مملكة الحيوان عالم مثير، ومليء بالغرائب والأسرار، سواء في طرق التزاوج، أو عادات النوم، أو أنواع الطعام وطريقة تناولها؛ فهناك حيوانات مصاصة للدماء غير الخفافيش، وهناك حيوانات لا تتغذى إلا على حيوانات آخرى، وهناك حيونات بلسان يصل طوله لستة أمتار، وغيرها من الغرائب حول عادات الحيوانات في تناول الطعام، وطعامهم المفضل، وفي هذا التقرير نأخذك إلى رحلة مع أغرب العادات الغذائية في ممكلة الحيوان.
1- آكل النمل العملاق.. لسان طوله عدة أمتار
آكل النمل العملاق ليس من الحيوانات التي يمكن أن تراها في بيئة أفريقية؛ فهو يستوطن جنوب استراليا، وهو من الثدييات المشعرة، ويتغذى على الحشرات وخاصة النمل، وله فك كبير ممدود للأمام قد تظن في البداية أنه أنف كبير، وله ذيل كبير مُشعر.
شاهد كيف يأكل آكل النمل العملاق من هُنا.
لآكل النمل طريقة غريبة في تناول الطعام، ويستعين فيها بفكه الكبير، ولسانه الطويل والذي يصل طوله إلى ما يزيد عن ستة أمتار، هذا بالإضافة إلى لعابه الذي يحتوي على مادة لاصقة كالغراء تساعده على التقاط الحشرات من على الأرض، وبدلًا عن الأسنان؛ يحتوي فك آكل النمل العملاق على مواد كيميائية قوية تعمل على معالجة الغذاء وتفتيته ومن ثم إرساله إلى الأمعاء دون الحاجة للمضغ، ويمكن لتلك المادة أن تفتت أشياء صلبة مثل الحجارة وليس الحشرات فقط، ويستطيع آكل النمل العملاق أن يتناول آلاف الحشرات في غضون دقائق قليلة.
2- الفراشات شاربة دموع السلاحف
قد تكون رأيت في مرة الصورة الشهيرة للفراشات التي تقف على إحدى السلاحف وكأنها تحتفل بها، أو تحبها، ولكن في واقع الأمر له سبب مادي بحت وليست هناك أي عواطف تجمع بين الفراشات والسلاحف، فتلك الفراشات تتغذى على دموع تلك السلاحف كونها إحدى وجباتها الرئيسة.
شاهد كيف تتجمع الفراشات على السلاجف للتغذى على دموعها من هُنا.
تلك الوجبة ليست معتادة لدى الفراشات، ولكن في أنحاء أمريكا الجنوبية، تفتقر تلك الفراشات للصوديوم في وجباتها الأساسية؛ حتى يتوازن نظامها الغذائي، ولكنها لا تستطيع الحصول على تلك الكمية من الصوديوم في تلك المناطق نظرًا لتغيرات المناخية التي أثرت بدورها على كمية الصوديوم فيما تتناوله الفراشات من نباتات عشبية، ولذلك تلجأ إلى هذا التصرف الغريب؛ حتى يعوّض جسدها ما تفتقده من صوديوم؛ باحتساء دموع السلاحف.
3- طيور مصاصة للدماء.. وآكلين للطيور الصغار
مظهرها البريء الصغير الهاديء، لا يوحي بميولها الغريبة والشرسة في الطعام؛ فطيور البرقوق التي تعيش في جزر جالاباجوس بالمحيط الهاديء، تفضل الدماء وجبةً رئيسية لها، ولكنها لا تحصل عليه بطرق مسالمة مثل انتظار موت أحد الحيوانات والتطفل على جثته وامتصاص دمائه، بل إن لها طريقة قاسية في الحصول على وجبتها المفضلة.

يُطلق على تلك الطيور «مصاصة الدماء» أو «الطيور الشيطانية» وهذا لأنها تغرز منقارها الحاد الطويل في جسد الطيور الأخرى التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها وتمتص دمائهم، وليس هذا فقط؛ بل إن تلك الطيور تفضل نوعًا شرسًا آخر من الطعام للتحلية، وهو بيض الطيور الذين لم يفقس بعد؛ فتسرق طيور البرقوق البيض، أو تدفعه ليقع على الأرض؛ فتنكسر قشرته وتتغذى على ما بداخل البيضة.
4- طفيليات تتغذى على حدقة عين القروش
تسبح القروش في المحيطات، بفكها المخيف وأسنانها الحادة التي ترعب البشر في الأفلام؛ وهذا المشهد يجعلك تظن أنها الكائن الأكثر افتراسًا في المياه، ولكن إذا دققت النظر بعدسة مكبرة، ستجد مفترس آخر يتغذى على سمكة القرش ويهدد سلامتها، وهي طفيليات الـ«Ommatokoita».

تلك الطفيليات طولها بوصتين فقط، ولكن جسدها الصغير هذا هو ما يمنحها القدرة على مهاجمة القرش؛ حينما تلصق نفسها في حدقة عينه، ويلتهمون القرنية وجبةً رئيسية لهم، الأمر الذي يسبب العمى لسمكة القرش مع الوقت، خاصة وأن القرش لا يجد طريقة لحماية نفسه من تلك الطفيليات التي تتغذى على بصره، وبعد أن تفرغ من قرنية أحد الأسماك تتركها تسبح عمياء في المحيط وتبحث عن ضحية آخرى.
5- الطيور القراصنة.. لا يحلو لها إلا الطعام المسروق
طيور الـ« Skua» أو كما يُطلق عليها بالطيور القراصنة تعيش قرب البحر في القطب الشمالي، وتهاجر إلى نصف الكرة الجنوبي في فصل الشتاء، وقد تبدو طيور بريئة مثل باقي الطيور المسالمة، ولكنها من أشد الطيور عدوانية ولا يحلو لها الطعام إلا لو كان مسروقًا من الطيور الآخرى.
تتجمع تلك الفصيلة من الطيور في مجموعات مثل العصابات أو القراصنة ليستعدوا للسرقة بدلًا عن صيد طعامهم مثل بقية الطيور، وقد يصل الأمر إلى إيذاء الطائر الذي يملك الطعام ويرفض أن يسلمه لهم طواعية، وإذا أكل الطير طعامه سريعًا ليحميه من السرقة؛ تدفعه الطيور القراصنة على تقيئه ويسرقونه بعد أن يخرجوه من أمعائه.
6- نمل دراكيولا التي تأكل أبنائها
تلك الفصيلة من النمل لم تُكتشف سوى حديثًا في العام 1994، ووقتها لم تلفت نظر العلماء كثيرًا ظنًا أنها نوعًا من النمل لا يميزه صفه خاصة به حتى العام 2001؛ حينما عُثر على خلية كاملة من هذا النمل، واكتشف العلماء سلوكياته الغذائية الغريبة والدموية، وبدراسته اكتشفوا أن تلك السلاسة من النمل قد تمتد إلى ما يزيد عن 80 مليون سنة.
تحتوي مستعمرات هذا النمل على ما يزيد عن 10 آلاف نملة، وسُميت تلك النملة باسم دراكيولا لأنها تتغذى على دماء صغارها دون أن تقتلها، وهذا من خلال اختراق يرقاتها وسحب الدماء، بينما لا يزال الصغار غير قادرين على المقاومة أو مساعدة أنفسهم.