مؤخرًا انتشرت منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على فيتامين ج (سي)، وحمض الهيالورونيك، والكولاجين، وكثر الحديث عن فوائدهم الجمة للبشرة. وأخذت الشركات تتنافس في إنتاج منتجاتها الخاصة التي تحتوي على هذه المكونات، من أمصال، وكريمات، ومرطبات الشفاه وغيرها من المنتجات، وشرع المؤثرون أو «الإنفلونسرز» على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لها. فما هي حقيقة جدوى هذه المنتجات، وهل حقًا تحتاج النساء إليها؟
فيتامين سي وحمض الهيالورونيك والكولاجين.. ما هي؟
تُغريك شركات مستحضرات التجميل بالأمصال (السيروم) التي ستمنحك بشرة صافية ولامعة، ومن بين العديد من الأمصال المتاحة برزت في الآونة الأخيرة أمصال فيتامين سي، وحمض الهيالورونيك، والكولاجين؛ وحتى نتحقق من ذلك، دعنا أولًا نتعرف على طبيعة كل منهم، ومما يتكون.
الاسم العلمي لـ«فيتامين ج» هو حمض الأسكوربيك، وهو مركب يوجد بصورة طبيعية في بعض الأطعمة، مثل الفواكه الحمضية والعصائر، والفلفل الأحمر والأخضر، والكيوي، والبروكلي، والفراولة. ويوجد أيضًا في العديد من المكملات الغذائية ومنتجات البشرة صناعيًا، بينما لا يستطيع جسم الإنسان تصنيعه داخليًا.
أما حمض الهيالورونيك فهو نوع من الجزيئات الموجودة طبيعيًا في الأنسجة الضامة بالجسم والبشرة، وتتمتع بخواص مرطبة طبيعية؛ إذ تستطيع جزيئات هذا الحمض الارتباط بعدد كبير من جزيئات الماء، يعادل وزنها ألف مرة أو أكثر.
أما عن الكولاجين فهو نوع من البروتينات التي تدخل في تركيب أنسجة الجسم المختلفة، مثل الأربطة، والأوتار، والجلد، والعضلات، والعظام. وتدخل أيضًا بنسبة أقل في تركيب أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأوعية الدموية، والأسنان. وتُشكل نسبة الكولاجين حوالي ثلث الكمية الكلية من البروتينات الموجودة في الجسم.
1- مصل حمض الهيالورونيك: الترطيب على مستوى السطح فقط
تَعِد كثير من منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على حمض الهيالورونيك بأن تزيد من ترطيب البشرة، وللتأكد من صحة هذا علينا إلقاء نظرة فاحصة على نوع حمض الهيالورونيك الموجود في المنتج.
يأتي حمض الهيالورونيك بأحجام جزيئية مختلفة، ومع أن الجزيئات الأكبر حجمًا أفضل في الارتباط مع الماء وتوفير الترطيب، إلا أنها لا تستطيع اختراق الجلد. وعند وضعها موضعيًا على الجلد، تتواجد هذه الجزيئات فوق الجلد، وتوفر الترطيب فقط على السطح ذاته. بينما ترتبط الجزيئات الأصغر بكمية أقل من الماء، لكنها تخترق الجلد اختراقًا أعمق لكن تظل مقتصرة على الطبقة العليا فقط من البشرة. ويفضل البحث عن منتج يحتوي على جزيئات بأحجام مختلفة من حمض الهيالورونيك للحصول على أقصى قدر من الترطيب لسطح البشرة.
يُستخدم حمض الهيالورونيك أيضًا في الحشوات الجلدية (الفيلر)، التي يتكون كثير منها من حمض الهيالورونيك في شكل جِل قابل للحقن. وتضيف تلك الحشوات الحجم عن طريق الملء المادي للمنطقة التي توضع فيها، وكذلك عن طريق سحب الماء لتعزيز تأثير التعبئة. وتستخدم في معالجة العديد من المشاكل التجميلية، بما في ذلك رفع الخدين، وتنعيم الخطوط حول الفم والذقن، وتحسين مظهر الهالات الغائرة والداكنة، وترطيب الشفاه وتعزيزها، وتجديد شباب اليدين.
إذن، هل يستحق حمض الهيالورونيك الموضعي الضجة المثارة حوله؟ في البداية، دعونا نتفق أن المصل الموضعي لن يكون أبدًا بنفس فعالية الحشو (الفيلر) القابل للحقن لاستبدال الحجم المفقود، مع أن بعض المنتجات الموضعية يجري التسويق لها تسويقًا مضللًا على أنها «مواد مالئة».
ويعد المصل الموضعي مرطبًا ممتازًا، ويتميز بعدة سمات إيجابية، منها أنه غالبًا لا يسبب ردود فعل تحسسية أو تهيج للبشرة الحساسة، وآمن للاستخدام على الجلد في أثناء الحمل والرضاعة.
وبالنسبة للأفراد ذوي البشرة الجافة، أو الذين يتوقون لشعور أكثر ندىً وترطيبًا لبشرتهم خلال الأشهر الباردة، يمكن أن يكون المصل أو المرطب الذي يحتوي على حمض الهيالورونيك خيارًا رائعًا، لكن ضع في اعتبارك أنه سيوفر الترطيب على مستوى السطح فقط، وليس في عمق الجلد. أما إذا كان الهدف تحسين فقدان الحجم وتراخي الجلد الذي يحدث طبيعيًا مع تقدم العمر، فإن حمض الهيالورونيك القابل للحقن بدلًا عن الموضعي هو طريقة العلاج الأفضل.
2- مصل الكولاجين: وعود زائفة تسوقها لك صناعة التجميل
يوجد المئات المنتجات من كريمات، وأمصال، وحتى المكياج، التي تستخدم الكولاجين أداة تسويقية ضخمة لجذب النساء إلى شراء منتجات مكافحة الشيخوخة، من أجل الحصول على بشرة أكثر نضارة وشبابًا وإشراقًا. ولكن هل منتجات العناية بالبشرة الموضعية المليئة بالكولاجين ذات منفعة فعلًا؟
في الواقع اتضح أن هذه المنتجات تعمل فقط على الترطيب، لكن ليس من الممكن علميًا امتصاص الكولاجين أو اختراقه للجلد من الخارج. تقول طبيبة الأمراض الجلدية ديندي إنجيلمان: «الكولاجين جزيء ضخم يستقر على سطح الجلد، ولا يمكن امتصاصه في الأدمة.. وعند استخدامه موضعيًا، فإنه من غير الممكن أن يتغلغل الكولاجين، وهذا هو السبب في أننا نستخدم مواد فعالة أخرى لتحفيز إنتاج الكولاجين».
وتضيف أن «أي منتج يدعي تحقيق فوائد من الكولاجين الموضعي هو مجرد دعاية تسويقية». وتوافقها الرأي طبيبة الأمراض الجلدية ديان روبنسون على زيف فوائد الكولاجين في المنتجات الموضعية، وتقول: «لسوء الحظ، فإن الدعاية وراء الكولاجين الموضعي هي محض ضجيج».
3- مصل «فيتامين سي»: الخيار الأفضل لمكافحة الشيخوخة وعلاج حب الشباب
يعد «فيتامين ج» أحد مضادات الأكسدة القوية، التي تعمل على تحفيز إنتاج الكولاجين في البشرة، ويحارب الخطوط الدقيقة، ويوحد لون البشرة، إلى جانب أنه يوفر مجموعة من الفوائد الأخرى التي تشمل: يقلل التجاعيد، ويحمي الكولاجين ويزيد إنتاجه، ويساعد في التئام الجروح، ويساعد أيضًا على الحماية من أضرار أشعة الشمس، ويقلل من ظهور البقع الداكنة عن طريق منع فرط إنتاج الصبغة في بشرتنا.
ويصفه خبراء العناية بالبشرة بأنه أحد أفضل المكونات المضادة للشيخوخة، التي يمكنك استخدامها على الإطلاق. وعلى عكس مصل الكولاجين، فإن استخدام مصل «فيتامين ج» الموضعي أكثر فعالية من تناول «فيتامين ج» الموجود في كثير من الأطعمة التي نتناولها؛ لأنه غالبًا ما لا ينتهي به الأمر للوصول إلى البشرة.
ولذلك يعد المصل الطريقة الأسهل والأكثر مباشرة لكي تستفيد منه بشرتك، وهذا أيضًا ما يجعل معظم منتجات العناية بالبشرة تحتوي على «فيتامين ج». فضلًا عن ذلك يعد منتجًا فعالًا للغاية في علاج حب الشباب من خلال خصائصه المضادة للالتهابات التي تساعد في التحكم في إفراز الدهون داخل الجلد.
وجدير بالذكر أن «فيتامين ج» جرت دراسته فقط على البالغين، ولا ينصح به للأطفال. ويجب دائمًا قراءة المكونات قبل شراء أي منتج يحتوي على «فيتامين ج»، وإذا كنت تعاني من حساسية تجاهه أو حساسية معروفة لأي من المكونات الأخرى للمنتج، استشر طبيبك قبل الاستخدام.