الأمر نسبي للغاية، وهو بالتأكيد ليس وصفة/ روشتة/ مانفيستو سيمكن لأي شخص يمشي عليها أن يحقق “النجاح” لنفسه، إلا أن هؤلاء الذين جمعنا لهم محادثات رائعة شاهدها الملايين حول العالم في تيد TED (اختصارًا تكنولوجيا، تعليم، تصميم) لا يقدمون الأمر كوصفة مختصرة وسهلة بقدر ما يحكون عن تجاربهم الشخصية وصراعهم في سبيل الوصول لهذا “النجاح”.

1. إليزابيث جيلبرت: النجاح، فشل ومحاولات متكررة لاستمرار الإبداع

“كنت أعرف أنه يستحيل أن أنجح، ومعرفة أنه ليس لي أمل في النجاح جعلني أفكر جديا لمدة من الزمن في مغادرة اللعبة ثم الانتقال إلى القرية وتربية كلاب الكورجي. ولكن إن فعلت ذلك؛ إن تخليت عن الكتابة، كنت سوف أفقد مهنتي الحبيبة، لقد كنت على علم أنه كان يتوجب علي أن أجد أي طريقة لكي أبعث الإلهام لتأليف كتاب جديد بغض النظر عن نتائجه السلبية الحتمية. بعبارة أخرى، كان علي أن أجد طريقة ما أتأكد من خلالها أن إبداعي قد تجاوز نجاحه. في نهاية المطاف، وجدت ذلك الإلهام، لكنني وجدته في المكان الأكثر استبعادًا وتوقعا. وجدته في الدروس التي تلقيتها في بداية حياتي والتي علمتني كيف أن الإبداع يمكنه أن يتغلب على الفشل”.

تتحدث الكاتبة الأمريكية إليزابيث جيلبرت صاحبة كتاب “أكل، صلاة، حب” للجمهور عن إمكانية ولادة الإبداع من رحم الفشل، ودللت على ذلك من خلال تجربتها التي حاولت فيها تكرارًا إيجاد موضوع جديد لكتابها الثاني، ولكنها لم تكن تعرف أن الفكرة يمكن أن تأتي إلا بعد شعورها بالعودة إلى شخصيتها الأولى، حينما كانت نادلة في إحدى المطاعم وفاشلة تمامًا في الكتابة ولم تفلح محاولاتها للحصول على فرصة كتابة في أصغر المجلات في أمريكا. يذكر أن كتابها الأول “أكل، صلاة، حب” حقق نجاحًا ساحقًا لدى صدوره وتحول فيما بعد إلى فيلم سينمائي عام 2010 يحمل نفس الاسم من بطولة جوليا روبرتس.

2. تشيب كونلي: قدّر ما يجعل الحياة جديرة بالاهتمام

“خلال التراجع الاقتصادي الأخير في أعقاب أزمة الدوت كوم كانت فنادق منطقة خليج سان فرانسيسكو قد مرت بأعلى نسبة انخفاض في العائدات في تاريخ الفنادق الأمريكية، وكنا أكبر مشغلي الفنادق في منطقة الخليج، لذا كنا عرضة للضرر”.

يتحدث تشيب كونلي مؤسس فنادق “جويفل Joyful” عن تجربة اجتيازه لفترة الركود الاقتصادي التي عرفت بـ”فقاعة الإنترنت أو أزمة الدوت كوم”، وكيف حوّلها كونلي من خسارة فادحة إلى مكسب عظيم. كان كونلي قد افتتح أول فندق له عام 1987 عندما كان يبلغ 26 عامًا فقط، واعتمد في أسلوب إدارته على تحقيق السعادة والمتعة للزبائن.

3. أنجيلا لي داكورث: مفتاح النجاح؟ العزيمة

“بدأت الدراسة لأكون طبيبة نفسية، بدأت بدراسة الأطفال والكبار من خلال كل أنواع الوضعيات الصعبة وكان سؤالي في كل دراسة هو: من الأكثر كفاءة هنا ولماذا؟ وفي كل هذه الوضعيات المتباينة، برزت خاصية واحدة فقط كمؤشر يدل على النجاح؛ ولم يكن هو الذكاء الاجتماعي، ولم يكن المظهر الجيد، أو الصحة البدنية، أو نسبة الذكاء، بل العزيمة”.

كانت أنجيلا بالأساس تعمل في مجال الاستشارات الإدارية، ولكنها اتجهت لتدريس الفصول الابتدائية، ثم بعد ذلك تخصصت في علم النفس، وهنا تتحدث داكورث عن تجربتها في اكتشاف السبب الحقيقي للنجاح، ومن خلال عدة دراسات أجرتها في هذا المجال تبين أن ليس لمعدل الذكاء التأثير الأول لنجاح أي شخص، وإنما الإصرار والجَلَد.

4. ألان دي بوتون: فلسفة ألطف للنجاح

“الغطرسة ظاهرة عالمية والمتكبر هو الشخص الذي يأخذ جزئية صغيرة منك ويستخدمها لتكوين صورة كاملة عنك، هذه هي الغطرسة. النوع الأكثر شيوعًا من الغطرسة هذه الأيام هو غطرسة العمل، يمكنك ملامسة هذا النوع من الغطرسة خلال دقائق في إحدى الحفلات عندما يتم سؤالك السؤال الشهير، سؤال بدايات القرن الحادي والعشرين: ما هو عملك؟ وبناء على الطريقة التي تجيب بها عن هذا السؤال إما أن يسر الناس لرؤيتك بشكل لا يصدق أو ينظروا إلى ساعاتهم ويختلقوا أعذارهم”.

يجيب الفيلسوف آلان دي بوتون عن أسئلة لم تخل في بال الكثيرين عن النجاح والفشل، وهل هما دائمان، وذلك من خلال تفسيره لعلاقة الإنسان بعمله وافتخاره بما يقوم به. لبوتون عدد من الكتب يتحدث فيها عن الكمال في الحياة وكيف يمكن أن يصل الإنسان إلى مستويات متقدمة من الإحساس بالكمال في حياته.

5. سارة لويس: اغتنم النجاح الوشيك

“نظرتي للنجاح والابتكار تغيرت، أدركت أن النجاح هو لحظة، لكن ما نحتفل به دائمًا هو الابتكار والتفوق، لكن إليكم هذا الشيء: ما الذي يجعلنا نحول النجاح إلى تفوق؟ هذا سؤال سألته لنفسي منذ فترة طويلة، أعتقد أنه يظهر عندما نبدأ بتقدير نعمة النجاح الوشيك”.

توصي المؤرخة الفنية والكاتبة والناقدة سارة لويس؛ الحاضرين بالأخذ في الاعتبار كلًّا من الفشل الوشيك والنجاح الوشيك، متوقعة أن النجاحات البسيطة المتراكمة هي التي تدفع الناس للتقدم في أعمالهم.

6. جون وودين: الفرق بين الفوز

“قمت بصياغة تعريفي الخاص للنجاح، وهو أن راحة البال تتحقق فقط من خلال رضا الذات، بمعرفة أنك قمت بالجهد لفعل أفضل ما كان متاحًا لك. اعتقدت أن هذا حقيقي, إذا قمت بالجهد لفعل أفضل ما هو متاح لك, تحاول, وتطور الموقف الذي كان قائمًا بالنسبة لك.. أعتقد أن الشخصية أكثر أهمية من تصور الناس عنك. تأمل أن يكون كلاهما جيدًا. لكن ليس ضروريا أن يكونا نفس الشيء. حسنًا, لقد كانت هذه فكرتي التي أردت توصيلها للصغار”.

تحدث مدرب كرة السلة لفريق جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، عن إعادته الشخصية لتعريف النجاح، وقد شارك جون الجمهور بعض التكتيكات التي يستخدمها مع فريقه ليخرج منهم أفضل أداء رياضي، وعرض بعض تجاربه خلال رحلة عمله مدربًا لكرة السلة.

7. ريتشارد ست. جون: النجاح هو رحلة مستمرة

“إننا نبذل كل ما بوسعنا لنصل إلى النجاح، وعندما نصل نعتقد أننا قد حققنا النجاح فنجلس ساكنين ونتوقف عن عمل كل الأشياء التي أدت إلى نجاحنا، ولكن سرعان ما نسقط مرة أخرى. للوصول إلى النجاح، كنت دائما أركز على العملاء وعلى المشاريع ولم أكن أهتم بالمال كثيرًا، ثم بدأ المال بالزيادة فركزت على المال ونسيت الباقي. وفجأة وجدت نفسي أتحدث في الهاتف مع سمسار البورصة ووكيل العقارات عندما كان ينبغي أن أتحدث مع عملائي”.

يذكّر ريتشارد جون الجمهور بأن النجاح ليس طريقًا أحادي الاتجاه، وأنه رحلة مستمرة ومتحركة، ويشرح جون ذلك من خلال عمله في مجال التسويق الذي شهد سقطاته وإخفاقاته ولكن أيضًا نجاحاته، يذكر أن جون تفرغ لأكثر من عقد من الزمان ليدرس مفهوم النجاح، حتى خرج بكتاب يحوي كل مجهوداته في هذا الصدد.

عرض التعليقات
تحميل المزيد