح في إقناعه ورد «سيشنز» بأنه لا يريد الترشح.
في خضم الجدل الدائر حول الهجرة في الشهور التالية، تحول «بريتبارت» لمنصة حاسمة ضد جهود الإصلاح وغذاه ميلر بتسريبات النوّاب. كانت بداية جذب الموقع للقوميين الذين اكتشفوا سلاح سياسات الهجرة المشدَّدة ليبعدوا به المهاجرين من غير البيض عن الولايات المتحدة. استخدم الموقع مصطلح الجريمة السوداء في بعض القصص، وقدم الكاتب ميلو ينوبولس الذي كتب مقاله سيّئ السمعة ويحتفي فيه باليمين البديل. هو أيضًا نفس اليمين الذي يتفاخر بانون بأنه أصبح المنصة الأساسية لأفكاره.
اجتمع ميلر وبانون مجددًا في 2014، كان تعديل قانون الهجرة على وشك إقراره بفضل جهود إريك كانتور، ثاني أقوى سياسي بين الجمهوريين وقتها، وبطل مناقشة التشريعات في الحزب. كان كانتور يستعد لمناظرة قوية مع ديفيد برات الأستاذ الجامعي المحافظ من فيرجينيا، وهو من يعمل ميلر مستشارًا له وقت فراغه ويقدم له النصائح حول مهاجمة كانتور، وكانت الفرصة الأخيرة لإيقاف التعديل.
يذكر ميلر كيف استغل – هو وبرات – كلمات كانتور القوية ضده، «الولايات المتحدة لا تعاقب الأطفال الذين أتوا لها بناء على أخطاء آبائهم» هذا ما قاله كانتور ظنًا منه أن هذه إحدى أهم الحجج في قضية الهجرة، قبل أن يقلبها برات ضده ويتهمه بالضعف، ويكرر بريتبارت ذكرها في عدة مواضيع على الموقع. ربح برات في النهاية وأُعلنت وفاة تعديلات قانون الهجرة في الكونجرس.
صار بانون وميلر يحتاجان الآن مرشحًا رئاسيًا فقط – غير سيشنز الذي رفض – فدعما ترامب.
ظِل رؤساء أمريكيين يلازم بانون
في أيامه الأولى رئيسًا للولايات المتحدة، وضع ترامب صورة شهيرة لأندرو جاكسون – الذي انتُخب عام 1828 – على الحائط خلفه في المكتب البيضاوي. كان جاكسون من تنيسي، وكان الرئيس السابع للولايات المتحدة والأول من خارج ولايتي فيرجينيا وماساتشوستس. كان يعد بطلًا من أبطال الحرب الأهلية، وكانت له وجهات نظر بخصوص الديمقراطية تعد راديكالية، على الأقل في وقتها. بعد خسارته للانتخابات بسبب تصويت مجلس النواب، فضل جاكسون الاعتماد على أصوات الناخبين للفوز بالرئاسة. كان الباحثون يعاملون فوز «جاكسون» على أنه وليد الصدفة، ويصف أحد المؤرخين من انتخبوه بأنهم «حشد من المتذمرين».
كتب آرثر شليزنجر كتاب «عهد جاكسون» الذي حصل على جائزة بوليتزر، وأحيا مجددًا ذكرى الرئيس السابق والحركة التي ساعدته على إنهاء سيطرة النخبة الاقتصادية في الشرق الأمريكي على السياسة.
كان بانون شديد الفخر بإعادة صورة جاكسون للمكتب البيضاوي. روزفلت هو أول من علقها وأبقاها ترومان في معظم رئاسته، أعادها جونسون وأزالها نيكسون، علقها كارتر وبقيت حتى أزالها «بوش» الابن. في وقت تولي أوباما الرئاسة، فقد إرث «جاكسون» أهميته مقارنة بإرثه الآخر، لم يهتم الليبراليون ببطولته عند الطبقة العاملة ومحاربته لبنوك نيويورك قدر اهتمامهم بأنه كان يملك عبيدًا واتبع سياسة شبه تطهيرية ضد الأمريكيين الأصليين. لم تكن الصورة على حائط المكتب البيضاوي لـ16 عامًا، حتى أتى ترامب. يقول بانون إن هذا العهد سيسمَّى «عهد ترامب»، تمامًا كما سمّى «شليزنجر» كتابه «عهد جاكسون».
يبجل بانون قومية «لينكولن» الاقتصادية، ويذكر الناس دومًا أنه، بعيدًا عن تحرير العبيد وإنقاذ الاتحاد، كانت أعظم إنجازاته هي السكك الحديدية العابرة للبلاد وقانون «هومستيد» (لمنح الأراضي للسكان مقابل إعمارها).
يقول الكاتب إن «لينكولن» هو أول وأعظم رئيس من الحزب الجمهوري، وعندما يقتبسون منه يأخذون من خطاباته المشهورة حين كان يحاول الحفاظ على الاتحاد. كان «ميلر» يبحث في فبراير عن مقولة في خطابات «لينكولن» تؤيد أفكاره – هو وبانون – الاقتصادية القومية، ووجد مقولة من أقل المقولات استخدامًا واختار ترامب مكانًا لها في خطابه. وقتها قال بانون لترامب إن هذه ستكون المرة الأولى التي يذكر فيها «لينكولن» لمصلحة القومية الاقتصادية وليس بسبب العبودية.
«حذّر الرئيس الجمهوري الأول، أبراهام لينكولن، من أن تقاعس الحكومة الأمريكية في تنفيذ سياسة الحمائية التجارية سيقود شعبنا للفقر والانهيار».
ألقى ترامب خطابه أمام الكونجرس في 28 فبراير (شباط)، وحازت المقولة إعجاب الأعضاء الجمهوريين رغم أنهم في العموم يحاربون فكرة الحمائية التجارية. يصف الكاتب ما حدث بانتصار بانون وميلر الصغير في فرض سياسة ترامب داخل حزبه.
بعض خطابات بانون الأخرى لم تفلح. أكثر خطابات ترامب إثارة للجدل في الحملة الانتخابية، والتي استفزت رابطة مكافحة التشهير، وكانت مطعمة بتعبيرات مضادة للعولمة. «أنا كلاهما، قومي ومع العولمة»، هذا ما قاله ترامب ردًا على سؤال صحيفة وول ستريت عندما اشتد الصراع بين المعسكرين بداية هذا العام.
يخشى يمينيون قوميون أن ترامب سينصحه الآن العولميون بعد رحيل بانون، فكتب أحد محرري «بريتبارت» على تويتر «الحرب!». أما الكاتب فلا يظن أن هذا سيشكل فرقًا كبيرًا، فقد قضى ترامب وبانون سَوِيًّا على تعديل قانون الهجرة رغم أن رجال الأعمال وقادة الحزب المهمين – مثل بول ريان – كانوا يدعمونه.
لكن على الصعيد الاقتصادي، في السياسات التجارية، وعندما حاول بانون دفع الجمهوريين نحو زيادة الضرائب على كبار الأغنياء، لم يجد أي حلفاء له في الكونجرس. فشل بانون في دعم نية ترامب إلغاء قانون الرعاية الصحية الخاص بأوباما، وفشل في تطبيق الأجندة التجارية القومية، حتى إن حظر دخول المسلمين لا يزال في المحاكم. هجوم ترامب على النواب مؤخرًا جعلهم عدائيين ضد اقتراحاته ويفضلون تطبيق الأجندة الجمهورية التقليدية. أما تعليقات ترامب الأخيرة حول حادث شارلوتسفيل فقد قضت على أي تأثير له في الكونجرس أو مع الأمريكيين، باستثناء قاعدته الجماهيرية التي تنكمش.
يرى لِزا في ختام مقاله أن ما سيبقى من إرث بانون في البيت الأبيض هي الزينوفوبيا والعداء تجاه غير البيض، وهي النار التي تنفخ فيها هذه الإدارة منذ توليها. لكن تعلمنا هذا الأسبوع أن ترامب لا يحتاج لبانون ليبقي هذه النار مشتعلة.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».
علامات
أمريكا, إقالة بانون, الجدار العازل, الكونجرس, بانون, بريتبارت, ترامب, ستيف بانون, سيشنز, قانون الهجرة, ميلر