تشهد مصر انفجارًا غير مسبوق في معدلات العنف، وظهرت إلى الساحة المصرية في العامين الأخيرين جماعات عديدة تتبنى التغيير بالقوة في مواجهة الدولة، وبالأخص في شبه جزيرة سيناء، وقد تبنت هذه الجماعات عدة عمليات نوعية كانت آخرها وأكثرها خطورة ادعاء تنظيم ولاية سيناء مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية.

ارتبطت هذه الفترة بالعديد من الأسماء التي اتهمتها السلطات المصرية في عمليات استهداف قوات الجيش والشرطة وبعض مؤسسات الدولة وبالأخص في شبه جزيرة سيناء، نلقي في هذا التقرير الضوء على أبرز هذه الأسماء.

شادي المنيعي

شادي المنيعي


لم يبلغ بعد الثامنة والعشرين من العمر، ليصبح أبرز المطلوبين لقوات الأمن المصرية بسيناء، فهو كما يوصف أمنيًّا “الشخص الأكثر عنفًا في شبه جزيرة سيناء”، والذي يربط الجيش المصري اسمه بأحداث عنف عدة وقعت بين قرى جنوب رفح وجنوب الشيخ زويد.

إنه السيناوي “شادي المنيعي”، ولد المنيعي لأب سيناوي من قبيلة السواركة وأم فلسطينية من قطاع غزة، وتزوج في سيناء من فتاة بدوية، وهو أب لطفلين، وبما أن المنيعي رُبط نسبًا وجيرة بفلسطينيي قطاع غزة فقد عمل بعد تركه لدراسة الثانوية العامة في تهريب البضائع بين المنطقة الحدودية المصرية والفلسطينية، بل قيل أنه عاش في قطاع غزة عامين كاملين، ثم عاد لسيناء، وبعد عودته مباشرة حققت معه قوات الأمن المصرية لكنها أطلقت سراحه.

في عام 2005 عادت المخابرات المصرية لاعتقاله بتهمة المشاركة في هجمات لـ”حركة التوحيد والجهاد” استهدفت دولة الاحتلال الإسرائيلي من داخل سيناء، واعتقل المنيعي على هذه التهمة عامًا ونصف، فتعرف خلال فترة الاعتقال على مجموعة تنتمي إلى “جند الله” القريبة من فكر تنظيم القاعدة.

وبعد إطلاق سراحه، عمل المنيعي على تأسيس تنظيم “أنصار بيت المقدس”. وأخذ يقوم بعدة عمليات لصالح التنظيم، وفي عام 2012 احتجز نحو عشرين فنيًّا صينيًّا يعملون في مصنع إسمنت تابع للقوات المسلحة المصرية، وطالب مقابل الإفراج عنهم إطلاق سراح معتقلين للتنظيم، وإسقاط الأحكام الغيابية بالإعدام على بعض أصدقائه وأقاربه، وأجبر المنيعي حينها الجيش المصري على إسقاط الأحكام والإفراج عن بعض المعتقلين مقابل إطلاق سراح الصينيين.

ويشتهر المنيعي بتكرار إعلان الجيش المصري عن مقتله، كان أبرز ذلك في مايو 2014، فبعدما خرج وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يعلن خبر مقتل المنيعي، رد تنظيم “أنصار بيت المقدس”، الذي تحول إلى ولاية سيناء فيما بعد، بنشر فيديو للمنيعي يقرأ خبر مقتله من حاسوبه المحمول، ويأتي الإعلان المتكرر عن مقتل المنيعي بهدف التأثير معنويًّا على التتنظيم.

أبو أسامة المصري

 

واحد من أبرز قيادات تنظيم “ولاية سيناء” المبايع لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، تقول المصادر المصرية أن اسمه الحقيقي “محمد أحمد علي”، ويعود نسبه إلى إحدى العائلات الكبرى في مدينة العريش، وكما اعتيد ترجع الأجهزة الأمن المصرية الخلفية القتالية للمصري لتلقيه تدريبات عسكرية في كل من قطاع غزة وسوريا.

تُحمل السلطات المصرية، المصري، مسؤولية التفجير الذي استهدف نقطة تفتيش للجيش المصري العام الماضي وعُرفت بحادث “كرم القواديس” بالإضافة إلى آخرين، ولعل أخطر ما ارتبط باسم أبو أسامة المصري مؤخرًا، هو مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية بسيناء في 31 أكتوبر الماضي، والتي قتل فيها 224 شخصًا، إذ ذكرت مصادر أن المصري هو من تبنى إسقاط الطائرة حين قال في الفيديو الذي نشره تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، “نحن من أسقطناها.. موتوا بغيظكم”.

واستشهد للتأكيد على ذلك ما ذكرته الاستخبارات البريطانية بأن المصري هو “العقل المدبر” لهذا الحادث تبعًا للبصمة الصوتية للمصري التي سبق أن سجلت له عندما أعلن البيعة لتنظيم الدولة الإسلامية في مايو 2015.

هشام عشماوي


تحول المصري هشام عشماوي ذو الخامسة والثلاثين من العمر، من ضابط في القوات المسلحة المصرية إلى قيادي ميداني في تنظيم “ولاية سيناء” الذي بايع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش، فقد عمل عشماوي النابغة بالصاعقة المصرية في الخدمة العسكرية المصرية حتى عام 2012، ثم فصل منها لتوجهاته ومخالفاته للنظام العسكري المصري، حيث تقول المصادر المصرية أنه: “روج بين الجنود والضباط أفكارًا تدور حول عدم إطاعة أوامر القادة بها”.

مكنته فترة عمله العسكرية بسيناء (عشر سنوات) من معرفة دقيقة بالطبيعة الجغرافية لشبه الجزيرة، وهذا ما ساعده في معاركه ضد الجيش المصري هناك، فقد شكل عشماوي مجموعة من المقاتلين بينهم أربعة ضباط مفصولين، حتى أصبح يعتبر المدرب الرئيسي في “ولاية سيناء”.

ويتهم الجيش المصري عشماوي بأنه: المخطط الأول والمشارك في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة، في شهر يوليو 2014، كما يتهم بأنه شارك في استهداف الكتيبة 101 في شهر فبراير الماضي.

في يوليو/ تموز الماضي، أطلق عشماوي تسجيلًا صوتيًّا أعلن خلاله تشكيل تنظيم المرابطين تحت راية تنظيم القاعدة، ليؤكد بذلك انشقاقه عن تنظيم “ولاية سيناء” التابع لتنظيم الدولة. ويرجح أن نشاط تنظيم المرابطين قد انتقل إلى الضفة الحدودية الغربية على حدود مصر مع ليبيا حيث يعتقد أن عشماوي يتمتع بعلاقات جيدة مع الجماعات المسلحة في ليبيا.

كمال علام

كمال علام


أمير “تنظيم التوحيد والجهاد” المحكوم بالإعدام غيابيًا، ومن الشخصيات التي تمثل خطرًا على الأمن القومي حسب المصادر المصرية، وصفه ذات مرة المتحدث العسكري المصري مع شادي المنيعي بأنهما من “القيادات التكفيرية الشديدة الخطورة”.

إنه “كمال علام” ابن مدينة العريش الذي نشأ فيها، ثم اعتقل وعذب عدة مرات على أيدي عناصر أمن الدولة المصرية لنشاطه المسلح على الأراضي المصرية، و أطلق سراحه آخر مرة خلال ثورة يناير 2011.

وقد نال علام ما ناله المنيعي من إعلان عن مقتله أكثر من مرة على لسان مسؤولي أمن مصريين، من أبرزها ما جاء على لسان وزير الداخلية (يناير 2014) بأن علام قُتل مع ستة من مساعديه بمنطقة العجرة جنوب رفح، لكن علام ظهر مع “ولاية سيناء” بعد غياب أعقب الإعلان عن مقتله، فصدمت أجهزة الأمن المصرية التي تساءلت عن مكان وجوده طوال هذه المدة.

ووجهت الحكومة المصرية اتهامات عدة لعلام، منها حرق “قسم ثاني العريش” خلال ثورة يناير، واستهداف البنك المركزي بالعريش، والمشاركة في مقتل ضباط للشرطة.

سلمي سلامة سليم سليمان

تولي سلمي سلامة سليم سليمان الشهير بـ”سلمي المحسانة” قيادة تنظيم “أنصار بيت المقدس” وذلك بعد مقتل مؤسس التنظيم “توفيق فريج زيادة”، إذ تؤكد تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بمصر أن زيادة بعد أن أسس التنظيم تواصل مع تنظيم القاعدة لمبايعة زعيمه أيمن الظواهري. ولا يعرف بالتحديد موقف المحاسبة بعد مبايعة أنصار بيت المقدس لتنظيم “ولاية سيناء”.

وتعتبر قوات الأمن المصرية أن المحسانة، الحاصل على دبلوم تجارة من الإسماعيلية، هو من يتولى الآن قيادة “ولاية سيناء”، وهو مسؤول التسليح والدعم اللوجيستي للتنظيم، وتتهمه بعدة عمليات إرهابية منها تفجير مديرية أمن القاهرة ونسف مدرعات الشرطة في سيناء.

 عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد

 

أحد الضباط المصريين الذين انشقوا عن الجيش المصري، يبلغ السادسة والثلاثين عامًا، توكل له المصادر الأمنية المصرية مسؤولية لجنة التدريب العسكري في تنظيم أنصار بيت المقدس (قبل تحوله لولاية سيناء) تلك اللجنة التي تشرف على التدريب العسكري لمقاتلي التنظيم.

وتعد أخطر ما وجهته قوات الأمن المصرية إلى عبد الحميد من تهم هي اشتراكه مع القيادي في تنظيم أنصار بيت المقدس “وليد بدر” في محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اشتراكه في تنفيذ عملية “كرم القودايس” بسيناء.

المصادر

تحميل المزيد