تكبدت أغلب الشركات التجارية وقطاعات متباينة من المصريين خسائر مالية جراء القرارات الحكومية بتحرير سعر الصرف «تعويم الجنيه»، إذ أفقد أغلب مدخراتهم قيمتها المالية، وارتفعت مديونيات بعض الشركات التجارية للبنوك.

القرارات الحكومية التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حملت فرصًا استثنائية لقطاعاتٍ ماليةٍ للنخبة الرأسمالية الكبيرة، استطاعت النجاة بنفسها من مستنقع الخسائر، وتعظيم أرباحهم المالية، التي تجاوزت ملايين الجنيهات.

شركات وبنوك.. التعويم ضاعف أرباحهم

ارتفعت حجم أرباح مجموعات من الشركات التجارية،  التي تجاوزت أزمة القرارات الحكومية التي تتعلق بتعويم العملة، دون آثار سلبية علي توسعة استثماراتها التجارية، أو حتَّى علي نسب الأرباح مقارنة بالأعوام السابقة.

شركة «بلتون» المالية القابضة، هي واحدة من هذه الشركات التجارية التي كانت هذه القرارات الحكومية عاملاً مُساعدًا في رفع نسبة أرباحها، حسبما أظهر البيان الذي أرسلته للبورصة المصرية، الأسبوع الماضي، وأوضحت فيه أن قوائمها المالية المجمَّعة تُظهر تحقيق 74.9 مليون جنيه أرباحًا من فروق تقييم العملة خلال العام 2016.

بلتون المالية القابضة هي إحدى كبرى المؤسسات المالية في مصر، وتتبعها نحو 18 شركة متخصصة في نشاط الاستثمار وإدارة الأصول والأوراق المالية وتغطية الاكتتابات. وهي إحدى الشركات التابعة لرجل الأعمال «نجيب ساويرس».

اقرأ أيضًا: بعد عزله من «المصريين الأحرار».. نجيب ساويرس يجرب حظه وينشئ بنكًا في أوروبا

وذكرت «الشركة المالية الرائدة» بلتون، في تقرير مجلس إدارتها الذي أرسلته للبورصة، أنها حققت إيرادات بقيمة 231 مليون جنيه في العام الماضي مقابل 84 مليون جنيه في 2015، وزاد صافي ربح الشركة بعد الضرائب إلى نحو 44.3 مليون جنيه من 5.3 مليون جنيه في 2015.

كذلك مسألة تعظيم الأرباح سرت علي مجموعة «طلعت مصطفى القابضة»، كُبرى شركات الاستثمار العقاري في مصر، إذ نجحت في تحقيق  صافي أرباح فروق عملة بلغت 39 مليون جنيه، بينما بلغت  صافي الأرباح مجمعة قرابة 826.5 مليون جنيه خلال عام 2016، مقابل نحو 762.3 مليون جنيه خلال عام 2015 المنقضي بنسبة ارتفاع 8.4%.

المسألة لم تكن قاصرة علي الشركتين السابقتين، إذ حققت كذلك شركة «الدولية للتأجير التمويلي – إنكوليس» صافي أرباح مجمعة 86.8 مليون جنيه خلال عام 2016، مقارنة بصافي أرباح 66.8 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من العام الأسبق 2015، بنسبة ارتفاع في الأرباح بلغت 30%. وكشفت الشركة عن تحقيقها أرباح فروق عملة بقيمة 37.3 مليون جنيه خلال عام 2016، خاصة بعد تحرير سعر الصرف.

القائمة التي حققت أرباحًا كُبرى من وراء فروق العملة، لم تكن قاصرة على الشركات والنخبة الرأسمالية، لكنها امتدت كذلك لأغلب البنوك التجارية التي تنفذ تعاملاتها التجارية في السوق المصرية.

بنك فيصل الإسلامي، هو واحد من هذه البنوك، الذي كانت سلسلة القرارات الحكومية بخفض قيمة الجنيه أمام الدولار، عاملًا مساعدًا في مضاعفة أرباحه المالية، إذ  أظهرت القوائم المالية المجمعة لبنك فيصل الإسلامي المصري خلال الربع الأخير من 2016، ارتفاع أرباحه بنسبة 1233% على أساس سنوي، نتيجة تحقيق أرباح فروق عملة بقيمة 1.5 مليار جنيه.

وأوضح البنك في بيان صادر عنه أنه حقق أرباح بقيمة 1.8 مليار جنيه خلال الثلاثة الشهور المنتهية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مقابل أرباح بلغت 135.3 مليون جنيه في الفترة المماثلة من 2015.

 

نجيب ساويرس في سنته «المهببة»: الرابح الأكبر بـ 700 مليون دولار

بينما كان رجل الأعمال نجيب ساويرس،  يدون تدوينته علي «تويتر»، ليلة رأس السنة، العام الماضي، يقول فيها: «معرفش بالنسبة لكم سنة ٢٠١٦ ديه كانت إيه؟ بالنسبة لي سنة مهببة من كل ناحية، لما نشوف ٢٠١٧ دى شكلها إيه، أرجو متكونش أكثر هبابًا»، كانت أرباح إمبراطوريته المالية تتضاعف بواقع 28.5 دولار كل ثانية.

 

نجيب، ذائع الصيت في الأوساط السياسية والاقتصادية، الذي وصف 2016 بأنها «سنة مهببة»، وصلت أرباحه خلال هذا العام إلى 700 مليون دولار، بينما  زادت ثروته بقيمة 200 مليون دولار خلال الشهرين الماضيين فقط، إذ كانت في يناير (كانون الثاني) الماضي 3.7 مليار جنيه، قبل أن ترتفع في مارس (آذار) الجاري إلى 3.9 مليار جنيه.

وحققت شركة «أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة»،  التي يديرها نجيب ساويرس، صافي أرباح مُجمعة 373.8 مليون جنيه، مقابل صافي أرباح 324.3 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة نمو في الأرباح بلغت 15.4%.

لم يكن نجيب، هو الرابح الأوحد، خلال العام المالي، من بين النخبة المالية في مصر، إذ شكلت تعاظم الأرباح مسألة مشتركة بين عائلته التي تتنوع استثماراتها في مجالات متنوعة . فوالده «أنسي ساويرس»، مؤسس شركة «أوراسكوم» للإنشاء والصناعة، صاحب الـ 87 عامًا، زادت ثروته خلال عام 2016 بواقع 23 مليون دولار فقط، بينما زادت ثروة «ناصيف» الابن الأصغر في عائلة «ساويرس»، بقيمة 400 مليون دولار.

وتضاعفت  حجم أرباح شركة أوراسكوم للإنشاءات، التي يديرها ناصيف ساويرس، خلال الربع الأول من العام المالي الماضي أربع مرات، مقارنةً مع الربع المقابل من العام الماضي، لتسجل 23 مليون دولار.

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن التعويم الكلي للجنيه المصري

 

ثلاثي عائلة «منصور».. الأرباح تصعد بهم علي قائمة الأكثر ثراءاً

«ياسين منصور»، هو الأخ الأصغر للعائلة، الذي يدير نشاط العقارات من خلال شركة «بالم هيلز للتطوير العقاري»، ارتفعت ثروته العام الماضي بمقدار 400 مليون دولار، لتصل لـ 1.8 مليار دولار .

توضح حجم الأرباح المالية التي تحققت  لشركة «بالم هيلز للتعمير»، وهي إحدى كُبرى شركات التطوير العمراني، التي يديرها «ياسين» كيف ارتفعت ثروته، إذ بلغ صافى أرباح الشركة 639.7 مليون جنيه خلال 2016 بعد خصم الضرائب والحقوق غير المسيطرة. وتحقق هذا النمو اللافت لأرباح الشركة، بعد بلوغ قيمة مبيعات 8.2 مليار جنيه خلال 2016 وهي أعلى مبيعات سنوية في تاريخ الشركة، مقابل 6.3 مليار جنيه في 2015 بنسبة نمو 30%.

«يوسف منصور»، الأخ الأكبر للعائلة، الذي يدير سلسلة «مترو ماركت»، أحد أبرز المجموعات الاستثمارية في قطاع السلع الاستهلاكية بمصر، وهي تستهدف الشرائح الأعلى دخلًا،  ثبت حجم ثروته عند 1.1 مليار دولار أمريكي، مستقرًا في المركز السادس في قائمة أثرياء مصر. وعمل الأخ الأكبر علي ضخ 500 مليون جنيه للاستثمار في السلسلة التجارية.

«محمد منصور»، الأخ الأوسط، الذي يرأس مجلس إدارة مجموعة منصور، المجموعة التي تعدُّ ثاني أكبر شركة في مصر من ناحية الإيرادات، لم يكن أقل حظًا من إخوته خلال هذا العام، إذ زادت ثروته بقيمة 200 مليون دولار، لتصل لـ 7.2 مليار دولار، لتضعه  في المرتبة الثالثة في قائمة أغنياء مصر، والعاشرة على مستوى إفريقيا.

المصادر

تحميل المزيد