ولكن مع بدء التصويت، اليوم الإثنين، فإن الشراكة معرضة لخطر الانهيار في ظل احتمالات توحد القوات الكردية في العراق وشمال سوريا، مما يشكل تهديدًا أمنيًا لتركيا، ومثلما يقول شان أكون – الباحث في مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهو مركز فكر مؤيد للحكومة مقره في أنقرة – «فإنه على المدى الطويل، يمكن أن يكون ذلك نقطة انطلاق لإقليم كردستان أكبر. لهذا السبب قد تضحي تركيا بمكاسبها الاقتصادية لمنع إقامة كيان كهذا».
ويمكن رصد بقايا هذه الجهود لبناء الدولة حتى يومنا هذا في تركيا، حيث لا تزال الجبال وساحات المدارس مزينة بكلمات مصطفى كمال أتاتورك – أول رئيس للجمهورية – حين قال «كم هو رائع أن أقول أنا تركي». وقد وُضعت حدود واضحة للأقليات، ومُنع التعبير عن الهويات المتباينة. فأن تكون تركيًّا يعني نبذ الولاءات الأخرى. لهذا السبب، فإن مفهوم الحكم الذاتي الكردي في أي مكان في المنطقة يشكل تهديدًا وجوديًا للجمهورية التركية.
ومع تواصل حملة أردوغان ضد المعارضة بعد الانقلاب – يواصل التقرير القول – قد يكون الأكراد في تركيا حريصين على استغلال الاستفتاء العراقي كوسيلة لإحياء فكرة الحكم الذاتي داخل الحدود التركية. «تخيل وجود دولة كردية مستقلة على حدودك بينما لا تسمح للأكراد في الداخل بالتعليم بلغتهم الأم. هذا سيجعل من الصعب جدًا على الحكومة التركية الحفاظ على سياستها الحالية تجاه الأكراد» وقال نائب رئيس حزب الشعب الديمقراطي هيسيار أوزوي.
ولأن التركمان يشاركون جذورًا عرقية مع الأتراك، فإن المسؤولين في أنقرة أشاروا منذ فترة طويلة إلى ضرورة حمايتهم كذريعة لممارسة مزيد من الضغوط على حكومة إقليم كردستان. وفي أغسطس (آب) الماضي، ندد ديفليت بهجلي – زعيم الحركة القومية اليمينية المتطرفة في تركيا – بإدراج المدن التركمانية في إقليم كردستان ضمن المدن التي سيجري فيها الاستفتاء، وهدد بالحرب على كردستان العراق في حال المضي قدمًا في التصويت.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».