قد يكون هذا التقرير موجهًا بالأساس لرواد الأعمال الذين يضطرون بشكل يومي لاتخاذ العديد من القرارت المختلفة في عدة مجالات تؤثر بشكل رئيسي على شركاتهم والعاملين معهم، إلا أن القرارات الناجحة اختبار نواجهه يوميًّا في حياتنا الشخصية والعملية حتى وإن لم نكن رواد أعمال، ما هي مواصفات القرار الناجح الذي يؤثر بشكل إيجابي على متخذه وكذلك على المحيطين به؟ وكيف يمكن للإنسان أن يأخذ تلك المواصفات في اعتباره حين الإقدام على اتخاذ قرار هام؟

 

حرية الاختيار لازمة لاتخاذ قرار ناجح

 

قد يكون هذا الأمر بديهيًّا بالنسبة لك، بالطبع لا يستطيع إنسان اتخاذ قرار ما إلا إذا امتلك حرية الاختيار بين قرارات مختلفة وإلا لم يعد هذا الفعل يسمي اتخاذ قرار، هذا الأمر صحيح تمامًا ولكن في عالم الشركات وريادة الأعمال عندما تختلط المهام خاصة في الشركات الكبيرة نسبيًّا يصعب مع الوقت الفصل بين مهام كل شخص عامل في هذه الشركة ويصبح من المهم للغاية أن تحدد مجال صلاحياتك الذي يمكنك فيه اتخاذ قرارك بشكل مريح، إذا زادت نسبة تداخل الآخرين في مجال صلاحياتك قلت مع الوقت فعالية قراراتك، وبالتالي عليك العمل على ضمان أن قراراتك لن تتعرض لتدخل يفقدها مضمونها أو تأثيرها.

 

اتخاذ القرار عمل إنساني وعملية اجتماعية بالمقام الأول

 

مهما قرأت في فن اتخاذ القرارات وفي الخطوات التي يجب عليك اتباعها حين اتخاذ قرار حتى يكون قرارك صحيحًا وملائمًا للظروف، عليك أن تدرك أن اتخاذ القرار يظل عملًا إنسانيًّا وعملية اجتماعية، وهذا يعني أن رواد الأعمال الناجحين يدركون أن محيطهم الاجتماعي وكذلك شخصياتهم تؤثر بشكل ما في اتخاذ القرارات، وهذا لا يزعجهم كثيرًا، بل يحاولون استثماره بشكل جيد في معظم الأحيان، محاولة الفصل التام بين المحيط الاجتماعي والطباع الشخصية حال اتخاذ القرار لن تنفع، لذا عليك التصالح مع طباعك ومحيطك الاجتماعي واستثمار ذلك في صالح القرار الذي عليك اتخاذه.

 

القرارت الناجحة تؤثر بشكل إيجابي على الآخرين

 

حين تُقدم على اتخاذ قرار عليك بدراسة تأثير هذا القرار على الآخرين، قد يكون الآخرون في حالتك زملاءك في العمل أو أسرتك أو حتى العملاء التي تقوم شركتك بخدمتهم، قد يكون القرار مثاليًا بالنسبة إليك لكن حال تطبيقه سيؤثر بشكل سلبي على أشخاص آخرين، عليك الابتعاد عن هذا تمامًا إذ إنه في هذه الحالة لا يعد هذا القرار ناجحًا، ومع مرور الوقت سيظهر الأثر السلبي لهذا القرار على الآخرين؛ مما سيؤثر بالضرورة عليك بشكل شخصي.

 

القرار الناجح تتبعه مسؤوليات مهمة

 

إذا كان القرار الذي قمت باتخاذه لا يترتب عليه أي مسؤوليات شخصية وكل المسؤوليات تقع على عاتق أشخاص آخرين فعليك بمراجعة نفسك مرة أخرى، القرارات الناجحة عادة ما تتطلب عملًا ومجهودًا شاقًا لتطبيقها، وعليك بصفتك متخذ القرار أن تكون جزءًا من هذا المجهود إن لم تكن الجزء الأكبر منه، حين اتخاذ قرار عليك أن تساهم بشكل كبير مع الآخرين في تنفيذه وتحمل مسئولياته حتى تكون قدوة وحتى يكون القرار فاعلًا ومؤثرًا في محيط العمل.

 

القرارات الناجحة قابلة للتغير

 

أعرف أنك ربما لن تحب هذه النقطة كثيرًا، لكن عليك أن تدرك أن القرارت الناجحة مرنة مرونة كافية تجعلها قابلة للتغير كليًّا أو جزئيًّا، ليس هناك قرار نهائي أبدًا، مع تغير الظروف ستضطر مع الوقت لتغيير قراراتك وعليك أن تكون مرنًا كفاية لتقبل هذا الأمر، إذا كنت لا تستطيع تغيير قراراتك عندما تكتشف أن بها خطأ يحتاج إلى تصحيح؛ فعليك العمل على تنمية هذه المهارة بأن تطلب من الآخرين مساعدتك على تقييم القرارات بشكل دائم، وتذكر أن الناس يحترمون المديرالمرن في قراراته المستعد لتغيير قراره ليناسب الآخرين ويكون في مصلحة الجميع.

 

القرارات الناجحة تأتي بعد مشورة الآخرين

 

لا تتخذ قرارًا منفردًا أبدًا، هذا ينطبق على قرارات العمل وكذلك على القرارات الشخصية، استشر أكبر عدد من الناس مرتبطين بهذا القرار، لن يكون بمقدورك مهما كانت خبرتك الإلمام بكل جوانب وتفاصيل اتخاذ قرار معين، ستجد أن هناك دائمًا جوانب لن يكون بمقدورك ملاحظتها إلا من خلال استشارة الآخرين، لكن كن حريصًا في اختيار من تقوم باستشارتهم إذ لربما يكون للأمر تأثير سلبي حين استشارة الأشخاص غير المناسبين.

 

القرارات الناجحة يمكن تقيمها

 

عندما تقوم باتخاذ قرار قم فورًا بوضع الطريقة التي سيمكنك بها تقييم فعالية هذا القرار، اتخاذ القرار ليس الجانب الأهم، إذ إن القرارات التي لا يمكن قياس تأثيرها لا تكون مجدية في معظم الأحيان، عليك العمل على وجود مقياس لمعرفة مدى نجاح أو فشل القرار الذي قمت باتخاذه، الأمر يتطلب بعض الجهد وربما أخذ آراء الاخرين مع الوقت حول تأثير هذا القرار عليهم أو على مسار العمل يكون ذلك عامل مقياس جيد لمعرفة نتائج قراراتك.

المصادر

تحميل المزيد