مع اقتراب الحدث الكروي الأبرز: كأس العالم لكرة القدم، الذي يُقام بعد أيامٍ في البرازيل، يبدأ جنون التوقعات بين المشجعين ومحللي كرة القدم والبرامج الرياضية، وتُقام المسابقات والرهانات لكل مباراة من مباريات الكأس. لكن ما الذي يميز توقعات كأس العالم لهذا العام؟
استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم الماضي في 2010 للمرة الأولى في القارة السمراء، وفاز به المنتخب الإسباني لأول مرة في تاريخه، ليختتم سجلًا ناجحًا من توقعات «بول الأخطبوط».
بدأت ظاهرة «بول الأخطبوط» في 2008 مع توقعات مباريات منتخب ألمانيا في بطولة «يورو 2008»؛ فتوقّع «بول» 4 نتائج صحيحة لمباريات ألمانيا من أصل 6 مباريات، وفشل حينها في توقّع هزيمة ألمانيا أمام كرواتيا في مرحلة المجموعات، وأمام إسبانيا في المباراة النهائية.
بعد عامين، دخل «بول الأخطبوط» في جولة جديدة من التوقعات خلال كأس العالم 2010 ليحصل على العلامة الكاملة 100% من التوقعات الصحيحة لمباريات منتخب ألمانيا (5 فوز و 2 هزيمة)، ثم يختم توقعاته بالمباراة النهائية بين هولندا وإسبانيا، وفوز الماتادور الإسباني بكأس العالم.
ويبدو أن الجدل الذي ثار حول «بول الأخطبوط» بين الجمهور والخبراء، بعد أن وصفه بعض العلماء بـ «الخدعة الكبرى»، وبعضهم بـ «الصدفة البحتة»، وبعضهم بـ «الظاهرة المحيّرة» قبل موته في آخر عام 2010، يبدو أن توقعات كأس العالم هذا العام ستكون مختلفة تمامًا.
العِلم يتدخّل
إذا كان «بول الأخطبوط» يعتمد في توقعاته على اختيار بين قطعتي طعام تحمل كل منهما علم أحد المنتخبين الفائزين، فإن شركة «جولدمان ساكس» الأمريكية قررت أن تخصص فريقًا من الباحثين ليتنبأ في النهاية بحظوظ كل من المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم في الفوز باللقب.
واعتمد الفريق في توقعاته على إحصاءات تضم كل المباريات الدولية الرسمية للفرق المشاركة منذ عام 1960، وعدد الأهداف التي سجّلها كل منهم في كل مباراة بحساب الطرف الآخر إن كان من المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2014.
وجاء المنتخب المُضيف، البرازيل، في المركز الأول على قائمة «جولدمان ساكس» بفارق كبير عن المنتخبات الأخرى بنسبة 49%، وبعده منتخبا الأرجنتين (14%)، وألمانيا (11%)، ثم إسبانيا حامل اللقب بـ 10%، فيما جاءت حظوظ إنجلترا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال أقل من 2%.
توقعات «جولدمان ساكس» شملت أيضًا أبرز اللاعبين في البطولة وفريق الأحلام. ورغم أنها تعتمد على أسس إحصائية ورقمية دقيقة، إلا أنها تتجاهل عوامل مؤثرة في نتائج المباريات مثل إصابات النجوم وتغيير الفريق وتجانسه وحتى المستوى قبل البطولة، مما قد يجعلها تتعرض لمفاجآت كبيرة في هوية الفريق البطل.
كيف ترى هذه التوقعات؟ وهل تتوقع أن يفوز منتخب «السامبا» بالكأس الأولى التي تقام على أرض البرازيل صاحبة الرقم القياسي للفوز بالبطولة؟