غياب دام أكثر من شهر لزعيم كوريا الشمالية الشاب كيم كونغ-أون أتمه بعدم الحضور للاحتفال بالذكرى الـ 69 لتأسيس حزب العمال الكوري الحاكم وهو أهم مناسبة في كوريا الشمالية دون أية أخبار عن سبب اختفائه رغم حضور نائبه المنتخب أخيرًا هوانغ بيونغ-سو والمسؤول الثاني عن النظام، إلا من باقة زهور باسم حاكم كوريا وضعت قرب تمثالي والده وجده في ضريح قصر كومسوزان.
كيم كونغ-أون والمختفي من 3 سبتمبر الماضي لم يحضر حفل ذكرى انتخاب والده الراحل زعيمًا لحزب العمال، كما تغيب عن اجتماع برلمان الدولة الشيوعية الشهر الماضي والذي ينعقد مرتين فقط كل عام للموافقة على قرار الحزب الواحد، لكن في إجراء مخالف للعادة لم يتم إدراج اسم حاكم كوريا الشمالية في قائمة الحضور للاحتفال بالحزب في القصر الذي يحوي رفات والده وجده.
هل تقود أخته الصغرى ونائبه انقلابًا ضده
جاء الاستفهام الأكبر مع غياب كيم كونغ عن دور أخته الصغرى كيم يو كونغ التي ظهرت رسميًا للحياة العامة لأول مرة في مارس الماضي، لتتولى منصبًا بارزًا في الحزب الحاكم بعد اختفاء أخيها لتختفي هي الأخرى بعد ذلك، مما أثار شائعات حول دورها في القيام بمهام رئاسية نيابة عن أخيها بعد إشاعة نبأ مرضه في وسائل الإعلام.
في الوقت الذي دعم خيانة الأخت الصغرى تأكيد سفير بريطانيا لدى كوريا الشمالية أنه سواء كان كيم كونغ مريضًا أو تم التخلص منه وإزاحته عن الحكم فمن سيفعل ذلك بالتأكيد سيتوارى عن الأنظار في بداية الأمر، بالإضافة لضعف دور المرأة في كوريا الشمالية والذي دفعها للاختفاء عن الأضواء لصعوبة أن يقتنع الحزب الحاكم المحافظ بأن تترأس البلاد امرأة إذا تأكد غياب كيم كونغ أو ثبت مرضه.
وسائل الإعلام تشيع أنباءً عدة حول مرضه
في مايو الماضي كان كيم كونغ يعاني من إصابة في ساقه فظهر وهو يعرج أمام الحضور في الذكرى العشرين لوفاة جده كيم إيل-سونغ، وبعد شهر كامل من الاختفاء أعلن مصدر قريب من القيادة في كوريا الشمالية في 10 أكتوبر أن زعيم كوريا الشمالية يعاني من مضاعفات إصابة في الساق حدثت له أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر بسبب زيادة وزنه.
المصدر المرتبط بصلات وثيقة بحكومتي كوريا الشمالية والصين أكد أن كيم كونغ يسيطر على الحكم سيطرة كاملة ونفى وجود أية انقسامات في القيادة العليا، وأنه فقط مصاب في الكاحل والركبة وظل يعرج في بداية مرضه لكن الإصابة ساءت وهو الأمر الذي يحتاج حوالي 100 يوم كفترة نقاهة، في الوقت الذي نقلت فيه وكالة كوريا الجنوبية “يونهاب” أخبارًا عن صحة زعيم كوريا الشمالية بأنه قد يكون مصابًا بالنقرس والسكري والسمنة وارتفاع في ضغط الدم.
استدعاء الأمم المتحدة لزعيم كوريا الشمالية
ووسط مراقبة العالم للاحتفالات الوطنية للتعرف على من لا يحضرها حتى يثبت الطرف المتورط في اختفاء كيم كونغ، يأتي قرب موعد استدعاء الأمم المتحدة لكيم كونغ للمحكمة الدولية “لضلوعه في ممارسات منافية لحقوق الإنسان”، بعدما نقلت وكالات الأنباء خبر توزيع الأمم المتحدة مسودة القرار الخاص بحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، بصورة غير معلنة، والتي أعدها الاتحاد الأوروبي، وتتضمن استدعاء مسؤولين متورطين في أعمال ضد الإنسانية في كوريا الشمالية وعلى رأسهم الزعيم الحاكم المختفي.
مناوشات بين الكوريتين وصمت من الجانب الشمالي
“نشطاء من كوريا الشمالية يستعدون لإطلاق بالونات تحمل منشورات معادية لبيونغ يانغ على الحدود”.
رغم زيارة أخيرة قام بها هوانغ بيونغ سو نائب حاكم كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية أول أكتوبر مع 3 مسؤولين لحضور حفل ختام دورة الألعاب الآسيوية وإبلاغ رئيسة كوريا الجنوبية تحيات الزعيم كيم كونغ القلبية دون رسالة منه، إلا أن سفينة تابعة للبحرية الكورية الجنوبية أطلقت طلقات تحذيرية الأسبوع الماضي بعدما عبر زورق دورية كوري شمالي في الحدود البحرية المتنازع عليها قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة ورد الزورق بإطلاق النار قبل أن يتراجع، لتخرج التصريحات الجنوبية وسط صمت كوريا الشمالية.
لم ينته الأمر بعد حتى اندلع تبادل لإطلاق النار بين الكوريتين على حدودهما البرية الجمعة الماضية، بعدما ألقى جنود ونشطاء من كوريا الجنوبية 200 ألف منشورًا معاديًا لبيونغ يانغ فوق الحدود بواسطة بالونات في الذكرى الـ 69 لتأسيس حزب العمال الحاكم في كوريا الجنوبية مع إطلاق النيران من الجانب الجنوبي من المدافع الآلية على المنطقة الحدودية وقال الجيش الكوري الجنوبي أنه أطلق النيران ردًا على عنف الجانب الشمالي.