يروي ماجد المذحجي – المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية – الأوضاع المأساوية التي تعيشها مدينة الحديدة اليمنية، حيث يحذر الولايات المتحدة من دعم أي هجوم سعودي – إماراتي لاستعادة الميناء من قبضة الحوثيين، واصفًا الميناء بـ«شريان حياة اليمنيين».
وذكر ماجد في مقال له في صحيفة «الجارديان» البريطانية أنّ الخوف بات هو المتحكم في حياته. بوصفه أحد الأصوات المستقلة القليلة الباقية في اليمن، فقد شهد مقتل زملاء له، ودفن أصدقاء قُتلوا بفعل القصف الجوي السعودي. وبات الآن نصف سكان اليمن يواجهون خطر المجاعة.
اقرأ أيضًا: لماذا تشكل حلب كل هذه الأهمية بالنسبة إلى أطراف الصراع في سوريا؟
كان وزير الدفاع الأمريكي – جيمس ماتيس – دعا إلى حل سياسي لأزمة اليمن، لكنه لم يحاول أن يقنع قوات التحالف العربي بعدم الهجوم على ميناء الحديدة. ثمة اعتقاد سائد بين أوساط السياسيين الأمريكيين مفاده أنّ الهجوم على الميناء سيكون خطأ كارثيًا وسيتسبب في أزمة إنسانية. وسيتيح ذلك للقاعدة وداعش توسيع نفوذهما في منطقة الساحل اليمني. وهذا يعتبر هزيمة كبرى لأمريكا.
يستقبل ميناء الحديدة 80% من المساعدات التي يتلقاها الشعب اليمني لمواجهة ويلات الحرب. وسيتسبب الهجوم في المزيد من القتلى والمشردين، والحد من الإمدادات الغذائية والماء والمساعدات الطبية. وسيقع أكبر ضرر على النساء والأطفال، وستصبح الحديدة هي حلب اليمنية.
كانت حرب اليمن قد اندلعت في عام 2014، عندما أطاح الحوثيون بالرئيس هادي من الحكم، فسارعت المملكة – بدعم أمريكي – بشن عملية «عاصفة الحزم» لردع الحوثيين. ويرى ماجد أنّ على الأمريكيين ممارسة ضغوط على كافة الأطراف لإجبارهم على التفاوض وإنهاء الحرب.
يعتقد ماجد أنّ دول التحالف العربي لا تقدر بشكل مناسب صعوبة استعادة ميناء الحديدة. فقبل الوصول إلى الميناء، ستمرّ دول التحلف على مدن عدة حصنها الحوثيون بشكل جيد. بل إنّ الحوثيين قد استعدوا لخوض حرب شوارع من بيت إلى بيت. ولن تتسبب غارات التحالف إلا في إيقاع القتلى في صفوف المدنيين، وهو ما يراهن عليه الحوثيون.
اقرأ أيضًا: حصاد عامين من الحرب اليمنية المنسية.. ملايين النارحين وآلاف القتلى
ويستبعد ماجد أن يؤدي نجاح هجوم كهذا إلى إجبار الحوثيين على التفاوض. بل إنّه قد يؤدي إلى تمسك الحوثيين بموقفهم أكثر. وإذا ما تدخلت الولايات المتحدة، فإنّ ذلك سيمنح مصداقية للرواية الحوثية من أنّهم يقفون حائط صد أمام التدخل الأجنبي، مما سيساعدهم على حشد الأنصار.
إنّ بوسع الولايات المتحدة تمهيد السبيل لحل سياسي واقعي – وليس حلًا عسكريًا بلا فائدة – وذلك عبر إحياء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة. وإذا ما اتُخذت تدابير لبناء الثقة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وتطبيق وقف لإطلاق النار، فإنّ ذلك سيحقق مصالح الأمريكيين واليمنيين على حد سواء.
ويؤكد ماجد أنّ عدم نجاح الهجوم سيسبب أزمة إنسانية طاحنة. يستقبل ميناء الحديدة 80% من المساعدات التي يتلقاها الشعب اليمني لمواجهة ويلات الحرب. كما سيتسبب الهجوم في المزيد من القتلى والمشردين، والحد من الإمدادات الغذائية والماء والمساعدات الطبية. وسيقع أكبر ضرر على النساء والأطفال، وستصبح الحديدة هي حلب اليمنية.
ويرى ماجد أنّه إذا كان هدف الولايات المتحدة هو هزيمة القاعدة، فإنّ الهجوم على الحديدة لا طائل منه. إذ إنّه لا وجود للجماعات المتشددة في منطقة الساحل.
يختتم ماجد بالقول إنّ بوسع الولايات المتحدة تمهيد السبيل لحل سياسي واقعي – وليس حلاً عسكريًا بلا فائدة – وذلك عبر إحياء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة. وإذا ما اتُخذت تدابير لبناء الثقة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وتطبيق وقف لإطلاق النار، فإنّ ذلك سيحقق مصالح الأمريكيين واليمنيين على حد سواء.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».