عندما تندمج حقبة زمنية من الماضي، مع قدرة التكنولوجيا الحديثة في ابتكار مشاهد ساحرة وخيالية؛ تكون المتعة مضاعفة، وهذا ما أثبته متابعو مسلسل صراع العروش حول العالم.
لكنّ البعض لا يكتفي بالمشاهدة فقط، بل يحتاج إلى التفاعل في صناعة الحدث، ولذلك قُدم إلى العالم لعبة فيديو بعنوان «صراع العروش»، حيث يمكنك المشاركة في هذا العالم التاريخي الممزوج بسحر تكنولوجيا الحاضر، وتلك التجربة ليست مبادرة حديثة، فمع خروج ألعاب الفيديو إلى العالم، صنع الكثير من المطورين والمبرمجين عوالم خيالية ومثيرة، داخل حقب تاريخية واقعية، معتمدين في معظم الألعاب على الاستراتيجيات الحربية والسياسية للحقبة التي صممت اللعبة فيها. إليكم بعض الألعاب التي امتزج فيها التاريخ، بسحر التكنولوجيا الحديثة.
Chivalry -1.. هل ترى نفسك فارسًا؟
حروب العصر الحديث قد لا تستهوي بعض الرجال، خاصة من يرى العراك بالأيدي وبقوة الجسد هي الطريقة المثلى لاستعراض القوة وهزيمة العدو، أما الحروب المعتمدة على التطور التكنولوجي؛ حين ترتبط قوة المحارب بتطور الأسلحة التي يحارب بها؛ فهي لا تعبر عن استعراض القوة البشرية.
إذا كنت ترى في نفسك فارس، وتريد أن تخوض المعركة بيدك، وتستخدم السيوف والدروع؛ لعبة Chivalry أو «للفروسية» قد صُنعت من أجلك. هذه اللعبة مستوحاة فكرتها من العصور الوسطى، حين كان المحارب يواجه خصمه وجهًا لوجه، قاتلًا أو مقتولًا، حيث القلاع التي تهدم باليد، والجنود الذين يموتون حرقًا بالزيت المغلي إذا حاولوا اختراق حصون العدو.
خلق صناع اللعبة حرب أهلية في مدينة خيالية اسمها «أجاثا»، واستوحى المصممون كل فنون الحرب والأسلحة والرتب العسكرية من حقبة العصور الوسطى. اللاعبون من أنحاء العالم قيموا اللعبة على موقع«gamespot»بست نقاط من عشرة، وجاءت الآراء توضح سبب التقييم المنخفض، بأن اللعبة مخصصة لمحبي المعارك التي يتواجه فيها المحاربين وجهًا لوجه، وهي طريقة وحشية ودموية في الحروب، بينما باقي التقييمات التي منحت صوتها للعبة، كان من محبي هذا النوع من الحروب، ولكنهم أشاروا لوجود بعض الأخطاء التقنية القليلة باللعبة.
في عام 2012 عند صدور اللعبة، استطاعت الوصول إلى ما يقرب من 25 ألف لاعب في العالم، وفي خلال تسعة أشهر باعت الشركة المنفذة للعبة تورن بانر مليون نسخة، واللعبة صالحة للاستخدام على بلاي ستيشن 3 و4، وأجهزة الـXbox ومايكروسف ويندوز وليونكس.
Heroes and Generals -2.. كافح من أجل النصر
صناع تلك اللعبة الحربية يطلقون عليها اسم لعبة المشاركة الجماعية ويدعون اللاعبين من محبي الحقبة الزمنية للحرب العالمية الثانية، أن ينضموا إلى «مجتمع» تلك اللعبة ليكافحوا من أجل النصر، خاصة، محبي الأسلحة في ذاك الوقت، لأن لعبة Heroes and Generals تتيح للاعب استخدام أسلحة ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، بنفس الشكل ونفس التقنيات.
فإذا كنت رأيت من قبل بندقية أو دبابة وأنت تشاهد أحد أفلام الحرب العالمية الثانية، فهذه اللعبة تتيح لك – عندما تتقدم في مراحلها بالحصول على أكبر كم من النقاط – اختيار السلاح الأقرب لقلبك، وتحارب به وكأنك على أرض المعركة، واجتهد صناع اللعبة في توفير أكبر كم من المصداقي،ة فيما يخص الأسلحة، حتى أن اللاعب يستطيع ملء ذخيرة السلاح بنفس الطريقة الواقعية.
منح لاعبين Heroes and Generals بموقع gamespot سبع نقاط ونصف من عشرة، وعلى الرغم من هذا التقييم، جاءت بعض الآراء غير مشجعة للعبة، مؤكدين أنها مجرد اقتباس غير موفق من لعبة Call of Duty.
لم يلجأ صناع تلك اللعبة إلى إضافة أي مقومات خيالية في الأحداث، وهي محاكاة متطابقة لأحداث الحرب العالمية الثانية، نُشر الإعلان الأول للعبة في عام 2011، ثم أصدرت الشركة المنتجة Reto-Moto نسخة تجريبية بنفس العام، وفي نهاية عام 2016، أُطلقت اللعبة بشكل رسمي، وهي مخصصة للعمل على مايكروسوفت ويندوز. إذا قررت إيحاء الحرب العالمية الثانية مرة أخرى على حاسبك الشخصي، عليك مشاهدة بعض النصائح هنا من صناع اللعبة.
The Guild 2 -3 … انضم للسلالة الحاكمة
استوحى مصممو هذه اللعبة قوانينها الاقتصادية والسياسة من عصر النهضة في أوروبا، وعلى اللاعب تكوين أسرة حاكمة، أو العمل في السياسة والتجارة، من خلال اختياره لأحد المهن المنتشرة في ذاك الوقت مثل الحرفيين والرعاة والباحثين.
استراتيجية لعبة The Guild 2 لا تعتمد على الحرب والصراعات الجسدية، ولكنها تعتمد على الذكاء الشخصي للوصول من طبقة عامة الشعب للأسرة الحاكمة، حتى وإن كان من خلال الزواج من أحد العائلات الملكية، كما يحدث على أرض الواقع، فتلك اللعبة تمنحك فرصة لمحاكاة المعيشة في تلك الحقبة الزمنية، بنفس القوانين والسياسات لتلك الفترة.
أصدرت شركة JoWooD اللعبة في عام 2006؛ للاستخدام على الحاسب الآلي الذي يعمل بميكروسوفت ويندوز، وقيمها اللاعبون على موقع gamespot بسبع درجات من عشر، وأكدت بعض التقييمات أن تلك اللعبة مصنوعة من أجل اللاعب الطموح ذو النفس الطويل، لأن الأمر يتطلب الكثير من الصبر للوصول إلى الأهداف التي تريد تحقيقها في اللعبة، بينما تعتبر لعبة رائعة لعشاق نمط الحياة الاجتماعي والسياسي في تلك الحقبة.
Mount & Blade -4.. الحرب الكلاسيكية
استوحى صناع تلك اللعبة الحربية فكرتها من حروب القرن السابع عشر، خاصة في بولندا، ولم يلجأ المبرمجون لأي إضافات خيالية على اللعبة، ولذلك تعتبر محاكاة واقعية للحروب في ذاك الوقت، من خلال أسلحته، مثل رمي السهام والسيوف والخناجر، حيث يمتطي الجنود خيولهم، ويركضون تجاه العدو، والرمح الكبير في أيديه منتظرًا أول فريسة تهوى على مقدمته، وتتيح لك اللعبة اختيار البلد التي تريد القتال في فرقتها.
الإصدار الأول من لعبة Mount & Blade كان في عام 2008، وأخذت تتطور في تقنياتها حتى وقتنا الحالي -2017- وقيمها اللاعبون على موقع gamespot بثماني درجات ونصف من عشرة، ووصفها أحد اللاعبين بكونها لعبة كلاسيكية تمنح نظرة ممتعة على الحروب في الماضي، كما أشار البعض أنها لعبة رائعة بإمكانات مالية محدودة.
Age of Empires -5.. ستشرق إمبراطوريات.. وتغرب ممالك أخرى
خلال الشهر الماضي، نُشر الإعلان الخاصة بالإصدار الحديث للعبة Age of Empires والذي حمل شعار «ستشرق امبراطوريات.. وتغرب ممالك أخرى»، وقد شاهد ما يزيد عن 6 مليون شخص هذا الإعلان في أقل من 30 يوم.
لعبة Age of Empires من أول الألعاب التي استخدمت الـReal-time strategy، والذي يمنح اللاعب القدرة على خوض التجربة الحربية بنفس السياسات والحقائق التاريخية دون تدخل المبرمجين فيها، لتكون اللعبة بمثابة الفيلم التاريخي الذي يمكن للمشاهدة المساهمة الفعالة به.
صدرت اللعبة للمرة الأولى في عام 1997، ومن حينها جذبت العديد من اللاعبين في العالم، وباعت ما يزيد عن 3 مليون نسخة في نفس العام، ومن حينها حرصت الشركة المطورة للعبة على مواكبة العصر الحديث من خلال تطوير رسوم وصور اللعبة، وتجسيد العديد من الحقب التاريخية الهامة، مثل العصر الحجري والعصور الوسطى في أوروبا وآسيا، و صعود الإمبراطورية الرومانية، وبعض الخطوط الدرامية الخاصة بغزو إسبانيا للمكسيك.
اللعبة طورها أكثر من شركة منتجة لألعاب الفيديو مثل Microsoft Studios وBig Huge Games وهي متاحة للاستخدام على الهواتف الذكية والحاسبات الآلية والبلاي ستيشن، وقيمها اللاعبين على موقع gamespot بثمان نقاط من عشرة، بينما تراوحت التقييمات الخاصة بكل إصدارات اللعبة ما بين ست وتسع نقاط من عشرة.
Total War- 6.. حارب بجوار نابليون أو ضده
لعبة Total War من الألعاب الحربية التي تستند قواعدها الاستراتيجية من الحقبة التاريخية التي تدور بها المعركة، وهو نوع من الألعاب يسمى Real-time tactics، فأنت لن تعيش حروب عصور مختلفة من خلال الصورة والموسيقى والملابس والأسلحة فقط، بل إن قواعد اللعبة ستأخذك إلى أرض المعركة بكل قوانينها.
الشركة المطورة للعبة Creative Assembly أصدرت ما يزيد عن 10 إصدارات متنوعة من اللعبة، كل إصدار يعود إلى حرب في حقبة زمنية مختلفة، منها الحروب في روما، والحملة الفرنسية التي شنها نابليون على مصر، وفي هذا الإصدار يمكنك أن تحارب بجوار أو ضد نابليون وسط صور متقنة الصنع من «الجرافيك» تحاكي منطقة الأهرامات بالجيزة، والعديد من المواقع المصرية الأخرى.
أخر إصدار من هذه اللعبة باع ما يزيد عن 20 مليون نسخة في أنحاء العالم، وكان يحمل اسمTotal War : Warhammer وهو من الإصدارات التي مزج فيها صناع اللعبة الحقائق التاريخية بالخيال.
تقييمات اللاعبين على جميع إصدارات اللعبة على موقع gamespot تأرجحت ما بين الثماني والتسع درجات من عشرة، بينما كان الإصدار الخاص بحرب العصور الوسطى هو الفائز في تلك التقييمات ووصل إلى تسع درجات ونصف من عشرة.
علامات
آسيا, ألعاب فيديو, أوروبا, التاريخ, الحرب العالمية الثانية, الحملة الفرنسية, الخيال, العصور الوسطى, حروب, روما, مصر, نابيلو