100 عام ويزيد قد مرت وجود على تلك البقاع الفريدة كليًا حول العالم، فلن تجد منها نسختين متطابقتين بشكل كامل على الكوكب، إذ تعكس منافسة شرسة لحصد مقعد خاص بين أهم مواقع التراث حول العالم، والأمر لا يتوقف عند الحاجز المادي أو الحضاري؛ لكن للأمر أبعاد أخرى. فنرى تسابق الدول العربية والأجنبية لضم مواقعها التاريخية إلى قائمة التراث العالمي، وقد يستمر السعي لضم موقع واحد، سنوات متتالية حتى يتم الموافقة عليه، فما السر وراء استماتة الدول والحكومات على تسجيل مواقعها التاريخية في قائمة التراث؟

قائمة اليونيسكو.. آثار طبيعية وتاريخية عمرها أكثر من 100 عام

تضم قائمة اليونسكو العديد من المواقع التاريخية حول العالم والتي تصل إلى 1154 موقع أثري ما بين مواقع طبيعية وتاريخية أو الاثنين معًا. ويعود النصيب الأكبر في المواقع إلى إيطاليا والصين فيمتلك كل منهما أكثر من 50 موقع، ولم تصل تلك المواقع بسهولة إلى تلك القائمة، إذ تشترط اليونسكو العديد من المعايير الصارمة، التي من بينها أن يكون الموقع المراد إدراجه استثنائيًا وفريدًا من نوعه ويمثل مكانة كبيرة محليًا وعالميًا، لتقليد ثقافي، أو حضارة حية أو اختفت، أو «ظواهر طبيعية فائقة»، أو «مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي وأهمية جمالية». 

سكك حديدية عابرة لإيران – مصدر الصورة: سي إن إن

فهناك معايير معتمدة منذ عقد اتفاقية التراث العالمي في عام 1972، يجري اختيار المواقع بناء عليها، ومن أبرز تلك المعايير أن يكون عمر الأثر تخطى 100 عام، وأن تكون مثالًا واضحًا، ألا يتطلب الأمر توفر كافة المعايير.

لكن ما سر استماتة الدول العربية والأجنبية من أجل الانضمام للقائمة؟

يُعد الالتحاق بالقائمة بمثابة عملية إحياء، ليس فقط للموقع المنضم، لكنه يكاد يصل للبلد ككل، وتوفير كل ما يلزم لحماية وصون ذلك الموقع. ويبدأ ذلك بالمساعدات المالية التي يجري تخصيصها للحفاظ على ذلك الموقع بجانب الإمداد الأجنبي ومشورة الخبراء من اليونسكو، كما يُبرز تقييم اليونسكو أيضًا الموقع على الخريطة؛ ما يعكس زيادة ملحوظة في أعداد السياح. لتصبح مواقع التراث العالمي بمثابة خريطة لأهم الوجهات السياحية الفريدة من نوعها حول العالم بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.

«قائمة جرد»: أهم خطوة لضم موقع أثري إلى قائمة التراث

الخطوة الأولى التي يجب على أي بلد أن يتخذها لضم موقع معين إلى قائمة التراث العالمي، هو وضع «قائمة جرد» لمواقع التراث الطبيعي والثقافي المهمة الموجودة داخل حدود هذا البلد. ويطلق عليها «قائمة الجرد» أو «القائمة المؤقتة»، وتضم مؤشرًا عن الممتلكات التي قد تقرر الدولة الطرف تقديمها للإدراج في السنوات الخمس إلى العشر التالية، ويمكن تحديث هذه القائمة في أي وقت. وتعدّ هذه خطوة مهمة؛ إذ لا يمكن للجنة التراث العالمي أن تنظر في ترشيح للإدراج على قائمة التراث العالمي ما لم يكن قد جرى بالفعل إدراج الممتلك في القائمة المؤقتة للدولة الطرف.

 أما آخر المواقع التي نجحت في الانضمام لقائمة التراث العالمي مؤخرًا فكانت قائمة 2020 و2021 حيث تسبب فيروس كورونا في تأجيل قائمة 2020 ليجري الكشف عنها مع قائمة 2021 خلال العام الماضي. وكان من بين هذه المواقع: منطقة حمى الثقافية في المملكة العربية السعودية، منطقة السلط، مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية في المملكة الأردنية،

منطقة حمى الثقافية بالسعودية – المصدر: سي إن إن

وتكون هناك فرصة جديدة كل عام، لضم المزيد من المواقع إلى قائمة التراث العالمي، إذ تشتد المنافسة والسباق العالمي، ونتناول فيما يلي أبرز الدول العربية التي تسعى لزيادة عدد مواقعها التراثية على القائمة الرسمية لليونسكو. وجدير بالذكر أن هناك أربع دول عربية، ليس لها أي مواقع مدرجة على القائمة الدائمة للتراث العالمي وهي: جيبوتي، والصومال، وجزر القمر، والكويت.

1- الكويت: الأكثر سعيًا لتوثيق مواقعها التاريخية والتراثية

تعد الكويت الأكثر سعيًا لضم العديد من مواقعها التاريخية والتراثية وفيما يلي أبرز المواقع التراثية التي تسعى الكويت إلى دخولها لقائمة التراث العالمي:

  • جزيرة فيلكا.
  • أبراج الكويت.
  • المشهد الثقافي لمنظومة إدارة المياه للقرن العشرين.
  • جزيرة بوبيان.
  • المواقع الأثرية في الصبية.
  • مدينة الأحمدي النفطية.
  • القصر الأحمر.
  • بيت ديكسون.
  • مزارع الجهراء القديمة.

جزيرة فيلكا – مصدر الصورة: جريدة القبس

2- المغرب: من بينها كبرى مدن الرومان في المغرب «وليلي»

تمتلك بالفعل المغرب بقائمة التراث العالمي تسعة مواقع مهمة من بينها الموقع الأثري وليلي وقصر آيت بن حدو، إلا أنها تسعى حاليًا لضم المزيد، وفيما يلي أبرز المواقع المغربية المقترحة لدخول قائمة التراث العالمي:

  • الجامع الكبير في تينمل
  • الجامع الكبير في تازة
  • منتزه تلاسمطان الوطني (محمية طبيعية)
  • مغارة تافوغالت (كهف الحمام)
  • واحة فجيج
  • منتزه الداخلة الوطني
  • واحة تغمرت

Embed from Getty Images

مجموعة من الصور من مدينة وليلي التاريخية

3- مصر: تمتلك 7 مواقع وتسعى لإضافة مدن بأكملها لقائمة التراث

تمتلك بالفعل مصر سبعة مواقع بقائمة التراث العالمي، وتسعى لضم مواقع جديدة إلى قائمتها على التراث العالمي، ومن بينها:

  • منطقة المواقع الأثرية في شمال سيناء.
  • واحة الخارجة والواحات الجنوبية الصغيرة.
  • الإسكندرية، الآثار القديمة والمكتبة الجديدة.
  • مدافن مصر الوسطى، من المملكة المصرية الوسطى وحتى الفترة الرومانية.
  • قلعة النخل، محطة على طريق الحج إلى مكة المكرمة.
  • مدينة الفيوم.
  • جزيرة فرعون.
  • معبد سرابيط الخادم.
  •  مدينة رشيد.
  • منطقة سيوة الأثرية.
  • وادي فيران.
  • قلعة نويبع.
  • منطقة جبل القطراني ومحمية بحيرة قارون.
  • مقياس النيل بالروضة – القاهرة.
  • مرصد حلوان.
  • مدينة دهب.
  •  أديرة وادي النطرون.
  • دير الأنبا بيشوي.
  • دير السريان.
  • دير البراموس.
  • دير مقار.

أديرة وادي النطرون – مصدر الصورة: جريدة الأهرام

جدير بالذكر أن مصر تمكنت بالفعل بعد موافقة اليونسكو من إدخال المتحف المصري بالتحرير إلى القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي سعيًا وراء ضمه للقائمة الدائمة للتراث العالمي وذلك باعتباره ممتلكًا ثقافيًا يعبر عن تراث إنساني بما يحويه من قيم معمارية، وتاريخية، وعلمية، وثقافية، وفقًا للمعيار الرابع والسادس لتسجيل مواقع التراث العالمي.

4- السعودية: طريقان للحج على رأس المواقع التراثية

تمكنت السعودية مؤخرًا من ضم موقع حمى إلى التراث العالمي ليصبح لديها ستة مواقع رسمية على قائمة التراث العالمي الدائمة وتسعى إلى ضم المزيد من المواقع ضمن خطتها مثل:

  • المنشآت الحجرية المنتشرة بالسعودية.
  •  درب زبيدة.
  • قرية الفاو.
  •  رجال ألمع.
  •  قرية ذي عين الأثريّة.
  •  خط سكّة حديد الحجاز.
  •  طريق الحجّ المصري القديم.
  •  طريق الحجّ السوري القديم.
  •  واحة دومة الجندل.
  •  عروق بني معارض للحياة البريّة.

5- الأردن: قرى وقلاع وملجأ النبي لوط في قائمة المملكة الأردنية

تمكنت الاردن مؤخرًا من ضم موقع جديد وهو  السلط – مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية؛ إلى قائمة التراث العالمي الدائمة، لكن لم تزل تسعى لضم المزيد وفيما يلي القائمة المؤقتة التي تبذل جهودها لضمها إلى القائمة الدائمة.

  • مدينة أبيلا (حديثًا قويلبة).
  • مدينة جرش الأثرية (مكان التلاقي القديم بين الشرق والغرب).
  • قلعة الشوبك (مونتريال).
  • بيلا (حديثًا طبقة فحل).
  • القسطل (المستوطنة).
  • قصر بشير (المعسكر الروماني).
  • الأزرق.
  • قصر المشتى.
  • ملجأ النبي لوط في دير عين أباتا.
  • أم الجمال (المدينة).
  • جدارا (حديثًا أم قيس).
  • محمية ضانا الطبيعية.

6- الجزائر: أطلال حضارات ما قبل الإسلام على القائمة

من جانبها تسعى الجزائر إلى ضم  ستة مواقع جديدة إلى قائمة التراث العالمي الدائمة، والتي هي:

  • أماكن وطرق أغسطينوس في المغرب الأوسط.
  • واحة حديقة الأوراس مع وادي غوفي والقنطرة.
  • الأضرحة الملكية النوميدية، مملكة موريطنية وآثار ما قبل الإسلام.
  • ندرومة وجبال ترارا.
  • واحات الفقارات والقصور في العرق الغربي الكبير.
  • وادي سوف.

ثقافة

منذ سنة واحدة
هل يودعها العالم قريبًا؟ 7 مواقع عربية على قائمة التراث العالمي في دائرة الخطر

المصادر

تحميل المزيد