لا يمكن القول أن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – المعروف بداعش – والمثير للجدل حكر على الرجال فحسب، فقد ضمّت النساء أيضًا.
في الوقت الذي تتشكل التحالفات الإقليمية والدولية لمواجهة التنظيم لما يوصف بالتطرف والوحشية، يتساءل كثيرون في استنكار وتعجّب عن الدور الذي من الممكن أن تقوم به النساء في تنظيم كتنظيم الدولة، ولماذا قد ترغب النساء في الانضمام للتنظيم ؟
أسباب انضمام النساء للتنظيم
في تقرير للباحثة نيمي غوريناثان على صفحة مجلة فورين أفيرس تتساءل عن الأسباب التي قد تدفع النساء للانضمام إلى تنظيم يضطهدهن بشكل واضح وصريح، فالتقارير التي أثبتت وجود كتائب خاصة بالنساء في التنظيم أثارت استنكار كثيرين لما يرونه من تعارض التطرف والعنف مع طبيعة المرأة، وتجيب عليهم بأن هذا التعجب والاستنكار نابع من فرضيتين أولهما أن طبيعة المرأة أنها أكثر سلمية من الرجال، وثانيهما أنهن لسن إلا داعمات للرجال في المعارك، وإن شاركن فيشاركن بحماقة لن تعود عليهن بأي فائدة، وترى الكاتبة أن كليهما خطأ.
قارنت غوريناثان بين نساء داعش، والنساء اللائي انضممن إلى حركات أخرى وصفت بالمتطرفة والعنيفة في السلفادور، إريتريا، نيبال، البيرو، سري لانكا، وقد انضممن لنفس الأسباب التي تدفع الرجال للانضمام، ففي الوقت الذي يتعرضن فيه للتهديدات المستمرة، وتعرض حياتهن للخطر، كان عليهن أن يواجهن مثل ما يواجه الرجال، فالانضمام إلى المعركة هو السبيل الوحيد للحفاظ على حياتهن.
يذكر ها هنا أن مشهد النساء المقاتلات في سوريا لم تتوقف على نساء داعش فحسب، بل هو مشهد رأيناه أكثر من مرة في صفوف الجيش الحر، وقوات النظام، وبشكل كبير في المقاتلات الكرديات.
“نساء كرديات مقاتلات في سوريا”
لكن السؤال الذي طرحه الكثيرون ها هُنا هو: هل سمح تنظيم الدولة الإسلامية للنساء بالقتال في صفوفه كالرجال؟
كتائب النساء في داعش
بعد سيطرة تنظيم الدولة على الرقة في سوريا ظهرت كتيبتين للنساء الأولى باسم “الخنساء”، والثانية باسم “أم الريحان”، مهمتهما توعية النساء وشرح تعاليم الإسلام ومراقبة التزامهن بقوانين الدولة.
في تصريح للجزيرة نت يقول أحد قادة تنظيم الدولة أن الكتيبة من النساء فقط، ولهن مقرات خاصة كي لا يختلطن بالرجال، ولهن مهام محددة لا يمكن تجاوزها، وأن التنظيم إذا أراد توعية أو اعتقال أو محاسبة النساء اللائي يخالفن الشريعة الإسلامية في الرقة فإنه يوكل الكتائب النسائية بهذه المهام.
وتشير بعض التقارير أن نساء وفتيات قد تعرضن للاعتقال من كتائب النساء في داعش لكون حجابهن غير كامل، أو مخالفتهن للشريعة الإسلامية.
من هن نساء داعش؟
هل هن زوجات مقاتلين؟ أم متطوعات؟ هل هن من أهل المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم أم من مناطق ودول أخرى؟
أغلب نساء داعش هن من زوجات المقاتلين في التنظيم، أو متطوعات التحقن بصفوفه، وبهن نسبة كبيرة من النساء الغربيات تركن بلادهن من أجل المشاركة في “فريضة الجهاد”.
تحكي مصادر إعلامية عن بعض النماذج من نساء داعش، ففي العراق تمكنت قوات الأمن العراقية من القبض على 4 من نساء التنظيم، بينهن أميرة التنظيم “أم المقداد”، والتي كان من مسوؤليتها تجنيد نساء وفتيات الأنبار العراقية.
هناك أيضًا “أم المهاجر” التونسية التي انتقلت من العراق إلى سوريا مع زوجها لتتولى مسؤولية قيادة كتيبة “الخنساء” في الرقة.
وأخت جليبيب التي هاجرت من السعودية إلى سوريا مع أخيها، تاركة أطفالها نظرًا لتخاذل الرجال عن الجهاد في أرض الشام، وفي حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تتحدث أم جليبيب أو “جليبيبية” عن الحياة في كنف الخلافة والدولة الإسلامية، وعن الجهاد وضرورة تربية الأطفال عليه، وتنقل بعضًا من حياة المقاتلين وعوائلهم هناك.
هذه النصرة من أخواتكم المهاجرات من أرض الشام بدمائنا سننصر نهج محمد #باقية #حملة_مليار_مسلم_لنصرة_الدولة_الإسلامية pic.twitter.com/eBNoo2DGZc
— #أخت_جليبيب (@Dado2012Q) June 21, 2014
إلى #الرقة اللهم إنا استودعناك سفرنا هذا pic.twitter.com/JyIjZ2Blvz
— #أخت_جليبيب (@Dado2012Q) August 1, 2014
إجتمع شملي بشقيقي ثم زوجي ثم والدي وأما أنتم يا قطعة من قلبي سيكون موعدنا جنة عرضها السماوات والأرض بإذن الله ♡♥♡ pic.twitter.com/YPMhfZEjP5
— #أخت_جليبيب (@Dado2012Q) August 11, 2014
مهلا #أمريكا اللعينه وعلى رسلك … هل ما علمتي بعد أن اشبالنا أيضا تتمنى قدومك !! فالعمليات الإستشهادية أملهم الوحيد pic.twitter.com/QxeRNQB4bI
— #أخت_جليبيب (@Dado2012Q) August 25, 2014
أنا لا أتعصب للبغدادي أينما كان بل اتعصب واتبع دولة الإسلام والخلافة أينما كانت فقد بان منهجها بلاد المسلمين المحتلة تناااااديكم يا قاعدين
— #أخت_جليبيب (@Dado2012Q) June 14, 2014
جانب من خروج عوائل المجاهدين على نهر الفرات في ربوع دولة الإسلام،، اللهم أدم علينا نعمة دولة الإسلام #الرقة #تصويري pic.twitter.com/DnRpNa0f6b
— #أخت_جليبيب (@Dado2012Q) June 2, 2014
ياااااا الله" أسأل أن أن يرزفني عملية إستشهاديه فيهم أقسم بالله لن أتردد لحضه واحده اللهم أرزقنا إياها #إعدام_جنود_الدولة_بفتاوى_الضرار
— #أخت_جليبيب (@Dado2012Q) May 6, 2014
يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي من أهم المنصات الإعلامية للدولة الإسلامية، فتشهد تواجدًا كثيفًا لرجال ونساء الدولة على حد سواء، بالحديث عنها ودعمها، وعن حياة المقاتلين هناك، والدعوة للنفير إلى أرض الشام للقتال في صفوفها، وحتى في تحذير النساء من “النقاش” مع الرجال.
نداء من #رابطة_الأنصار @ansaar999 الى جميع الاخوات المناصرات للدولة الاسلاميه pic.twitter.com/FAimWpsUxq
— أعلامية دولة الخلافة (@dawlawya) June 23, 2014
أما عن المقاتلات الغربيات فيتواجدن في صفوف التنظيم في أرض المعارك وفي أرض تويتر أيضًا بكثرة، وكغيرهن من نساء التنظيم في الحديث عن الدولة والجهاد والكفّار والإسلام، وحياتهن في أرض الشام والعراق، أغلبهن ممن أسلمن حديثًا وتركن بلادهن من أجل الجهاد في صفوف الدولة.
My Friend @Ummulxarb made this.. Shes a Supporter of Dawla to the Bone. pic.twitter.com/MHGN3rAxaz
— Umm Muthannah (@ummmuthannah77) June 22, 2014
My sisters @UmmLayth_ Umm Haritha & Umm Ubaydiah ♡ (@Al_Khanssaa) May Allah unite us soon pic.twitter.com/WHloaNfoib
— ام وقاص (@_UmmWaqqas) August 22, 2014
أم ليث، هي من تتولى مهمة تجنيد النساء الغربيات، هاجرت من إنجلترا إلى سوريا ومتزوجة من أحد مقاتلي التنظيم.
أمّا أم عبيدة فهي بريطانية صومالية الأصل، حينما سئلت لماذا لا تجاهد في الصومال وهاجرت إلى سوريا، أجابت أن “ولائي يعود إلى الخليفة لا إلى تراثي”.
[c5ab_embed_twitter c5_helper_title=”” c5_title=”” url=”https://twitter.com/Al_Khanssaa/status/506745731202707456″ ]
وفي حسابها على مقع التواصل الاجتماعي تويتر تتحدث “أم عبيدة” عن حياتها مع “أخواتها المهاجرات” في مقر الرقة، وعن فريضة الجهاد وتخاذل الرجال لصعوبة الهجرة، فضلًا عن تأييدها لكل أفعال الدولة بل وتأصيلها، مثل حدث قتل الصحفي الأمريكي الأخير.
[c5ab_embed_twitter c5_helper_title=”” c5_title=”” url=”https://twitter.com/Al_Khanssaa/status/504226609248088064″ ]
[c5ab_embed_twitter c5_helper_title=”” c5_title=”” url=”https://twitter.com/Al_Khanssaa/status/505576336543723520″ ]
[c5ab_embed_twitter c5_helper_title=”” c5_title=”” url=”https://twitter.com/Al_Khanssaa/status/502273012394389505″ ]
أمّا أم خطاب فتقول أن أفضل ما حدث لها في عامها الثامن عشر هي أنها هاجرت إلى أرض الشام المباركة وتركت بريطانيا أرض الكفّار.
Best thing ive done in my 18 years in this world is come to the blessed land of shaam and leave Britain the land of kuffar
— 🙂 (@UmmKhattab__) August 14, 2014
Daulatul islam Baaqiyaahhh ya kuffar
— 🙂 (@UmmKhattab__) September 2, 2014
وفي حسابها على تويتر، هددت “أم خطّاب” باراك أوباما رئيس الورايات المتحدّة قائلة بأن رأسه ستكون في الرقة قريبًا.
BAAAAAAQIYAAAAH @BarackObama fam ur head gon be on Raqqah roundabout soon inshaaaaaaAllaah
— 🙂 (@UmmKhattab__) August 10, 2014
لا يتوقف الأمر بين نساء التنظيم على الحديث عن الجهاد في الشام والعراق، والدولة الإسلامية وفقط، بل يتجاوز إلى الحديث في الشأن السياسي الإقليمي، وعن الشرق الأوسط بشكل عام.
ففي ذكرى مذبحة رابعة أغسطس الماضي كتبت أم فارس على حسابها الشخصي في تويتر: “حينما أسمع من يقول بأن مرسي قد عاون حماس، وكأني أسمعها الشيطان قد عاون شيطانًا آخر”.
What people hear "morsi helped hamas" What I hear "A shaytaan helped another shaytaan"
— Umm Farriss (@UmmAnwar_) August 14, 2014