مر فريق مانشستر يونايتد بواحد من أسوأ مواسمه الكروية تحت قيادة المدير الفني السكتنلندي ديفيد مويس عندما احتل المركز السابع في ترتيب فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو مركز لا يؤهل الفريق العريق لأي من البطولات الأوروبية لأول مرة في الألفية الجديدة.

مانشستر يونايتد خرج خالي الوفاض من بطولتي كأس إنجلترا وكأس الاتحاد الإنجليزي بالإضافة للخروج من بطولة دوري أبطال أوروبا.

اضطرت إدارة الفريق على غير عادتها لإقالة مويس قبل نهاية الموسم وأعطت المهمة المؤقتة للاعب الكبير ريان جيجز، وبعد نهاية الموسم بدأ الشياطين الحمر ما يشبه الثورة من أجل إعادة الفريق لمنصات التتويج. وكان أبرز ما قامت به إدارة الفرق هو تعيين المدرب الهولندي الكبير لويس فان جال من أجل هذه المهمة.

 

 

مسيرته

أصبح فان جال مساعدًا للمدرب في فريق ألكمار الهولندي عام 1986، ثم مساعدًا للمدرب في فريق أياكس أمستردام. وفي عام 1991، تولى فان جال تدريب فريق أياكس كأول فريق يقوم بتدريبه في مسيرته التدريبية.

خاض تجربة ناجحة مع أياكس بين عامي 1991 – 1997م، ففاز بلقب الدوري 3 مرات وكأس هولندا مرة واحدة وكأس السوبر الهولندي 3 مرات وفاز بكأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا وكأس الإنتركونتيننتال. وقد أخرج فان جال من تحت يديه نجوماً أصبحوا النواة الساسية للمنتخب الهولندي في تلك الفترة مثل كلويفرت وأوفرمارس والأخوين دي بور وإدجار ديفيدز.

في عام 1997، انتقل فان جال لتدريب فريق برشلونة الإسباني لمدة 3 مواسم حصل خلالها على لقبين للدوري الإسباني.

ترك فان جال برشلونة من أجل تدريب المنتخب الهولندي بهدف التجهيز لتصفيات كأس العالم 2002، لكن فان جال فشل في التأهل ليعود لفترة قصيرة إلى برشلونة.

عام 2004 عاد فان جال إلى أياكس لموسم واحد ثم انتقل لتدريب فريق ألكمار ليحقق له اللقب الثاني في الدوري الهولندي.

عام 2009 انتقل فان جال لتدريب الفريق البافاري بايرن ميونيخ ليحصد معه لقبي الدوري والكأس ويصل به لنهائي دوري الأبطال.

عام 2012، تم تعيينه مديرًا فنيًا للمنتخب الهولندي بعد خروجه المذل من الدور الأول في بطولة الأمم الأوروبية.

 

 

جوائز

حصل فان جال على عدد من الجوائز الشخصية خلال مسيرته منها

1- أفضل مدرب كروي في العالم عام 1995م والتي تمنحها مجلة الرياضة العالمية الإنجليزية.

2- جائزة أونزي الذهبية كأفضل مدرب في العالم والتي تمنحها مجلة أونزي الفرنسية.

3- جائزة رينوس مايكل كأفضل مدرب في العالم عامي 2007م و2009م.

4- أفضل مدرب هولندي في العالم عام 2009م.

5- أفضل مدرب في ألمانيا عام 2010م.

 

 

فكر جديد

المدرب الهولندي يبدو أنه عازم على إحداث نقلة نوعية لفريق مانشستر يونايتد، فالحديث عن نوعية اللاعبين الذين يريد فان جال التعاقد معهم تدل على وجود فكر جديد يبدأ في الظهور في فريق الشياطين الحمر.

وجاء رحيل عدد من لاعبي الفريق أمثال ريان جيجز وريو فيرديناند وفيديتش بالإضافة لعدد آخر من اللاعبين الذين ينوي مانشستر الاستغناء عنهم ليترك الباب مفتوحًا بقوة لجلب لاعبين جدد بعدد ليس بالقليل طبقًا لفكر ورغبات المدرب الهولندي الجديد.

يملك فان جال قدرات كبيرة في تطوير اللاعبين الشباب وهو ما سيتم في مانشستر يونايتد بعد تصعيد عدد من لاعبي فريق الشباب أمثال توم لورنس وجيمس ويلسون. فمن ينسى فوز فان جال مع فريق أياكس الهولندي بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1995 بفريق لا يتجاوز معدل أعماره 23 عامًا، وكان حينها باتريك كلويفرت ذو 19 عام هو من أهدى اللقب لأياكس بإحرازه هدف الفوز على فريق ميلان في النهائي.

 

 

تحديات أمام فان جال

عدد من التحديات الهامة ستكون في انتظار المدرب الجديد بعد عودته من البرازيل في ختام مهمته مع المنتخب الهولندي.

1- سيكون عليه كسب ود اللاعبين الكبار في الفريق، ولعل مساعده جيجز يكون عاملًا مساعدًا في هذه المهمة، من أجل بناء روح الثقة بين الإدارة الفنية واللاعبين وهو ما كان يتميز به أليكس فيرغسون.

2- تتحدث الأنباء عن توفير إدارة النادي مبلغ 180 مليون يورو من أجل استقدام عدد من النجوم الكبار لتدعيم صفوف الفريق، ومع خسائر الفريق المحتملة بسبب عدم المشاركة في البطولات الأوروبية العام القادم فلا يوجد أمام الهولندي أي احتمال للخطأ في صفقات اللاعبين.

3- مع رحيل قلبي الدفاع فيديتش وفيرديناند فسيكون التحدي كبيرًا أمام فان جال من أجل حل المشاكل التي ظهرت بوضوح في فترة تدريب مويس.

4- نجم الفريق روني يملك القدرات للعب في مركزي قلب الهجوم أو على الأطراف، وسيكون فان جال مضطرًا للاختيار لما يراه المركز الأفضل للاعب الذي يمكنه أن يطور من لمسته الخيرة التي افتقدها اللاعب بوضوح في الفترة الماضية.

5- سيكون على فان جال أن يمنح الفريق أسلوبه الخاص في اللعب مع الابتعاد عن عباءة المدرب السبق أليكس فيرجسون، خصوصًا أننا شاهدنا مانشستر ممزقًا في عهد مويس بين التحفظ في اللعب الذي يميز مويس وبين الانطلاق للهجوم الذي كان يتميز به الفريق في عهد فيرجسون.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد