تمر شركة جوجل العملاقة بعملية إعادة هيكلة ضخمة، حيث ستنضوي تحت مظلة شركة أخرى تحمل اسم Alphabet ، التي ستمتلك العديد من الشركات التابعة مثل Google Inc وGoogle Ventures وGoogle Capital وX lab. وقد جرى الإعلان عن هذه التغييرات عبر تدوينة على إحدى المدونات يوم الاثنين (10 أغسطس 2015)، وقد ذكرت التدوينة تفاصيل عادية (كيف أن بعض رؤساء الأقسام في جوجل سيصبحون مديرين تنفيذيين لشركات ناشئة) وأخرى غاية في الغرابة (كيف أن بعض تلك الشركات الناشئة، مثل Calico ستعمل على فكرة خلود البشر).

بطريقة ما، لن تختلف شركة Alphabet كثيرًا عن جوجل اليوم. “من الناحية الوظيفية، سيبقى كل شيء كما هو. الشركات نفسها، ونفس الموظفون، وربما نفس الأشخاص الذين يديرون نفس الشركات، وربما تجري بعض التغييرات” قال مايكل كلوزنر، وهو أستاذ في كلية ستانفورد للقانون وكلية ستانفورد للدراسات العليا في إدارة الأعمال. ومع ذلك، فإن إعلان جوجل لا يزال يلمح لمخطط أعظم للشركة، وذلك على غرار وارن بافيت بيركشاير هاثاواي، حيث ستعمل الشركة على العديد من المشاريع المختلفة، بدءًا من محرك البحث الكلاسيكي، مرورًا على صناعة السيارات ذاتية القيادة، ووصولاً إلى شركات البحث والتطوير الطبية. وتعتبر شركة Alphabet هي الخطوة الأولى نحو تكوين جوجل في المستقبل.

ماذا يعني هذا بالنسبة لحاملي أسهم جوجل؟

يمتلك حاملو أسهم جوجل الحاليون أسهمًا في Alphabet. حيث سيتم تحويل أسهم جوجل إلى أسهم في Alphabet، وسيكون لحاملي الأسهم في جوجل “نفس التوصيف والحقوق والسلطات والتفضيلات والمؤهلات والحدود والقيود مثلما كان وضعهم مع جوجل” وذلك وفقًا لما ذكره موقع SEC. بمعنى آخر سيبقى كل شيء كما هو.

إذن، شركة Alphabet هي نفسها شركة جوجل؟

نعم ولا.

“يتم التحكم في الشركة من قبل مؤسسين اثنين. لديهما بنية مزدوجة الطبقة ويتحكمان في عملية التصويت. وبخلاف تغيير الاسم، هل سيحدث تغيير جوهري؟” قال تشارلز إلسون، مدير مركز جون إل اينبرغ لإدارة الشركات في جامعة ديلاوير. وأضاف “سيتغير الاسم ولكن الأمور ستبدو وكأنها ستبقى على حالها.”

 

وقد وافقه كلوزنر الرأي. “إذا دخلت الشركة غدًا ستجدها كما هي. وإذا دخلتها بعد إعادة هيكلتها ستبدو كما هي”.

ولكن على الرغم من أن الهيكل الحقيقي للمنظمة سيبقى من الناحية الوظيفية هو نفسه، يمكن للإجراءات أن تحدث فرقًا. فتحويل الأقسام المختلفة إلى شركات منفصلة يعني أنه يمكن لرؤساء بعض الأقسام أن يصبحوا الآن المديرين التنفيذيين لشركات كبيرة. “لديك أناس قضوا فترة طويلة في جوجل، وهم يرغبون في نهاية المطاف بإدارة شركاتهم الخاصة” قال داني سوليفان من شركة كالافيا للاستشارات، الذي يدير مدونة أخبار Search Engine Land.

كيف لأي من هذا أن يدعم الشفافية؟

تقول جوجل “إن تحسين مستوى الشفافية والرقابة على ما نقوم به هوأحد الأشياء التي نتطلع لها مع إعادة الهيكلة. وما يشير الى ذلك على الأرجح هي خطوة الإبلاغ عن الخطة المالية الجديدة، التي تقضي بفصل شركة جوجل عن بقية شركات ألفابيت. لذلك سيتمكن المساهمون من متابعة أداء الأعمال الأساسية لمنتجات الإنترنت الرئيسية.

هل هذا يعني أن هناك عمليات استحواذ كبيرة ستتم؟

إحدى التنبؤات الرائجة هي أن جوجل تعيد الهيكلة تحسبا لبعض عمليات الاستحواذ الكبيرة. ولكن كلوزنر لا يرى كيف ستؤثر إعادة الهيكلة على ذلك “إذا كان لديهم النقدية، والأوراق المالية أو الميل للقيام بذلك، فإنها يمكن أن تفعل ذلك دون إعادة الهيكلة”.

 

من ناحية أخرى، اقترح سوليفان أن “جوجل كانت دائما مقيدة إلى حد ما، أو أراد الناس تقييدها، وذلك عندما قامت بعملية استحواذ أو تحولت إلى شركة مختلفة”. ووفقًا له، “تبعت التغييرات وعمليات الاستحواذ أسئلة حول كيف تتلاءم جوانب الأعمال الجديدة مع الجوانب الموجودة مسبقًا من رجال الأعمال (على سبيل المثال، البحث أو الإعلان)”.

 

وعن طريق إنشاء شركة قابضة لاحتواء جميع مشاريع جوجل، فإن أي عملية استحواذ على جوجل الآن، من الناحية النظرية، ستكون أقل تهديدًا لمؤسسي الشركات. وعلى الرغم من أن بعض عمليات الاستحواذ، مثل الاستحواذ على يوتيوب، أدت إلى كيانات مستقلة إلى حد ما، فقد أدت الكثير من عمليات الاستحواذ إلى تغييرات جوهرية (مثل تحول Keyhole إلى Google Maps) أو إلغاء خدمات أخرى مثل Dodgeball. لكن عملية استحواذ ألفابيت على جوجل من ناحية أخرى، لا تحتاج إلى أن تتوافق مع منتجات جوجل القائمة، بل يمكن أن تكون مجرد شركة أخرى تحت مظلة شركة قابضة أكبر.

لمَ تفعل جوجل هذا إذن؟

هذا ليس واضحًا. يقول كلوزنر إن المقصود هو تغيير ثقافة الشركة، والسماح بقدر أكبر من الاستقلال لرؤساء بعض المشاريع الفردية، وذلك عندما تصبح تلك المشاريع كيانات مؤسسية منفصلة.

 

هل جوجل الآن تكتل؟

 

قد تنطوي عملية تحقيق الأحلام على التحول إلى تكتل متعدد الجنسيات ضخم يهيمن تقريبا على كل جانب من جوانب الحياة العصرية، بدءًا من وجودك على الإنترنت، ووصولاً إلى صحتك البدنية.

 

جرى تشبيه عملية إعادة الهيكلة بتكتل وارين بافيت بيركشاير هاثاواي، التي لديها محفظة ضخمة من الشركات، بما في ذلك غيكو، و Fruit of the Loom، و Dairy Queen ولكن حين يقول مؤسسو جوجل إن هذه الخطوة ستضمن تحقيق مزيدًا من الشفافية والرقابة على مشاريعها، ففي المقابل، أصبحت بيركشاير شركة غامضة بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية. واضطرت SEC لإجبار التكتل على تقديم تفاصيل عن العقود والمطالبات التأمينية.

 

وقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ديفيد لاركر، وهو أستاذ في كلية ستانفورد لدراسات الأعمال، تشكيكه في خطوة تحول جوجل إلى تكتل. “إذا عدت بالزمن إلى الوراء، فإن التكتلات العملاقة التي ظهرت بين السبعينيات والتسعينيات انهارت لأنها أصبحت غير عملية لإدارتها.”

 

اختلف كلوزنر مع هذا الرأي. فهو يرى أن إعادة هيكلة الشركة لن تحيل جوجل إلى شيء ليست عليه بالفعل. “قد يكون ديف على حق أنه في الماضي، في الجيل الماضي، اعتبرت التكتلات غير فعالة”، قال كلوزنر. وأضاف “لكن جوجل هي تكتل بالفعل، لدرجة أن جوجل لديها عدد من الشركات”.

بالنسبة لكلوزنر، فإن الهيكل المؤسسي لجوجل لا يشبه “التكتلات العملاقة” التي بدأت تتهاوى منذ أربعين عاما، مثل تكتل ITT، الذي كان يعرف باسم “التكتل التوراتي. كان لدى التكتل القديم الكثير من الشركات الكبيرة ولم يكن لديه أي وفورات اقتصادية. ولم يكن ثمة أي علاقة بين شركاته”.

 

ولكن ربما هذا هو بيت القصيد. ما علاقة محركات البحث والفيديو وكاليكو والسيارات ذاتية القيادة ببعضها البعض، على أي حال؟

 

يثير هذا مسألة كيفية عمل الهيكل المالي فعلًا. فوجود تكتل من مصنعي الملابس الداخلية وبائعي اللبن أمر، ووجود تكتل من البراهين الخرقاء أمر آخر. لا تزال ألفابيت هي جوجل كما عرفناها بالأمس. لكنها أكثر صدقًا قليلا حول مدى إثارة الأمر للذهول.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

تحميل المزيد