الحلقة الثالثة من برنامج «Who is America»، أظهرت للعالم جانبًا آخر من الجوانب السيئة للمجتمع الأمريكي؛ إذ خصصت هذه الحلقة مجموعةً من المقالب التي تُظهر العنصرية التي تمارس ضد بعض الطبقات التي تؤلف المجتمع الأمريكي، بالإضافة إلى جرائم التحرش وسوء السلوك الجنسي الذي اتُهم به الكثير من المشاهير ونجوم المجتمع الأمريكي مؤخرًا.

في هذا التقرير سوف نستكمل سلسلة «Who is America» ونتعرف على المقالب التي قُدمت في الحلقة، بالإضافة إلى معلومات عن الجوانب التي أبرزتها تلك المقالب الكوميدية التي ينفذها ساشا كوهين كل حلقة.

للمزيد من الاطلاع اقرأ الحلقة الأولى والحلقة الثانية.

«التحرش بالأطفال».. الفخ الذي أسقط روي موور مرتين

بعد سيطرته على الانتخابات في الولاية منذ 25 عامًا تلقى الحزب الجمهوري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ضربة قوية في انتخابات مجلس الشيوخ بولاية ألاباما الأمريكية؛ وذلك عندما خسر المرشح الجمهوري روي موور الانتخابات لصالح المرشح الديمقراطي دوج جونز. وتعود الواقعة إلى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي قبل الانتخابات بشهر واحد، عندما اتهمته سيدة بالتحرش الجنسي وهي في عمر 14 عامًا، وكان يبلغ هو وقتئذ 32 عامًا. وبعد أن أثيرت الحادثة في الإعلام، انضم إليها في اتهام موور ثماني سيدات، متهمينه بالتحرش وسوء السلوك الجنسي؛ ما جعل تلك الادعاءات تساهم في خفض عدد الأصوات التي حصل عليها روي موور في الانتخابات؛ حتى أن اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري انسحبت من تمويل حملته الانتخابية، لكنها عادت لتمويله قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده لموور، لكن هذا لم يفلح؛ وخسر روي موور الانتخابات.

Embed from Getty Images

روي موور

ولم تغب ألاعيب ومقالب ساشا كوهين عن المشهد أثناء انتخابات مجلس الشيوخ في ألاباما؛ فقبل الانتخابات بشهر واحد ارتدى كوهين رداء شخصية ضابط الموساد الإسرائيلي الوهمية، إيران مراد، وذهب لمحاورة روي موور، وفي أثناء الحوار أخبر كوهين موور، بأن الجيش الإسرائيلي تمكن من اختراع عصا إلكترونية يمكنها الكشف عن هوية الشخص «البيدوفيل» (الشخص الذي يحب ممارسة الجنس مع الأطفال)،  وأمسك كوهين العصا ومررها على نفسه فلم تحدث صفيرًا، ولكن عندما مررها كوهين على معطف روي موور أحدثت العصا صفيرًا، وهنا بدأ الارتباك.

فصفير العصا بعد اقترابها ناحية موور تعني أنه شخص بيدوفيل، وهنا حاول كوهين أن يضيف بعض السخرية إلى المشهد؛ كي يؤكد أن العصا تعمل بشكل صحيح؛ فطلب من أحد مساعديه خلف الكاميرا أن يأتي ليمرر عليه العصا؛ عندما لم تحدث صفيرًا، حاول تمريرها على نفسه مرة أخرى، لكنها لم تحدث صفيرًا، إلا عندما مررها على معطف روي موور مرة أخرى، وعندئذ سأله كوهين: «هل أعرت هذا المعطف لأحد من قبل؟»، أجاب روي مور وهو مرتبك: «لا لم أعره، وأنا متزوج منذ 33 عامًا، ولم يحدث من قبل أن اتهمني أحدهم بأني بيدوفيل»، وبعدها اعتذر موور عن إكمال اللقاء، بعدما أخبر كوهين أنه يؤيد ويؤمن بإسرائيل، لكنه لا يؤمن بهذه التكنولوجيا.

وبعد أن أُذيع هذا المقلب في الحلقة الثالثة من «Who is America»، أعلن روي الأسبوع الماضي أنه سوف يقاضي ساشا كوهين.

مقلب كوهين في روي موور

وتجدر الإشارة أن موور لم يكن السياسي الوحيد الذي طالته اتهامات بالتحرش الجنسي مؤخرًا؛ ففي الفترة بين أبريل (نيسان) وحتى مايو ( أيار) 2017، شهدت ساحة الإعلام الأمريكي اتهام 219 شخصية عامة بالتحرش والاعتداء وسوء السلوك الجنسي. وتضم هذه القائمة شخصيات من عالم السياسة والفن والأعمال والتكنولوجيا، وأهم تلك الشخصيات: الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، وجورج بوش الأب، الرئيس الثاني والأربعين للولايات المتحدة، وطالت الاتهامات من عالم الفن أيضًا الممثل كيفين سبيسي المشهور بدور فرانك أندروود في المسلسل السياسي الشهير «House of Cards»، والذي تم استبعاده منه على أثر هذه الاتهامات، ولم يحقق فيلمه الأخير في أسبوع عرضه الأول سوى 126 دولار أمريكي.

مخدرات مجانية وفتيات قاصرات.. فخ مؤيدي ترامب للإيقاع بالمكسيكيين

في الرابع من يوليو (تموز) الماضي كان مندوزا العجوز المكسيكي الذي يبلغ من العمر 91 عامًا يتمشى في إحدى الحدائق في ولاية كاليفورنيا، عندما قامت سيدة بيضاء تبلغ من العمر 30 عامًا بالاعتداء عليه وضربه بقالب طوب على رأسه حتى فقد الوعي.

تقول إحدى شهود العيان إنها رأت امرأة بيضاء تعتدي على العجوز المكسيكي وتقول له: «إذهب إلى بلدك، عد إلى المكسيك». وقبل أيام قليلة من هذه الحادثة – وفي الولاية نفسها – هاجمت إحدى السيدات المؤيدة لدونالد ترامب شابًا مكسيكيًا وطالبته بالعودة إلى المكسيك، وعندما سألها «لماذا تكرهيننا؟ هل لأننا من المكسيك؟ نحن أناس طيبون، فلماذا تفعلين ذلك؟» سخرت السيدة منه وقالت له: «لأنكم مغتصبون وحيوانات وتجار مخدرات».

الشاهد في هذا الأمر أن تلك الحوادث العنصرية التي ذكرناها ارتكبها مؤيدون لترامب في ولاية كاليفورنيا المعروفة بانتمائها للتيار الديمقراطي المتسامح مع المهاجرين، فماذا عن وضع المهاجرين في الولايات الأخرى التي صوتت لترامب بكثافة، مثل ولاية تكساس؟!

السيدة تهاجم الشاب المكسيكي

وفي الحلقة الثالثة من برنامجه حاول ساشا كوهين أن يبرز حالة العنصرية ضد المهاجرين المكسكيين بالولايات المتحدة في عهد ترامب، وذلك من خلال مقلب جديد قد يصيب المُشاهد بمشاعر مختلطة بين الضحك والإشفاق على حالة المهاجرين ومن يمارسون العنصرية ضدهم أيضا. اجتمع كوهين بثلاثة من الأمريكيين المؤيدين لسياسة ترامب ضد المهاجرين مُتخفيًا في شخصية ضابط الموساد الإسرائيلي إيران مُراد، وفي بداية الاجتماع أخبرهم أنه خلال ساعة واحدة سوف يمنحهم تدريبًا يجعلهم أقوياء بما يكفي لضبط المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك وتسليمهم للشرطة كي تقوم بترحيلهم.

صورة من التدريب الوهمي

وبعد انتهاء التدريب الكوميدي أخبرهم كوهين أنهم جاهزون الآن لاصطياد المهاجرين بعدما خطط لحفلة «Quinceañera» وهمية؛ لأنه يتنبأ بحضور الكثير من المهاجرين غير الشرعيين لهذه الحفلة؛ ما يجعلها فرصة لضبطهم. والـ«Quinceañera» تقليد مكسيكي تقيمه العائلة عندما تبلغ ابنتهم من العمر 15 عامًا احتفالًا بوصولها لسن البلوغ. وترتدي الفتاة في هذا الحفل فستانًا ورديًا يشبه فساتين الزفاف.

لذلك تعين على أحد الذين دربهم كوهين ارتداء الفستان الوردي كي يلعب دور الفتاة في الحفل الوهمي، وفي لفتة كوميدية، لكنها مقززة في نفس الوقت؛ أعطى كوهين هذا الرجل قطعة من الملابس الداخلية في مقدمتها «مهبل صناعي» ليكون مصيدة المهاجر المكسيكي الثمل الذي سوف يتحرش بالفتاة – على حد قوله – وبالفعل أقيمت الحفلة في ميدان بإحدى ولايات جورجيا، ووضع إعلانًا خارج قاعة الاحتفال، يذكر أن هناك حفلًا اليوم، يوجد بها: «مخدرات، وفتيات قاصرات مجانية!» ولكن الشرطة داهمت المكان وأوقفت تلك المهزلة وانتهى المقلب.

المتطوع الوطني يرتدي الفستان الوردي

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد