في تصعيد صادِم لقضيّة اختفاء الصحافي السعوديّ جمال خاشقجي المعارض منذ خمسة أيّام؛ أشارت مصادر لوكالة رويترز وجريدة واشنطن بوست بأنّ الشرطة التركيّة توصّلت إلى أن خاشقجي قُتل داخل القنصليّة السعوديّة في تركيا. مصدران من الشرطة التركيّة قالا بأنّ «الاستنتاج الأوليّ للشرطة التركيّة، أنّ السيد جمال خاشقجي قد قُتل داخل القنصليّة السعوديّة في إسطنبول؛ نعتقد أن جريمة القتل كانت عن سبق الإصرار والترصّد، وأنّ الجثّة جرى نقلها خارج القنصليّة».
بعدها بدقائق، أكّد مصدرٌ خاص لموقع «عربي بوست» أن خاشقجي حُقّق معه تحت التعذيب الذي صُوِّر بالفيديو، ثم قُتل.
وقد فتحَ الادّعاء التركي العام منذ يوم اختفائه تحقيقًا في حيثيات الحادثة، وأعلنت اليوم مصادر أمنيّة تركيّة أنه أثناء تواجد خاشقجي في القنصليّة، وفي نفس اليوم دخلَ تركيا 15 سعوديًا قدموا على متن طائرتين، وبعضهم مسؤولون رسميّون. جميعهم كانوا في القنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي فيها، ولاحقًا غادروا تركيا نحو البلدان التي أتوا منها.
جاءت هذه التصريحات والأخبار بعد أن قال عمر جليك، المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية التركيّ اليومَ من أنقرة أنّه «سيتم الكشف عن وضع ومصير الصحافي السعودي خاشقجي والجهة المسؤولة عن اختفائه»، وأنّ تركيا تولي اهتمامًا كبيرًا بشأنها الأمني وبقضية اختفاء خاشقجي.
وقد صرّح القنصل السعوديّ في تركيا بعد تصريحات السلطات التركيّة بأنّ: «المواطن جمال خاشقجي غير موجود في السفارة بإسطنبول ولا في السعوديّة»، ليضيف أنّ: «القنصليّة والسفارة تبذلان جهودًا للبحث عن خاشقجي».
ويُذكر أن جمال خاشقجي من بين الأصوات الإعلاميّة البارزة المعارضة للنظام السعودي؛ وقد أشار في تصريحات سابقة إلى أنّه غادر المملكة السعوديّة خوفًا من مصير الاعتقال الذي واجه الكثير من الأصوات السعودية المُعارضة في السنوات الأخيرة.
وقد شهد الأسبوع الماضي تضاربًا في التصريحات بين المسؤولين السعوديين والأتراك حول مكان تواجد خاشقجي، إذ صرّح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، منذ يوم الأربعاء، أن خاشقجي لا يزال داخل القنصليّة، في حين ردّت القنصلية أنه «غادرها» بعد إنهائه لمعاملاته، وهو ما أكّده ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان في حواره الأخير مع جريدة «بلومبرج» الأمريكيّة.