يتحدث عالم النفس روب بريثيرتون عن كتابه الجديد والطريقة التي بها يمكن للاشتباه أن يتغلب على المنطق.
لماذا نظريات المؤامرة جذابة؟
لا يوجد فرق كبير بين من يؤمنون بنظريات المؤامرة وبقيتنا. نحن ينجذب انتباهنا إلى فكرة المؤامرة لأنها تلقى صدى لدينا. نحن نفهم فكرة كون الناس مهتمين بأنفسهم وأن لا يهتموا بمصالحنا في قلوبهم، وأن يكون لديهم دوافع خفية ويجتمعون معًا ليقوموا بأعمال مشبوهة. تتمدد نظريات المؤامرة بناء على هذا وتستغل هذه الافتراضات والمخاوف التي لدينا عن العالم. ولكنهم لدينا جميعًا، وهذا هو السبب وراء كون نظريات المؤامرة منطقية لنا جميعًا.
إلى أي مدى نستطيع أن نثق في عقلانيتنا ومنطقنا؟
ليس كثيرًا على الإطلاق. تشير معظم الأبحاث النفسية إلى أننا جميعًا نثق بشكل مبالغ فيه عندما يأتي الأمر للثقة في قدرتنا على التفكير، منظورنا الخاص للأمور، ذاكرتنا الخاصة، وكل هذه الأشياء. نحن نعيش داخل هذا النوع من الوهم الذي اختلقته عقولنا لنا أننا نرى العالم بموضوعية وأننا نصل لمعتقداتنا لأنها هي فقط أكثر المعتقدات معقولية يمكن الوصول إليها، ولكن تشير كل الأبحاث إلى أننا لدينا كمية كبيرة من التحيزات مبنية داخل عقولنا، والتي تشكل وتلون إدراكنا ومعتقداتنا عن العالم باستمرار دون أن نعيها.
ما هي أغرب نظرية مؤامرة قابلتها؟
واحدة من أكثر النظريات تلونًا وانتشارًا هي من قول دايفيد آيك. فيقول على سبيل المثال إن القمر أجوف، وأنه سفينة فضاء وأن الحلقات على كوكب زحل جهاز بث لموجات تحكم بالعقل تُبَث إلى القمر الذي يقوم بتضخيمها ثم يرسلها إلى الأرض ليشكل تشوهًا في إدراكنا للواقع، لذلك نحن جميعًا نوعًا ما نعيش داخل صورة ثلاثية الأبعاد. ويستمر هذا، حيث إن لديه إجابة لكل شيء. هذا من غير المعقول نسبيًّا، وأعتقد أنه من الإنصاف قول هذا. لكن بقدر ما يبدو هذا غريبًا هو نوع ما رسالة مفعمة بالأمل بطريقة كما لو أنها تقول: “نعم هناك الكثير من الأشياء الخاطئة بالعالم لكن يمكننا أن نحدد الأشخاص والأشياء المسئولة عن هذا ثم يمكننا القيام بشيء حيال هذا”. يبدو هذا جذابًا لكثير من الناس، خاصةً هؤلاء الذين يشعرون بأنهم لا يتحكمون بحياتهم.
هل يجب أن نهتم بدحض نظريات المؤامرة؟
معظم هذه النظريات لا يحدث ضررًا لكن يمكن أن تؤدي بعض نظريات المؤامرة إلى عواقب ملموسة، مثل أن تقرر أن تعطي أطفالك التطعيم أو ما إذا كان عليك أن تتخذ إجراءات لمنع تغير المناخ. أما بالنسبة للإستراتيجيات التي ينبغي علينا استخدامها، لا يوجد الكثير من الأبحاث عن هذه النقطة. أعتقد أن الفضح يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية. أنا أتحدث عن تأكيد التحيز وتأثير النتائج العكسية، وما يظهره ذلك هو أنه حتى تقديم أدلة دامغة على أن نظرية المؤامرة خاطئة لمن يؤمنون بها، يمكن لهذا أن يتسبب بزيادة إيمانهم بها أكثر.
لماذا بعض الأحداث مثل اغتيال جون كينيدي هي مثل مراكز لنظريات المؤامرة؟
نحن جميعًا عرضة للتحيز بتناسب حيث نعتقد عندما يحدث شيء كبير، أنه ينبغي أن يكون شيء أكبر هو ما سبب ذلك. لذلك يبدو كحدس غير قابل للتصديق أن شخصًا غريبًا ووحيدًا، لي هارفي أوزوالد، قد استيقظ في يوم وقتل أحد أكثر الناس أهمية في التاريخ ليغير مجرى التاريخ. وأحداث مثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، هذه الأحداث الضخمة المغيرة للعالم، يبدو من المنطقي لماذا تنتج هذه الأحداث بعضًا من أكثر نظريات المؤامرة شهرة وصمود عندما تفكر في ذلك من حيث التحيز بتناسب الذي نكون جميعًا عرضة له.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».