سلَّطت «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الضوء على التقرير الإحصائي السنوي السادس عن اليهود المتطرفين في إسرائيل وتحديدًا طائفة يهود الحريديم في إسرائيل ضمن مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية، والذي يصدره «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية» سنويًّا، ويأتي ذلك في تقريرها الذي نشرته يوم الخميس الماضي 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021.

استهلت الصحيفة العبرية تقريرها بالإشارة إلى ما أظهره مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية لعام 2021 الذي يصدره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أن طائفة يهود الحريديم (طائفة تشتهر بالتعصب العرقي والانغلاق ورفض كل أشكال الحداثة ومن بينها الإنترنت حتى وقت قريب) في إسرائيل بدأت تستخدم الإنترنت وأصبح جزءًا من حياتهم اليومية. وأوضح مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية أن قرابة ثلثي (64٪) اليهود المتطرفين، وخاصة الأفراد المنتمين لطائفة يهود الحريديم في إسرائيل، استخدموا الإنترنت في العام الماضي.

ارتفاع صاروخي في استخدام الحريديم للإنترنت!

يوضح التقرير أنه بينما يبدو أن هذا الرقم لم يزل منخفضًا مقارنةً بنسبة 93٪ من إجمالي المستخدمين للإنترنت من اليهود في إسرائيل، إلا أنه يُمثل ارتفاعًا هائلًا على مدار العقد الماضي؛ إذ أظهرت المؤشرات المماثلة أن 28٪ فحسب من طائفة يهود الحريديم استخدموا الإنترنت في عام 2008.

ومما يثير الاهتمام أن 62٪ من طائفة الحريديم التي اشتهروت بتجاهل العالم الرقمي ومقاطعة استخدام الإنترنت؛ فضَّلوا تصفح الإنترنت باستخدام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. في حين أن المجتمع الإسرائيلي اليهودي الأوسع كان يفضِّل عكس ذلك؛ إذ أعلن 72٪ منهم أن الطريقة المفضلة لديهم لتصفح الإنترنت كانت باستخدام هواتفهم الذكية. ومع ذلك يبدو أن استخدام طائفة الحريديم للإنترنت كان بعيدًا عن التواصل الاجتماعي أو الترفيه.

Embed from Getty Images

ويُشير التقرير إلى أن أغلب الحريديم الذين استخدموا الإنترنت فعلوا ذلك من أجل الاستخدامات الوظيفية والعملية فحسب، إذ كانت نسبة استخدام البريد الإلكتروني (88٪)، وعمليات البحث المعلوماتي بنسبة (73٪)، والخدمات المصرفية الإلكترونية بنسبة (62٪) والخدمات الإلكترونية من الوزارات الحكومية بنسبة (56٪) كونها هي التطبيقات الوحيدة التي تستخدمها معظم طائفة الحريديم الذين يتصفحون الإنترنت.

ما هي مجموعات المتطرفين في إسرائيل؟

في المقابل، كان استخدام الحريديم لتطبيقات التواصل الاجتماعي والترفيهية بدرجة أقل بكثير، إذ يستخدم نصف مستخدمي الإنترنت من الحريديم فقط وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يستخدم 45٪ منهم فقط تطبيقات التسوق عبر الإنترنت. وفي هذا الصدد، أكدَّ كلٌ من الدكتور لي كاهانر، والدكتور جلعاد ملاخ، محررا التقرير الإحصائي في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن «المجتمع الأرثوذكسي المتطرف في إسرائيل ينقسم حاليًا إلى ثلاث مجموعات رئيسة عندما يتعلق الأمر بالإنترنت. المجموعة الأولى: هي مجموعة محافظة تميل إلى تجاهل الابتكار الرقمي، ومواصلة مقاطعة استخدام الإنترنت.

أما المجموعة الثانية: فهي مجموعة واقعية تعترف بضرورة استخدام الإنترنت والاعتماد عليه في وسائل التواصل والحصول على المعلومات والعمل ومجموعة متنوعة من الخدمات، غير أن المجموعة لديها تحفظات فيما يتعلق بوظائفه الاجتماعية. بينما تستخدم المجموعة الثالثة، والمصنَّفة على أنها «عصرية»، معظم الابتكارات المتاحة عبر الإنترنت».

تاريخ وفلسفة

منذ سنة واحدة
ابن جبيرول.. قصة الفيلسوف اليهودي المتصوف الذي كرهه اليهود وأحبه العرب!

ويتابع كاهانر وملاخ قائلَيْن: «بينما شهدنا خلال السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في الراغبين في الاتصال بالإنترنت بين المجتمع الأرثوذكسي المتطرف، سنرى في السنوات القادمة هل سيشمل هذا التوجه استخدامًا أكثر تنوعًا للمنصات المتاحة عبر الإنترنت».

وفي ختام تقريرها، تُبرز الصحيفة أن مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية لعام 2021 الذي يصدره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية كشف أيضًا أن طائفة يهود الحريديم في إسرائيل يبلغ عددها حوالي مليون و226 ألف شخص، بما يقدر بنسبة 13٪ من إجمالي سكان إسرائيل في عام 2021. ويبلغ عدد الطلاب من طائفة الحريديم في جميع المدارس الإسرائيلية حوالي 362 ألف بنسبة 19٪، بينما قُدِّر عدد الحريديم، الذين يدرسون في مؤسسات التعليم العالي مثل الجامعات، حوال 14700 شخص بنسبة 4.5٪ من جميع الإسرائيليين. ومن المثير للاهتمام أن أكثر من ثلثي طلاب الحريديم حوالي (67.5٪) هم من النساء.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

عرض التعليقات
تحميل المزيد