قالت ميشيل كورتيز في مقال لها على موقع «بلومبيرج» إنه بينما ينشغل العالم بانتشار فيروس كورونا القاتل بسرعة كبيرة، فإن موسم الإنفلونزا يزداد سوءًا في أمريكا، حاصدًا أرواح 10 آلاف شخص بالفعل.
وأوضحت كورتيز أن الموجة الثانية من الإنفلونزا الموسمية في الولايات المتحدة قد بدأت، لكن المسؤولين الصحيين منشغلون بفيروس كورونا القاتل. ثمة العديد من الأعراض المتشابهة في الوبائين، لكن عندما يتعلق الأمر بالخطر المحدق، يجب أن يخشى الأمريكيون من الإنفلونزا أكثر.
تشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن أكثر من 19 مليون أمريكي قد أصيبوا بالإنفلونزا حتى الآن هذا الموسم، بما في ذلك 180 ألف شخص انتهى بهم المطاف في المستشفى. وقد توفي حوالي 10 آلاف أمريكي، بينهم أكثر من 60 طفلًا.
ومع ذلك – تستدرك كورتيز – تتجه أنظار الجميع نحو فيروس كورونا القادم من الصين. بلغ عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا حوالي 10 آلاف شخص في أكثر من عشرين دولة، معظمهم في الصين. في الولايات المتحدة، هناك ست حالات فقط من فيروس كورونا، ولم تسجل أي وفيات.
يبدأ كلا الفيروسين بشكل مشابه: السعال والحمى، وفي بعض الحالات صعوبة في التنفس. قالت نانسي ميسونييه، مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي، إن الاختلاف الرئيسي هو أن المصابين بفيروس كورونا إما سافروا إلى الصين وإما كانوا على اتصال وثيق بشخص مصاب بالفعل.
بدأ موسم الإنفلونزا في الولايات المتحدة في وقت أبكر من المعتاد في منتصف نوفمبر؛ بسبب طفرة في سلالة إنفلونزا B، وهي سلالة تتطور عادةً في وقت متأخر من الموسم وتضرب الأطفال أكثر من غيرهم، إذ كان أكثر من نصف الحالات في الأطفال والشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، وهم في العادة أكثر صحة.
ولأن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض خطير والموت من الإنفلونزا، ظل معدل التعافي لدى المسنين أقل بكثير من المتوسط حتى مع ارتفاع معدلات الإصابة.
لكن عدد الحالات المصابة بالإنفلونزا بدأ يزداد خلال الأسبوعين الماضيين – تشير كورتيز – فالسلالة التي تظهر الآن هي نوع من فيروس H1N1، وهو النوع الذي يبدأ عادةً هذا الموسم. يمكن أن تترسخ هذه الإنفلونزا عند البالغين وقد تكون حادة، مما يؤدي إلى المزيد من الوفيات.
تبلغ كل ولاية في الولايات المتحدة عن انتشار العدوى، وفقًا لتقرير مراقبة الإنفلونزا الأسبوعي الذي نشر يوم الجمعة. بلغت نسبة جميع زيارات إلى الطبيب بسبب الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا 5.7% في الأسبوع المنتهي في 25 يناير، وفقًا لما أبلغت به 44 ولاية.
وقالت لينيت برامر، رئيسة برنامج المراقبة المحلية في مركز السيطرة على الأمراض: «نرى أن النشاط مستمر في الزيادة هذا الأسبوع. لقد شهدنا موجة الإنفلونزا B، ونحن نشهد الآن زيادة في فيروس H1N1. لا نعرف حجمها».
وأعرب جريجوري بولند، مدير مجموعة أبحاث اللقاحات في عيادة مايو كلينيك في روتشستر مينيسوتا، عن أسفه لانخفاض معدلات التطعيم بين الأمريكيين، وخاصة النساء الحوامل والأطفال. وقال إن هذا أمر محبط؛ لأن اللقاح الذي تجري إدارته الآن يتوافق تمامًا مع الإنفلونزا المنتشرة.
أضاف بولندا أن: «فيروس كورونا لا يشكل خطرًا على المواطن الأمريكي العادي أو على أي شخص لم يسافر إلى الصين أو تواصل مع شخص مصاب. أما خطر الإنفلونزا، فهو كبير. إننا نهتم بالفيروسات الغريبة، وهذا جيد. لكننا نتجاهل عشرات آلاف الوفيات كل عام بسبب فيروس نفهمه جيدًا ولدينا علاج له».
إن تفشي الإنفلونزا ليس سيئًا مثلما كان الحال في 2017-2018، تقول كورتيز، عندما ضرب الفيروس بشدة لدرجة أن بعض المستشفيات اضطرت إلى إنشاء مرافق إضافية في مواقف السيارات الخاصة بها. إن الإنفلونزا A التي تنتشر الآن هي الشكل الأكثر اعتدالاً – وهي النوع الذي انتشر قبل عامين وأدخل 810 ألف أمريكي إلى المستشفى، وأسفر عن 61 ألف حالة وفاة.
قال بولند: «إذا أصبح فيروس كورونا مشكلة أكبر في الولايات المتحدة، فسيكون هذا أمرًا صعبًا. وبصفتنا أطباء، فإننا نتلقى مئات الحالات يوميًّا لأشخاص يعانون من أعراض تشبه الإنفلونزا».
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».