روّج نتنياهو ومعاونوه لفكرة أن تعاطف أوباما المعلن مع إسرائيل كان زائفًا، وأن أي صديق لإسرائيل في البيت الأبيض ما كان ليقر الاتفاق النووي مع إيران أو يرفض استخدام (الفيتو) ضد قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن، وكلاهما فعله أوباما.
اقرأ أيضًا: «فورين بوليسي»: يهود أمريكا يهددون بقطع تمويلهم السخي عن إسرائيل للأبد.. لماذا؟
احتفاء شديد بترامب
وأوضح لبنر أن مؤيدي ترامب اليهود في الولايات المتحدة يعتقدون أن قطب العقارات (والجد لثلاثة أطفال يهود صغار) سيكون «جيدًا لإسرائيل». ولكن يبدو أن هناك علاقة عكسية بين خطاب ترامب والتقدم الملموس، على الأقل فيما يتعلق بإسرائيل. كانت زيارته إلى إسرائيل في مايو (أيار) طويلة المدة، ولكنها كانت قصيرة بشكل ملحوظ على المضمون.
يحلم الإسرائيليون بقائد أمريكي يهتم بمصالحهم، وليس من يزعم أنه يعرف ما تحتاجه إسرائيل أكثر منهم. وربما لا يزال بعض الإسرائيليين يعتقدون أن المشكلة تنبع من العادات البيروقراطية في الولايات المتحدة.
سأنجز الأمر على طريقتي
في محاولة منه لتهدئة مخاوف نتنياهو، أعلن ترامب أنه «يضع في اعتباره حل الدولتين أو دولة واحدة، أيًا كان ما سيرتضي به الطرفان».
بطاقة السباق
انضم الائتلاف اليهودي الجمهوري إلى «الدعوة الموجهة إلى الرئيس ترامب لإبداء وضوح أخلاقي أكبر». وناشدت المظلة الحاخامية لليهود الأمريكيين – التي دعمت ترامب في الانتخابات – الرئيس «فهم العواقب الحرجة لتصريحاته». وفي توبيخ غير مباشر للرئيس، حثت منظمة أيباك – حامي العلاقات الأمريكية الإسرائيلية – «جميع المسؤولين المنتخبين على رفض المساواة بين من يروج للكراهية ومن يتصدى لها».
طبقًا للاستطلاع الذي أجرته اللجنة اليهودية الأمريكية، فإن ما يقرب من 80% من اليهود في الولايات المتحدة لديهم وجهة نظر منتقدة لأداء ترامب.
وينوه لبنر إلى أن مجموعة من المسئولين السابقين في البيت الأبيض اليهود قد انتقدوا ترامب، قائلين «إن مراوغته وعدم رغبته في الكلام بوضوح ضد أمثلة سافرة للعنصرية ومعاداة السامية وما يتصل بها من مظاهر الكراهية، فضلًا عن رفضه إدانة العنف، هي تشويه لإدارته وإلى الأمثلة التي وضعها الرؤساء الذين عملنا معهم».
وكانت النتيجة هي صدور بيان متأخر ومراوغ، مما زاد من تعجب الجالية اليهودية الأمريكية التي تنتقد إسرائيل بالفعل. وفي تطور غريب، سعى ريتشارد سبنسر – زعيم يميني متطرف – إلى نفي الاتهامات بالعنصرية من خلال البحث عن أرضية مشتركة مع الإسرائيليين، قائلًا للقناة الثانية الإسرائيلية إنه يستحق احترامهم «لأنه صهيوني أبيض».
وقد ظهر أن اليهود في الولايات المتحدة يركزون في المقام الأول على سلامتهم ومستقبل بلدهم المقسم، في حين أن إسرائيل قد تجاهلت هذه المخاوف للحفاظ على تحالفها مع إدارة ترامب ضمانًا للبقاء على قيد الحياة.
المنافسة السياسية
ومثلما قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير «لا يستطيع الإسرائيليون أن يكونوا في وضع يسمح لهم بمعاملة الرئيس ترامب كما لو كان جزءًا من عرض كوميدي مثير للاهتمام». إلا أن إسرائيل، باتباع نصيحة بلير، ستخاطر بصداقتها لكل من اليسار واليمين.
اقرأ أيضًا: «نيوزويك»: إذا تخلت أمريكا عن دعم إسرائيل.. كيف ستنجو؟ وما المدة التي ستصمد فيها؟
هل ستصمد العلاقة بين البلدين؟
لا يمكن لإسرائيل التخلي عن المساعدات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية الأمريكية، ولا يمكن لأي مجموعة من أصدقاء إسرائيل الجدد في أفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية أو الشرق الأوسط أن تحل محل أمريكا قط. ربما تتغير أوجه رؤساء الولايات المتحدة ورؤساء وزراء إسرائيل، بيد أن العلاقات الثنائية الاستراتيجية لكلا البلدين تحملت كل المشكلات. وبغض النظر عن الظروف غير المتوقعة، على الأرجح سيستمر ذلك.
لا يمكن لإسرائيل التخلي عن المساعدات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية الأمريكية، ولا يمكن لأي مجموعة من أصدقاء إسرائيل الجدد في أفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية أو الشرق الأوسط أن تحل محل أمريكا قط.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».