وقف حارس الذبيحة بجوار جثة الفيل المتعفنة بعدما سممها الصيادون بالسيانيد في حديقة هوانج الوطنية في زيمبابوي وانتزعوا وجهها وتركوا بقيتها للتعفن، وكأن هذين النابين المخلوقين من العاج وجدا بوجهه ليكونا سبب قتل حيوان لطيف يتبادل الناس صوره مع أسرته، أو فيديو له وهو صغير يلعب مع صغار البط.

خلال عقد أو عقدين ربما قد لا نرى الفيلة الإفريقية ثانية، وخلال خمس سنوات قد يفقد البشر الفرصة الأخيرة لإنقاذ هذا الحيوان، فوفقًا للاتحاد الدولي لإنقاذ الحياة البرية، فقد انخفض عدد الفيلة الإفريقين بين عامي 2006 و2013 من 550 ألفًا إلى 470 ألفًا، ولا يزال العدد في انخفاض حاد بسبب الصيد غير القانوني والأسواق المفتوحة للاتّجار بالعاج.

 

ليس من أجل ابن ترامب وأقرانه.. وإنما حبًا في فقراء زامبيا!

 

يُقتل سنويًا قرابة 40 ألف فيل، وهذا يعادل واحدًا كل 15 دقيقة، وإذا ما استمر ذلك فإن الفيلة ربما ستنقرض في غضون 10 سنوات، وما سيعجل بالمأساة هو أن إفريقيا قد فقدت بالفعل نحو 90% من أفيالها في الأعوام الخمسين الأخيرة من القرن الماضي. منذ أيام خرج ترامب على العالم بخطة جمعت بين فريق إدارة ترامب ومصلحة الحياة البرية والبحرية الأمريكية للسماح للأمريكيين بتداول عاج الفيلة والصيد البري للفيلة في زيمبابوي وزامبيا، وتزامن الخبر مع نشر صورة قديمة لنجل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، والذي واجه موجة من الاتهامات في عام 2014، بعدما نشر صورته يحمل ذيل فيل إفريقي مقطوعًا في بوتسوانا، وعلى وجهه ابتسامة عريضة.

الفيلة

صورة لنجل ترامب ممسكًا بذيل فيل (المصدر elespanol).

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حظرت على مواطنيها الإضرار بالفيلة عام 2014 بعد انخفاض أعداد الفيلة بشكل ملحوظ، وأوقفت استيراد العاج المستخرج من الفيلة، ونصبت نفسها دولةً تحارب صيد الفيلة، وتسعى لإنهاء تجارة صيد العاج على مستوى العالم، بعدما كانت ثاني أكبر سوق عالمي للعاج بعد الصين.

وفي حين يعد صيد الأفيال أمرًا قانونيًّا في العديد من البلدان الإفريقية في ظل نظام صارم يفرض على الصيادين دفع رسوم عالية، ذكر المتحدث باسم مصلحة الحياة البرية والبحرية الأمريكية أن الفيلة الإفريقية مدرجة في قائمة الكائنات المهددة بالانقراض، وبموجب هذا لا يمكن استيراد نتاج صيدها مثل أنياب الفيلة، إلا إذا ظهر أن الصيد سيساعد على بقاء النوع على المدى الطويل، وهو ما أوضحه المتحدث باسم مصلحة الحياة البرية والبحرية الأمريكية لشبكة «سي إن إن» منذ أيام معتبرًا أن السماح للصيادين الأمريكيين بإطلاق النار على الفيلة في زيمبابوي وزامبيا سيجلب على هاتين الدولتين العائدات التي هي في أشد الحاجة إليها.

من موجابي إلى ترامب.. الفيلة هي الضحية في زيمبابوي

أشاد نادي سفاري كلوب إنترناشيونال بقرار الحكومة الأمريكية، وقال بول باباز رئيس النادي في مؤتمر صحافي: «إن القرار يحمل مميزات لزيمبابوي وزامبيا، ويكفي أن تعترف مصلحة الحياة البرية والحيوانية الأمريكية بأن الصيد في مصلحة الحياة البرية، وأن هاتين الدولتين لهما القدرة على إدارة مواردهما من الفيلة».

Embed from Getty Images
تجار يصقلون أنياب الفيل في جمهورية إفريقيا الوسطى.

أضاف باباز أنه منذ فترة طويلة فقد الدكتاتور الزيمبابوي روبرت موجابي قبضته على الحكم في البلاد في انقلاب عسكري وخضع للإقامة الجبرية وتولى الجيش السيطرة الفعلية على العاصمة هراري، ما يعني أن الفيلة معرضة للخطر في وطنها، وأوضح باباز تقديره جهود الحكومة الأمريكية على إزالة الحواجز المقيدة لاستغلال الحياة البرية الإفريقية.

اقرأ أيضًا: 

سياسة

منذ 5 سنوات
«روبرت موجابي».. ماذا يحدث للديكتاتور حين يتجاوز التسعين؟

وقد أعلن وزير الداخلية الأمريكي ريان زينكي – صياد بري محترف – تأسيس المجلس الدولي لحماية الحياة البرية، والذي هو هيئة تهدف لوضع خطة عالمية لنشر فوائد الصيد، لمرحلة ما بعد تطبيق تشريع ترامب الجديد. اعتبر واين باسيل المدير التنفيذي للجمعية الإنسانية المعنية بحقوق الحيوان، هذا النقاش الدائر نكسة في التاريخ الحقوقي للحيوان، وكتب على مدونته: «على مدى عقود أدار ديكتاتور زيمبابوي حركات ممنهجة لاغتيال خصومه السياسيين، واستغل موارد بلاده الحيوانية وعرضها على العالم في مزاد علني… لنكن واضحين فإن الفيلة على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، وقد اجتمع العالم على قرار وقف تجارة العاج، والآن تعطي الحكومة الأمريكية لمواطنيها الحق في قتل الفيلة».

 

من توت عنخ آمون إلى ترامب.. أعداد الفيلة الإفريقية أقل مما نظن

 

تنتشر الفيلة في قارتي آسيا وإفريقيا باختلاف بسيط، وهو أن آذان الفيلة الآسيوية أصغر من الإفريقية، وتُستخدم الفيلة الآسيوية في التجول من ساحل فارس بالهند وجنوب شرق آسيا وعمق الصين، وفي إفريقيا يمكن العثور عليها في معظم دول حوض البحر المتوسط وحتى رأس الرجاء الصالح، وتنتشر الفيلة في غابات السافانا، حيث تسكن الصحراء الناميبية، والغابات المطيرة في رواندا وبورنيو، إلا أن المساحة التي كانت تشغلها في الشرق الأوسط تقلصت، وهي الآن مهددة بالانقراض في جزيرة جاوة الإندونيسية، ودول شمال إفريقيا، والصين.

 

في عام 1800 كان هناك 26 مليون فيل في إفريقيا وحدها، واليوم وبعد سنوات من الصيد غير المشروع تضاءل هذا الرقم بشدة

في إفريقيا لأقل من نصف مليون فيل يجوب القارة، ومعظمهم في دول الجنوب وغرب القارة، الأمر ليس جديدًا، فيعرف الإنسان قيمة العاج بأنياب الفيلة، وقتلها للحصول عليه منذ زمن بعيد، فقبل الميلاد بنحو 1323 عامًا استقر الفرعون المصري توت عنخ آمون في مقبرته على مسند من عاج الفيل، وقد انتهى عصر الفيلة والعاج من سوريا قبل الميلاد بـ500 عام، ومع تطور أدوات الصيد – خاصة البنادق – في القرن التاسع عشر ظهر طقس الصيد عند اللوردات المستعمرين الأوروبيين للدول الإفريقية في هذا الوقت، وهو ما أدى إلى محو قطعان الفيلة في القارة الإفريقية، حتى أصبحت الأعداد الموجودة حتى اليوم مهددة بالانقراض بسبب الصيادين المحليين وعصابات الصيد الجائر التي يديرها المسلحون المسؤولون عن أغلب الصراعات في إفريقيا.

Embed from Getty Images
يرى بعض الخبراء أن عمليات القتل الوحشية ضد الفيلة ليست معركة على العاج فقط، بل هي معركة غير متكافئة على الأرض، فكما ينتشر النوع البشري يسعى لمزيد من المساحات على سطح الأرض لمزيد من التوسع والمشروعات المربحة على أرض الغابات، وهو ما تبرر به دول غرب إفريقيا قتل الفيلة، وتشير التنبؤات إلى أنه بحلول عام 2050 سيندثر 63% من الغابات التي كان يسكنها الفيلة من أجل الإنسان، وقد شهدت المراعي والغابات الطبيعية المتنازع عليها في آسيا شكلًا مباشرًا للصراع بين الإنسان والفيل، فيمكن لفيل أن يدمر المحصول السنوي لصغار الفلاحين، كما يعرض حياة البشر للخطر بسبب تجوله بحرية، وهي أسباب تدفع البشر للانتقام، فدومًا ما تلاحق الأمر سلطات مسؤولة عن حماية الحياة البرية وقتل الأفيال لحل المشكلة في الهند، أما في إندونيسيا فيضع المزارعون السم للأفيال لحماية محاصيلهم متسببين في قتل العشرات منها.

الوضع كارثي.. حلول الأزمة ربما فاقمت من سوئها

 

يتم محو هذه الكائنات المميزة المسالمة من على وجه الأرض، وفي نظر العديد من المراقبين بدون أسباب جدية، فيتم إعدام الفيلة ليصنع من أنيابها الصينيون عصيًا للأكل، وفرش تنظيف الأسنان وأمشاطًا للشعر وحليًا أخرى، وبعيدًا عن الحُلي فإن هناك دوافع أقوى، وهناك من يكتنزون أنياب الأفيال وقرون وحيد القرن كاستثمارات ترتفع قيمتها أكثر عند انقراض هذه الأنواع، وبشكل آخر، فإن هؤلاء المستثمرين يشترون أكبر قدر منهم اليوم على أمل المشاركة في انقراضهم، ليكونوا في المستقبل القريب هم الوحيدين المالكين لها.

كشف عالم الحيوان البريطاني دوغلاس هاملتون في رحلة استكشافية بالهليكوبتر فوق الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى لحساب أعداد الفيلة في الغابات بأنها انخفضت من مليون فيل في السبعينيات إلى 400 ألف في الثمانينيات. بدون تقرير عمل هاميلتون لم تكن الحكومات لتجتمع على حظر الاتجار الدولي بالعاج عام 1989، ما أدى – لفترة قصيرة – إلى ارتفاع أعداد الفيلة ثانيًا عام 2008، حتى تسللت عصابات إرهابية لقتل الفيلة وبيع العاج، خاصة مع ارتفاع الطلب الآسيوي على عاج أنياب الفيلة، ما أدى لنتائج كارثية جاورت الانفلات الأمني بمعظم الدول الإفريقية.

 

بعد 10 سنوات فقط من الاتفاقية، كان المستفيدون من صيد الأفيال ما زالوا في طريقهم للحفاظ على مصالحهم، وتحقيق أقصى استفادة عن طريق البيعة الواحدة التي سمحت بها الاتفاقية، ففي 1999 سُمح لبوتسوانا وناميبيا وزيمبابوي بصفقة بيع تجريبية لمرة واحدة، فقامت هذه الدول ببيع 49 ألف كيلوجرام من العاج إلى اليابان.

وفي عام 2002 جرت عملية بيع أخرى خارج نطاق الاتفاقية وتم شحن 105 آلاف كيلوجرام إلى الصين واليابان، فمع الكثير من العاج المقنن بيعه في السوق كان من السهل تمرير العاج غير المقنن، ورفع السعر بشكل جنوني مقابل زيادة الطلب، وفي عام 2011 تم ضبط كميات هائلة من أنياب الفيل بالسوق أكثر مما كانت عليه في أي عام منذ 1989 بعد إبرام الاتفاقية وتجريم الاتجار في العاج، فبلغت المضبوطات ذروتها بعدد 2500 فيل في صفقة واحدة، لا تمثل سوى جزء بسيط مما لا يتم كشفه.

Embed from Getty Images
خلال هذه الفترة فقدت جمهورية سيراليون غرب إفريقيا آخر فيل بري فيها عام 2009، ولم يتبق للسنغال سوى خمسة فيلة، وفقدت الكونغو 90% من أفيالها، وتبعهم جميع الدول التي كانت ذات يوم موطنًا آمنًا للفيلة. حتى لقي حوالي 20 ألف فيل إفريقي مصرعهم عام 2015 لأنيابهم، أكثرهم كان من الصغار لسهولة صيدهم، واستفاد الصيادون من تعطش الصين للعاج وتقديرها لقيمته.

وعلى الرغم من الحظر الدولي لتجارة العاج والذي تشرف عليه الأمم المتحدة بنفسها ضد الاتجار في الأنواع المهددة بالانقراض، كان هذا الحظر نفسه سببًا أكبر للصيد غير الشرعي للفيلة، فتهافت المستثمرون لشراء أكبر كمية من العاج وتخزينها في مستودعات سرية مثل تلك التي يخزنون بها المال من أجل لحظة الكساد العالمي، وتعاقبت العصابات على شحن كميات أكبر من العاج عبر المواني إلى المصانع والأسواق خارج القانون في الصين وفيتنام وماليزيا وتايلاند.

جماعات تقتل الفيلة صباحًا لتقتل البشر مساءً!

إذا فكرت في القضية بالنسبة لك ربما لا تتعدى كون الفيل حيوانًا لطيف الشكل نتبادل صوره مع أطفاله الصغار، وأزمة انقراضه تجري بعيدًا عنا اليوم، ولكن ما لا يعرفه البعض أن هذه التجارة تغذي العنف في جميع أنحاء العالم، فقد اعترف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في جلسة بالأمم المتحدة بنيويورك بأن الاتجار غير المشروع بالحيوانات البرية ليس مجرد مأساة بيئية، فإنه يغذي الفساد والعنف بقلب مجتمعات في دول هشة، ويمثل ارتفاع أسعارها أرباحًا متزايدة تذهب لتمويل العصابات الإجرامية والإرهاب بدول لا يحكم فيها النظام.

 

وكانت جماعة الشباب الصومالية قد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات مروعة على مركز تجاري في نيروبي، وقبل هذه الهجمات بأسبوعين فقط، وتحديدًا في شهر سبتمبر (أيلول) 2013 ذكرت وزارة الخارجية البريطانية اطلاعها على تقارير تفيد بأن جماعة الشباب الصومالية، والتي يدعمها تنظيم القاعدة، تعتمد في تمويلها بشكل أساسي على بيع العاج، فتعتمد القاعدة نفسها في 40% من تمويلها على الاتجار بالعاج.

وكان رجل دين مسيحي أوغندي سابق يُدعى جوزيف كوني قد مول جماعته المسماة «جيش الرب» للمقاومة ومنظمة «الجانجاويد» الوحشية في السودان، وغيرها الكثير من الجماعات العنيفة التي تتاجر بعظام النمور، وقرن وحيد القرن، وأنياب الفيل، وزعانف القرش، ودروع السلاحف.

هل الفقر عذر مقبول للدول الإفريقية؟

تطالب بعض الدول الإفريقية بما فيها ناميبيا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا وبوتسوانا، بالحق في بيع مخزوناتها المتزايدة في الارتفاع من الفيلة، من نتاج المضبوطات والوفيات، من أجل المساعدة في تمويل أعمال حماية باقي الفيلة، ولكن عمليتي بيع كاللتين في عامي 1999 و2008 ستدفع لتزايد الطلب مرة ثالثة وفقدان السيطرة على الأسواق خارج القانون في نظر بعض المراقبين.

على الرغم من أنه في كثير من البلدان ما زال من الممكن بيع العاج بشكل قانوني، وعادة ما يتم الحصول عليه من مخزون الفيلة المقتولة من قبل اتفاقية الحظر، ليتم تداولها كتحف غالية القيمة، ولكن الأسواق المحلية غير القانونية في دول مثل الصين واليابان وميانمار وفيتنام أثارت القلق بفتحها المجال للعاج غير القانوني لعرضه في نفس المحلات ما أجج أزمة الصيد غير المشروع، وجعل الثقة في الدول الإفريقية معدومة.

هل هناك أمل؟

وفي مواجهة هذه التهديدات العديدة، يجري العمل من قبل أناس شجعان بشكل استثنائي في كينيا، حيث يتم تجنيد الصيادين السابقين ليكونوا خط الدفاع الأول في العالم ضد قتل الأفيال، في دورهم الجديد بحرق أنياب الفيلة المقتولة كي يتوقف الاتجار بها، وعملهم حراسًا للحدائق والمحميات، والذين يقابل منهم الكثير يوميًا القتل في الأشهر الأخيرة، والسبب الأكبر في هذا أن جهودهم ذاتية لا تدعمهم الحكومات، ما يفرض عليهم عبئًا لا يمكن تخيله، مثلما لا يمكن تخيل العالم بدون فيلة.

Embed from Getty Images
يقول عالم بيئة مهتم بالفيلة ومؤسس مبادرة «فيلة بلا حدود» مايك تشيس: «لا يمكنني إخفاء قلقي وفزعي بسبب تكرار المشهد الذي أراه كل مرة، لا أعتقد أن أي شخص بالعالم شهد عددًا من الفيلة الميتة مثل ما شاهدته على مدار العامين الماضيين، من الأعلى، وأنا في الهليكوبتر، أرى الفيل يقع على جانبه في الوحل بجوار نهر متصدع، ونحن على بُعد نظن خطأً أن الحيوانات تستريح بعض الوقت، لكن ما أن اقتربت تضربني رائحة كريهة، حتى قبل أن أهبط، رائحة الموت، وأرى الفيل وقد مات وفقد وجهه، وتُرك جسده ليتعفن، مع رفات 20 فيلًا مررت بهم خلال يومين بنفس الغابة منزوعي الوجه».

أسس تشيس جمعية «فيلة بلا حدود» لإحصاء عدد الفيلة، فقام 90 عالمًا منتمين للجمعية بصحبة 286 مرافقًا  إلى الطيران فوق 18 دولة إفريقية، وحلقوا ما يعادل المسافة من الأرض إلى القمر مرة وربع المرة في حوالي 10 آلاف ساعة، وامتنعت ناميبيا وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى عن تقديم المساعدة للجمعية، وعن إصدار إحصاء بأعداد الفيلة بها إلى لجنة أوروبية.

المصادر

تحميل المزيد